الرئيس الأسوأ في البيت الأبيض
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

الرئيس الأسوأ في البيت الأبيض

 فلسطين اليوم -

الرئيس الأسوأ في البيت الأبيض

رجب أبو سرية
بقلم : رجب أبو سرية

التردد الذي أبداه الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه التأجيل التقليدي بتنفيذ قرار الكونغرس الخاص بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، يظهر أن الرجل قد اتخذ القرار على مضض، وأنه متحمس وشغوف جدا بنقل السفارة فعلا، وأن الشعار الانتخابي لم يكن بقصد الحصول على أصوات الناخبين فقط، وأن قرار التمديد للتجميد يقتصر فقط على الوقت الحالي، لأنه من غير المناسب البدء بإجراءات نقل السفارة في الوقت الذي تتزايد فيه احتمالات انطلاق المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. 

أي أن اتخاذ القرار بوقف تنفيذ قرار الكونغرس المتخذ منذ العام 1995، مقابل انطلاق المفاوضات، التي يعني تعثرها – مثلا – فتح الباب لعدم قيام ترامب باتخاذ القرار المعطل لتنفيذ قرار الكونغرس، وهذا يعتبر بمثابة سيف يوضع على رقبة القيادة الفلسطينية، حتى تقبل بإجراء المفاوضات دون شروط.

ولأن مدة القرار الرئاسي هي ستة أشهر، فان ذلك يعني أن الرئيس الرابع – بعد بيل كلينتون وجورج بوش الابن وباراك أوباما - الذين اتخذوا القرارات المتتابعة منذ العام 95 حتى نهاية العام الماضي، بشكل تلقائي دون أن يرافق ذلك أي جدل أو اهتمام، لا يعني أن ترامب سيحذو حذوهم خلال فترة رئاسته التي تمتد أربعة أعوام - أي ثماني فترات توجب قرارات مشابهة بالخصوص - قد تمتد أربع سنوات أخرى، تتطلب ثماني قرارات تعطيل بتنفيذ قرار الكونغرس.

بعد ستة أشهر، ليس هناك أية ضمانة بأن ترامب سيعود لاتخاذ قرار يؤجل فيه نقل السفارة الأميركية من تل أبيب للقدس، حتى لو جرت المفاوضات بشكل حسن، وهنا علينا أن ننتبه إلى أن الكونغرس اتخذ قراره آنف الذكر العام 1995، أي بعد توقيع اتفاقات أوسلو وفي وقت إنشاء السلطة، وحين كانت المفاوضات جارية بمتابعة المراحل التالية من إعلان المبادئ، ما يعني أن سيف ترامب سيبقى مشرعا في وجه المفاوض الفلسطيني.

وفي الحقيقة فإن ترامب الذي يواجه أكثر من ملف صعب، في مقدمتها الملف الكوري، ثم الإيراني، فالملف السوري والعراقي، مع تشابك كل هذه الملفات، إلى جانب علاقة غير حسنة، آخذة بالتدهور مع الحليف التاريخي الأوروبي، ولعل ما حدث بين ترامب وإنجيلا ميركل، وحتى مع الرئيس الفرنسي، إشارة واضحة إلى أن الثنائي: ألمانيا - فرنسا، عاقد العزم على المضي قدما بالاتحاد الأوروبي، وأن الاختراق الأميركي في بريطانيا يمكن معالجته، فهناك انتخابات على الأبواب لو خسرها حزب المحافظين فإن وضع ترامب في أوروبا سيزداد سوءا، ولو نجح المحافظون، هناك اسكتلندا التي تتحفز للرد على التصويت بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالعودة للاستفتاء على الخروج من المملكة المتحدة.

في الحقيقة إن زعامة أميركا للعالم في مرحلة تحدٍ صعبة جداً، لم تواجه مثيلاً لها منذ انتهاء الحرب الباردة، قبل نحو ثلاثة عقود، وليس هناك من يسلم قياده لواشنطن دون تحفظ وبكل سهولة غير العرب، أما إسرائيل فإنها دائما تقبض الثمن غالياً من واشنطن، وإسرائيل على درجة عالية من البراغماتية السياسية، فهي لو رأت بأن روسيا أو الصين باتت نداً أو أكثر تأثيراً في المنطقة والعالم من أميركا ستتحول فورا للتحالف معهما، تماما كما نقلت بعد الحرب العالمية الثانية تحالفها من لندن إلى واشنطن.

وكان يمكن أن يكون هناك توازن في العلاقة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي وحتى الصين إبان الحرب الباردة، لكن النظام الشيوعي كان هو الحائل، الذي يرى في إسرائيل دولة صنيعة الاستعمار، في الوقت الذي كان فيه حليفا لحركات التحرر في العالم ومنها حركة التحرر الفلسطينية.

