عن الموقف العربي من صفقة القرن
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

عن الموقف العربي من صفقة القرن

 فلسطين اليوم -

عن الموقف العربي من صفقة القرن

بقلم :رجب أبو سرية

يبدو أن جولة موفدَي الإدارة الأميركية جاريد كوشنير وجيسون غرينبلات، للدول العربية وإسرائيل، قد تركزت حول مناقشة احتمال أو إمكانية عرض الخطة الأميركية الخاصة بحل ملف الصراع الفلسطيني/الإسرائيلي، المسماة من قبل الرئيس الأميركي، من أجل تضخيمها أو إثارة الاهتمام بها، بصفقة العصر، وذلك في ضوء استمرار رفض القيادة الفلسطينية التعامل مع الخطة، بل وحتى رفض استقبال المبعوثين الأميركيين وحتى الرئيس الأميركي نفسه. 

في المتن، من الممكن القول بثقة: إن الدول العربية الثلاث: السعودية، مصر، والأردن، أعادت التأكيد على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ضمن أي حل سياسي في المنطقة، وعلى أنها _ أي الدول العربية، بل والموقف العربي عموماً، يقبل بما يقبله الفلسطينيون، ولا يقبل ما لا يقبله الفلسطينيون _ وهذا موقف ثابت، رغم أنه غير كاف بتقديرنا، حيث إن مثل هذا الموقف يعني أنه في حال وافق المستوى الرسمي الفلسطيني تحت ضغط ما على ما هو أقل من الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية، فإن الدول العربية ستهز أكتافها، وإن مثل هذا الموقف فعلياً وعملياً يفتح الباب لممارسة واشنطن وحتى إسرائيل الضغوط على الجانب الفلسطيني من أجل خفض سقف مطالبه وموقفه، ليتساوق مع خطة التصفية المذكورة.

وفعلاً ها هي الأخبار تأتي لتؤكد وقف المساعدات المالية الأميركية للسلطة الفلسطينية، ما لم تنفذ السلطة ما تأمرها به واشنطن وليس تل أبيب من وقف صرف مخصصات ذوي الشهداء والأسرى. 

المهم أن ما كان محور الحوار بين الوفد الأميركي والدول العربية هو أن واشنطن تفكر جدياً في طرح الخطة من «فوق رأس الرئيس محمود عباس»، أي على الجمهور الفلسطيني، وهذا أمر يدعو فعلياً للضحك، لأنه يدل على مدى سذاجة وغباء إدارة دونالد ترامب، وعدم درايتها بأصول السياسة الخارجية، خاصة مزاج وموقف الشعب الفلسطيني، الذي هو أكثر استعداداً للتضحية بكثير مما تعتقد تلك الإدارة الحمقاء؛ فالشعب الفلسطيني كله، في داخل فلسطين وخارجها، هو أكثر ميلاً واستعداداً ورغبة في إطلاق كل أشكال الكفاح الوطني الميداني ضد الاحتلال الإسرائيلي، وهو أكثر كراهية وحنقاً على إدارة ترامب من قيادته السياسية، ولا يمكن أن يفكر أحد بأنه يمكن للشعب الفلسطيني أن يقبل بأقل مما ترفضه قيادته إلا وأن يكون غبياً. 

أكثر فلسطيني اعتدالاً واستعداداً لقبول الحل الوسط السياسي هو الرئيس محمود عباس، مهندس اتفاقيات أوسلو وأكثر فلسطيني حباً واستعداداً وقناعة بالسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أما الشعب الفلسطيني فربما كان أكثر من نصفه، خاصة من هم لاجئوه، لا يقبل أصلاً بالحل الوسط، الذي يوافق على الاعتراف بدولة إسرائيل على أرضه السليبة منذ العام 1948، إلى جانب دولة فلسطين على حدود 67 ، أي على أرض القدس والضفة الغربية وقطاع غزة. 

أما التقدير بأن قبولاً شعبياً فلسطينياً للخطة الأميركية يمكن أن يتم من قبل الشعب الفلسطيني في القدس وغزة والضفة مقابل التحسينات الاقتصادية، فإنما هو تقدير لا يفكر به إلا من لا يرى السياسة أبعد من قدميه، كما هو حال بنيامين نتنياهو الذي يفتقر لوعي وفكر السياسي الإستراتيجي أو التاريخي، والذي هو دائماً محكوم بصندوق الاقتراع الانتخابي وتحت سيف الملاحقات القضائية. 
فقد أغرقت إسرائيل ما بين عامي 1967_1987، قطاع غزة والضفة الغربية برفاه العيش، لكن ذلك لم يمنع اندلاع الانتفاضة الشعبية التي جاءت من داخل تلك المناطق بالتحديد، ولم تأت من الخارج ولا بتحريض من م ت ف، لذا فإنه _بتقديرنا _ لن يطول الوقت كثيراً، حتى يكتشف أغرار الإدارة الأميركية في سياسة المنطقة، عبث ما يفكرون به، وانسداد الأفق أمام خطتهم الغبية، التي هي بالأصل محاولة من كوشنير وغرينبلات للتقدم بالنفوذ داخل الإدارة على حساب الخارجية، لا أكثر ولا أقل.

وإذا كان حلم تشكيل تحالف أمني هو ما يداعب بعض العرب من جراء التعاطي مع الخطة، فإن دولاً عربية تدرك دهاليز السياسة الإسرائيلية وعدم استعدادها لتحقيق السلام في المنطقة، نخص كلاً من مصر والأردن هنا، لذا فإن إسرائيل تقوم باستغلال هذا الحلم/الوهم، وهي ليست بحاجة للتحالف معهم أمنياً من أجل مواجهة إيران. وإسرائيل حين تواجه إيران، لا تواجه طموحها على حساب دول الخليج، بل إنها تكتفي الآن بالضغط على إيران من خلال تنصل الولايات المتحدة من الاتفاق النووي ومن خلال التوافق مع روسيا على الدفع بإيران للخروج من سورية، حيث إن هذا يمثل هدفاً مشتركاً لكلا الدولتين. 

وها هي إسرائيل تحاول جر العرب، إلى مربع الشراكة الاقتصادية التي تكون فيها هي في المركز منها، بما يذكر بحلم شمعون بيريس بالشرق الأوسط الجديد الاقتصادي، من خلال الحديث عن حزمة من المشاريع، آخرها ما أعلن عنه من مشروع إقامة قطار السلام، الذي يربط الشرق الأوسط والخليج العربي بأوروبا عبر إسرائيل. 

بالطبع تدرك إسرائيل ومعها الولايات المتحدة مكانة كل من مصر والأردن، والتي هي أهم من مكانة الخليج فيما يخص ملف التسوية على الصعيد الفلسطيني؛ بحكم تأثير مصر على غزة وتأثير الأردن على الضفة الغربية، لأن أي تنفيذ لتلك الخطة، سيجد مصيره هنا على أرض فلسطين، لذا يحاول العدو أن يبتز الدولتين العربيتين الشقيقتين لفلسطين، من خلال الضائقة الاقتصادية التي يمر بها الأردن، والمشكلة الأمنية التي تمر بها مصر، كذلك الحالة الإنسانية في قطاع غزة.

وإذا كان كوشنير يظن أنه يمكن أن يجد قبولاً عند الشعب الفلسطيني، فلن يكون حاله إلا كما كان عليه حال الفرزدق حين وصفه جرير: زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً... أبشر بطول سلامة يا مربع. 
 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن الموقف العربي من صفقة القرن عن الموقف العربي من صفقة القرن



GMT 08:38 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

لم تعد الحياة إلى طبيعتها بعد

GMT 07:33 2020 الثلاثاء ,21 تموز / يوليو

إسـرائـيـل دون نـتـنـيـاهـو

GMT 06:25 2020 الجمعة ,17 تموز / يوليو

بـيـت الـعـنـكـبـوت

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

عن فجوة "كورونا" من زاوية أخرى !

GMT 12:53 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

عن حكومة «كورونا» الإسرائيلية

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيدة

GMT 14:19 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 08:30 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"العقرب" في كانون الأول 2019

GMT 11:41 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 11:54 2018 السبت ,17 شباط / فبراير

حقائق مثيرة عن العضلة الأهم في جسم الإنسان

GMT 21:54 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

"خريف" يحصد جائزة أفضل عمل في مهرجان "المسرح العربي"

GMT 14:18 2018 السبت ,02 حزيران / يونيو

روسيا توصلنا لاتفاق يرضي جميع الأطراف

GMT 11:52 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

صلاح يصارع من أجل الفوز بالحذاء الذهبي

GMT 17:07 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تامر حسني يبدأ تصوير الملصق الدعائي لبرنامج "ذا فويس كيدز"

GMT 13:49 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

كشف حقيقة صور هيفاء وهبي المفبركة على مواقع التواصل

GMT 06:09 2016 الجمعة ,02 كانون الأول / ديسمبر

مركبة "UFO 2.0" يخت مستقبلي بمثابة فيلا إنيقة

GMT 18:51 2016 السبت ,18 حزيران / يونيو

أسباب وفوائد كثيرة للشروع في الدراسات العليا

GMT 00:07 2017 الإثنين ,22 أيار / مايو

شارلوت موس تتألق في مهرجان كان الخيري

GMT 00:36 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

ريهام حجاج فتاة متشددة دينيًا في فيلم "مولانا"

GMT 02:22 2016 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"سوثبي للمزادات" يعرض لوحة فريدة للفنانة كاهلو

GMT 05:33 2017 الثلاثاء ,10 كانون الثاني / يناير

Skylodge Adventure suite في بيرو يلائم محبي المغامرة

GMT 16:34 2017 الأربعاء ,08 شباط / فبراير

منة شلبي تعلن أن "نوارة" نقطة فاصلة في حياتها
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday