"بي بي سي 4" تتحدَّى عصر السرعة وتعرض رحلات طويلة في الممرات المائيَّة

تعرض قناة "بي بي سي 4" تجربة مثيرة تهدف إلى التصدي لوتيرة الحياة السريعة، وتستقطب الأشخاص الذين يحتاجون إلى المزيد من الهدوء والتأمل عبر مفهوم "التلفزيون البطيء".

وأعلنت القناة أنها ستقدم رحلة لمدة ساعتين في أحد الممرات المائية التاريخية في بريطانيا، وساعة أخرى من دون انقطاع لأصوات العصافير، كجزء من سلسة برامج  deliberately" unhurried" التي تنطلق الأحد.

وبيّن رئيس تحرير القناة كاسيان هاريسون "نقدم قواعد اللغة التقليدية للتلفزيون إذ يحدث كل شيء بشكل أسرع وأسرع"، مضيفًا أنّ الأفلام الوثائقية تسمح للمشاهدين بالاستمتاع بتجربة المزيد من التفاصيل والحميمية عن طريق المتابعة واستخلاص الاستنتاجات ".

ونجحت القناة في تصوير الرحلة دون انقطاع لمدة ساعتين في قناة كينيت وآفون، وتم تصوير البرنامج بالكامل بواسطة كاميرا ثابتة على الجزء الأمامي من البارجة من دون موسيقى أو تعديلات فنية.

ولفتت المنتجة التنفيذية كلير باترسون، إلى أن بعض المشاهدين سيكرهون الأمر وسيعتقدون أنه بطيء وممل. لكن سيستمتع الآخرون بمشاهدة البرنامج وتحديدًا الناس الذين يحبون القنوات المائية.

وانتشر اتجاه "التلفزيون البطىء" في النرويج عام 2009 بعد أن تم عرض فيلم مدته سبع ساعات حول رحلة قطار، ثم برنامج عن الحياكة لمدة 12 ساعة بالإضافة إلى البث المباشر لرحلة على متن قارب لمدة خمسة أيام شاهدها أكثر من نصف السكان في البلاد.

وسجَّل المنتج نايغل باترسون أصوات العصافير في الصباح الباكر من ثلاثة مواقع مختلفة في أيام متتالية في برنامج "Dawn Chorus: The Sounds of Spring" دون سرد أو موسيقى، ولكن سيتم إظهار بعض المعلومات على الشاشة للمشاهدين في بعض الأحيان.

وستقدّم "بي بي سي 4" رحلة لمدة ثلاث ساعات في المعرض الوطني في لندن، نقلاً عن تصريحات المخرج فريدريك وايزمان، دون موسيقى أو تعليق.

وأشار المؤلف كارل أونوريه إلى أنّ هذه البرامج الجديدة جاءت في الوقت المناسب، مبينًا أنّ "نتسابق في حياتنا بدلا من الاستمتاع بالحياة، وأصاب فيروس العجلة كل شيء"، وتابع "هذه الظاهرة أصبحت واضحة في التلفزيون الذي أصبح يقدم الأشياء بشكل أسرع بسبب تقليص فترات انتباه الناس".