بقدر ما كان عدم اتخاذ ترامب القرار بنقل السفارة - هنا القرار الموجب اتخاذه هو إصدار قرار رئاسي يقول صراحة بتأجيل تنفيذ قرار الكونغرس ستة أشهر، أما عدم اتخاذ القرار فيعني الشروع بتنفيذ قرار سلطة التشريع - يعني إغلاق الطريق على المفاوضات، ودفع المنطقة إلى حالة من الفوضى وتصعيب الأمور على أصدقاء واشنطن من العرب والمسلمين، فان اتخاذ القرار يزج بالقيادة الفلسطينية إلى مفاوضات صعبة وشاقة جداً.

رغم أن موعد انطلاق المفاوضات يقترب إلا أن واشنطن تتبع سياسة الحذر حول تفاصيلها، لكن المبعوث الأميركي الخاص جيسون جرينبلات الذي زار تل أبيب ورام الله بعد يومين من زيارة ترامب، استمع من الطرفين لما يريانه أسساً لبدء التفاوض وما هي توقعاتهما، لتشير التقديرات إلى أن واشنطن اقرب لصياغة إعلان مبادئ قابل للنقاش.

أما على الجانب الإسرائيلي فان الاستعدادات في كافة الاتجاهات بدأت، ومنها مواجهة مواقف الأحزاب المشكلة للائتلاف الحكومي وفي مقدمتها حزب البيت اليهودي واحتمال انسحابه من الحكومة، بعرض توسيع الائتلاف بضم المعسكر الصهيوني، خاصة أن تسيفي ليفني التي لها علاقة سابقة بهذا الملف، مع أولمرت ومع نتنياهو متحمسة جداً للفرصة، كذلك يبدو شريكها أسحق هيرتسوغ، ولكن لابد من تخطي هذا الشهر للوقوف على ما ستسفر عنه انتخابات حزب العمل الداخلية.

ولأن نتنياهو يدرك أنه في موقف مريح فقد بدأ إطلاق تصريحاته "التفاوضية" ليخلق لها أجواء تسهم في تحديد إطار لها يكون في صالحه، حيث طالب بإبقاء السيطرة الأمنية الإسرائيلية على الضفة الغربية - ليس على غور الأردن، كما اعتادت إسرائيل القول - وهكذا فإنه دون رد فلسطيني بإنهاء الانقسام مثلا وبتحريك الشارع في تظاهرات سلمية شعبية حاشدة، تكمل مسيرة الأسرى الناجحة، فان وجود رئيس كترامب في البيت الأبيض من السهل تحريضه إسرائيليا ضد الجانب الفلسطيني، كما حدث وتأثر بالفيلم المفبرك الذي عرض عليه في إسرائيل، فان مفاوضات صعبة جدا آتية، كما أن سنواتٍ أربعاً عجافاً قادمة مع رئيس هو الأسوأ من بين العديد من الرؤساء الأميركيين الذين جاؤوا بعد رونالد ريغان منذ ثلاثة عقود خلت.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرئيس الأسوأ في البيت الأبيض الرئيس الأسوأ في البيت الأبيض



GMT 08:38 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

لم تعد الحياة إلى طبيعتها بعد

GMT 07:33 2020 الثلاثاء ,21 تموز / يوليو

إسـرائـيـل دون نـتـنـيـاهـو

GMT 06:25 2020 الجمعة ,17 تموز / يوليو

بـيـت الـعـنـكـبـوت

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

عن فجوة "كورونا" من زاوية أخرى !

GMT 12:53 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

عن حكومة «كورونا» الإسرائيلية

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيدة

GMT 14:19 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 08:30 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"العقرب" في كانون الأول 2019

GMT 11:41 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 11:54 2018 السبت ,17 شباط / فبراير

حقائق مثيرة عن العضلة الأهم في جسم الإنسان

GMT 21:54 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

"خريف" يحصد جائزة أفضل عمل في مهرجان "المسرح العربي"

GMT 14:18 2018 السبت ,02 حزيران / يونيو

روسيا توصلنا لاتفاق يرضي جميع الأطراف

GMT 11:52 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

صلاح يصارع من أجل الفوز بالحذاء الذهبي

GMT 17:07 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تامر حسني يبدأ تصوير الملصق الدعائي لبرنامج "ذا فويس كيدز"

GMT 13:49 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

كشف حقيقة صور هيفاء وهبي المفبركة على مواقع التواصل

GMT 06:09 2016 الجمعة ,02 كانون الأول / ديسمبر

مركبة "UFO 2.0" يخت مستقبلي بمثابة فيلا إنيقة

GMT 18:51 2016 السبت ,18 حزيران / يونيو

أسباب وفوائد كثيرة للشروع في الدراسات العليا

GMT 00:07 2017 الإثنين ,22 أيار / مايو

شارلوت موس تتألق في مهرجان كان الخيري

GMT 00:36 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

ريهام حجاج فتاة متشددة دينيًا في فيلم "مولانا"

GMT 02:22 2016 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"سوثبي للمزادات" يعرض لوحة فريدة للفنانة كاهلو

GMT 05:33 2017 الثلاثاء ,10 كانون الثاني / يناير

Skylodge Adventure suite في بيرو يلائم محبي المغامرة

GMT 16:34 2017 الأربعاء ,08 شباط / فبراير

منة شلبي تعلن أن "نوارة" نقطة فاصلة في حياتها
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday