هنا فاس
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

هنا فاس

 فلسطين اليوم -

هنا فاس

بقلم : عمرو الشوبكي

مدينة فاس هى واحدة من أجمل وأعرق المدن المغربية، وهى مدينة عتيقة (الوصف المغربى لقلب المدنية) محاطة بأسوار تفصل القديم عن الحديث، ولا يمكن أن تجد مبنى واحدا جديدا فى المدينة القديمة التى تجاوز عمرها أكثر من 500 عام.

الدعوة كانت من جامعة سيدى محمد بن عبدالله، أى جامعة فاس، وتحديداً من كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية وهى كليه قوامها أو شعبتها الرئيسية هى كلية الحقوق التى نظمت الندوة بعنوان: «اللامركزية والدولة فى المنطقة العربية» وقدمت فيها ورقة بحثية بعنوان «بناء اللامركزية فى ظل نظام مركزى».

نزلنا فى أحد الفنادق فى قلب المدينة العتيقة والذى يسمى «الرياض» وهو قريب من بيوت القاهرة القديمة فى منطقة الحسين وإن كان يغلب على معماره الطابع الأندلسى الشهير، أما المطبخ المغربى فهو الأكثر ثراء وتنوعا فى العالم العربى.

ثلاثة مشاهد يمكن أن أقدمها للقارئ عن هذه الرحلة: الأول بدأ حين دخلنا الحرم الجامعى فلم نجد فرد أمن واحدا يقف على أبواب الجامعة يسأل من يريد الدخول عن هويته وهو أمر مدهش إذا قارناه بحال معظم الجامعات فى العالم العربى، خاصة مصر، لدرجة أنى سألت بعض الأساتذة المغاربة عن هذا الموضوع، فقال المؤيدون إن هذا هو دليل ديمقراطية البلد والسياسة الحكيمة لجلالة الملك فى الحوار مع الطلاب واستيعابهم، فى حين قال المعارضون إن فاس ضمت تاريخيا التيار الرئيسى للمعارضة، وهو ما جعل السلطة غير قادرة على فرض قمع أمنى مباشر على الطلاب.. وأياً كانت صحة الرأيين فإننا فى النهاية دخلنا جامعة بلا أى حراسة أمنية.

وأثناء أعمال الندوة وقف ما يقرب من 100 طالب أمام مدخل كلية الحقوق وهم يرفعون شعارات تطالب بالإفراج عن المعتقلين السياسيين وظلوا لمدة ساعتين يهتفون ثم انصرفوا بهدوء، وسألت عميد الكلية د. عبدالعزيز الصقلى عن هؤلاء المعتقلين فأكد أنهم ليسوا معتقلين سياسيين إنما هم ارتكبوا جرائم عنف وأن هذه الشريحة التى تمثل أقل من واحد من الألف من الطلاب وتنتمى لليسار المتطرف «نتحاور معها ولا نصل لحلول».

وبعيدا عن موقف الطرفين، فسيبقى النجاح فى وجود منظومة سمحت للطلاب الذين تراهم الدولة «متطرفين» أن يتظاهروا وينصرفوا بسلمية.

أما المشهد الثانى فكان المعلومة الهامة التى ذكرها لى على العشاء عميد كلية الحقوق فى المغرب، فقد أخبرنى الرجل أن التعليم الجامعى مجانى فى كل الجامعات المغربية، وأن هناك شعبتين فى الكلية: الأولى باللغة العربية والأخرى بالفرنسية، فقلت له: وكم مصاريف الشعبة الفرنسية (مثلما هو الحال فى مصر) فقال هى مجانية أيضا فتوقعت فى بلد «فرانكفونى» مثل المغرب أن تستقطب الشعبة الفرنسية خاصة أنها بلا مقابل مادى أغلب الطلاب، ففاجأنى وقال إن نسبة الطلاب الملتحقين بالشعبة العربى تقترب من 90% والباقى فى القسم الفرنسى، ولم أخف سعادتى بهذا الخبر، رغم أن العميد كان خريج القسم الفرنسى.

أما المشهد أو النقاش الثالث فكان يتعلق بواقعة موت بائع السمك المغربى محسن فكرى، ولأن طاولة العشاء يمكن وصفها بأنها كانت محافظة سياسيا، وضمت بجانب العميد قاضية مغربية رصينة وأخرى فى القضاء الإدارى التونسى ونائب عميد كلية الحقوق وكاتب هذه السطور، الجميع اعتبروا أن رد الفعل على هذا الحادث مبالغ فيه وأنه من غير المؤكد أن تكون الشرطة قتلته، فى حين اعتبرت من جانبى أن هذا دليل حيوية المجتمع المغربى الذى لم يتسامح مع «طحن» شاب كادح بهذه الطريقة الوحشية بصرف النظر عن الملابسات، وأن تشهد 40 مدينة مغربية احتجاجات واسعة بهذه الطريقة لا يسقط فيها قتيل واحد، وتتسم جميعها بالسلمية وتتسامح السلطة مع بعض الشعارات التى رفعت ولو استثناء مثل: «محسن مات مقتول والمخزن (المقصود السلطة الملكية) هو المسؤول»، كل هذا دليل على أننا فى بلد نجح فى أن يستوعب صراعاته وتنوعاته بأكثر من وسيلة وآخرها الوسيلة الأمنية، فتقدم رغم مشاكله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هنا فاس هنا فاس



GMT 04:16 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تحية للشعب السوداني

GMT 02:15 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

الاقتصاد في مواجهة السياسة

GMT 04:59 2019 الأحد ,12 أيار / مايو

ظاهرة عادل إمام

GMT 03:31 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

وبدأت الجزيرة

GMT 09:27 2019 الجمعة ,15 آذار/ مارس

الجزائر على طريق النجاح

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيدة

GMT 14:19 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 08:30 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"العقرب" في كانون الأول 2019

GMT 11:41 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 11:54 2018 السبت ,17 شباط / فبراير

حقائق مثيرة عن العضلة الأهم في جسم الإنسان

GMT 21:54 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

"خريف" يحصد جائزة أفضل عمل في مهرجان "المسرح العربي"

GMT 14:18 2018 السبت ,02 حزيران / يونيو

روسيا توصلنا لاتفاق يرضي جميع الأطراف

GMT 11:52 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

صلاح يصارع من أجل الفوز بالحذاء الذهبي

GMT 17:07 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تامر حسني يبدأ تصوير الملصق الدعائي لبرنامج "ذا فويس كيدز"

GMT 13:49 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

كشف حقيقة صور هيفاء وهبي المفبركة على مواقع التواصل

GMT 06:09 2016 الجمعة ,02 كانون الأول / ديسمبر

مركبة "UFO 2.0" يخت مستقبلي بمثابة فيلا إنيقة

GMT 18:51 2016 السبت ,18 حزيران / يونيو

أسباب وفوائد كثيرة للشروع في الدراسات العليا
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday