حول الصفقة مع «حماس»
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

حول الصفقة مع «حماس»

 فلسطين اليوم -

حول الصفقة مع «حماس»

بقلم : رجب أبو سرية

لم يضع الرئيس الأميركي دونالد ترامب «صفقة القرن» على الرف، ولم يقم بحفظها بين طيات النسيان، وهو إذ يظهر أنه رئيس مختلف عن سابقيه - حين قام بتمرير قرار الكونغرس المعطل بفضل المراسيم الرئاسية السابقة والخاص بنقل السفارة إلى القدس والاعتراف بها كعاصمة للاحتلال الإسرائيلي - فإنه يسعى للتأكيد أنه رئيس مختلف بإكمال المشوار وحل الملف الشائك والمعقد، وقد عاد مؤخراً «لبث الروح» في صفقته المرتقبة بعد أن أحاط بمصيرها الغموض بعد جولة مبعوثيه إلى الشرق الأوسط قبل بضعة أشهر.

أن يؤكد ترامب شخصياً أن القدس باتت خارج ملف التفاوض، وأن إسرائيل ستدفع ثمن هذا، يعني أنه ما زال يصر على المضي قدماً بصفقته، رغم معارضة الجانب الفلسطيني، منذ نهاية العام الماضي، للصفقة قبل أن تعلن، بل ورفضه الاتصال به وبطاقمه التفاوضي، ورغم ما قد يحدث من معارضة إسرائيلية لاحقة، جرّاء ما يوحي به هو وطاقمه على الأقل.

يبدو أن حديث ترامب ورجاله عن فرض التنازل على إسرائيل، على الأغلب، هو من باب الدعاية السياسية للصفقة، لكن بالنظر إلى تركيبة الائتلاف الحكومي الإسرائيلي الحالي، فيمكن القول: إن بعض تفاصيل أو بنود الخطة، ستجد رفضاً من بعض شركاء نتنياهو و»الليكود»، خاصة «البيت اليهودي»، الذي يرفض أي انسحاب من الضفة الغربية وأي شكل من أشكال الحكم الذاتي، فضلاً عن مسمى دولة فلسطينية فيها، بل ويطالب بسرعة الإعلان عن ضمها لدولة إسرائيل.

المهم أنه بعد جولة كل من جاريد كوشنير وجيسون غرينبلات للدول العربية ذات العلاقة والاهتمام المباشر بالملف الفلسطيني، نعني مصر والأردن والسعودية، وبعد أن لمس استحالة إعلان الصفقة فضلاً عن تمريرها وتنفيذها دون مشاركة الطرف الفلسطيني، يبدو أن واشنطن تفكر جدياً بالبديل الفلسطيني الذي يمكنه أن يقبل ما ترفضه م ت ف، والرئيس محمود عباس.

فقط تحتاج واشنطن إلى التوقيت المناسب وإلى الشريك «الفلسطيني» الممكن، ولأنه عند الحديث عن بديل عباس، على الأقل في الوقت الحالي، أي في ظل وجود الرئيس عباس شخصياً، ليس هناك من هو أفضل أو أنسب من «حماس»، فمن الطبيعي أن يفكر البيت الأبيض بها كمشارك في تنفيذ الصفقة.

التوقيت المناسب التالي بعد الإعلان سابقاً عن أكثر من توقيت، وبهدف الإبقاء على فكرة الصفقة قائمة، هو ما بعد انتخابات الكونغرس التكميلية، التي ستجري في تشرين الثاني القادم، خشية أن يؤثر الإعلان سلباً على حظوظ مرشحي الحزب الجمهوري، حين يرى بعض عناصر اللوبي الانتخابي اليهودي فيها ما يمس بمكانة إسرائيل، أو ما يمكن أن يحدث جراءها من «برود» مع بعض شركاء الائتلاف الإسرائيلي الحاكم، كما أسلفنا.

لن يطول الوقت_بتقديرنا_ حتى يعلن عن وجود قناة تفاوض سرية ربما، بين «حماس» وبعض الشخصيات أو حتى ممثلي «الليكود»، كما حدث قبل أكثر من ربع قرن بين ممثلي حركة «فتح» وحزب العمل والتي أدت إلى أوسلو رغم وجود مفاوضات مدريد_واشنطن حينها.
وقد يكون المدخل هو ما يحدث عبر الوسطاء الآن من حديث لا يقتصر كما كانت الحال في السنوات السابقة على صفقة تبادل الأسرى، بل عن مستقبل قطاع غزة، حيث مقابل كسر الحصار الذي تفرضه إسرائيل، وهو نوع وشكل من أشكال الاحتلال على أي حال، من الطبيعي أن يكون هناك مقابل سياسي على «حماس» أن تقدمه لإسرائيل مقابل فك الحصار.

والمقابل الأثير والمقبول على كل الإسرائيليين هو فك الارتباط أولاً بين غزة وباقي بنود الملف الفلسطيني، من احتلال الضفة الغربية إلى القدس إلى اللاجئين، وهي البنود الصعبة إلى درجة الاستحالة على إسرائيل أن تقبل «التنازل» فيها، ولعل بعد حادثة اجتماع المكتب السياسي لـ»حماس» بكامله في غزة قبل شهر، وتفويض «القسام» للقيادة السياسية بأن تتخذ ما تراه مناسباً لفك الحصار، ما يجعلنا نعتقد بأن هناك احتمالاً لتحقق هذا السيناريو.
معروف أن وزيرة العدل عن حزب البيت اليهودي، أيليت شاكيد هي من عطلت مضي الطرفين، أي «حماس» وإسرائيل في طريق مبادرة ميلادينوف، والتي كانت مبادرة أشمل من تبادل الأسرى، ولا تشترط تحقيق المصالحة، بل إن مصر هي من فرضت هذا التلازم، بين المصالحة والتهدئة أو الهدنة.
من يدري ربما كانت «حماس» الآن بحاجة إلى «عراب داخلي» يقابله «عراب إسرائيلي» لشق قناة تفاوضية بين الطرفين، وربما يحدث هذا عبر الوسيط القطري، الذي ما زال يعمل من أجل هذا بعيداً عن التداول الإعلامي، وفي تنافس واضح مع مصر حول من يمكنه منهما، أن يحتوي «حماس» وأن يؤثر على قرارها.

أخيراً، لا نعتقد بأن هذا السيناريو بحاجة إلى حدث جلل في الضفة الغربية، لأنه ليس مطلوباً من «حماس» الجلوس مكان محمود عباس، ولا التحدث باسم الشعب الفلسطيني كله، ولا التفاوض حول مستقبل الضفة الغربية أو القدس أو اللاجئين، بل فقط حول مستقبل قطاع غزة، لكن أولاً عليها أن تواصل إغلاق أبواب إنهاء الانقسام، ومنع عباس من سحب هذه الورقة من بين يدي إسرائيل، لذا فإننا نرجح أنه في حال إعلان صفقة ترامب فإنها ستتضمن الحديث عن غزة كمشروع دولة، وعن توسيع الحكم الذاتي في الضفة الغربية، بما قد يشمل توسيع المنطقة (أ)، ونقل مقر السلطة من رام الله إلى أبو ديس مثلاً، أي تطوير الحالة الانتقالية القائمة، مقابل تطبيع العلاقة رسمياً بين إسرائيل وكل العالم العربي، والمضي قدماً بتظهير الاحتلال وتبرئته من جرمه وجريمته المستمرة منذ أكثر من خمسين سنة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حول الصفقة مع «حماس» حول الصفقة مع «حماس»



GMT 08:38 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

لم تعد الحياة إلى طبيعتها بعد

GMT 07:33 2020 الثلاثاء ,21 تموز / يوليو

إسـرائـيـل دون نـتـنـيـاهـو

GMT 06:25 2020 الجمعة ,17 تموز / يوليو

بـيـت الـعـنـكـبـوت

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

عن فجوة "كورونا" من زاوية أخرى !

GMT 12:53 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

عن حكومة «كورونا» الإسرائيلية

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 17:35 2016 الأربعاء ,28 كانون الأول / ديسمبر

الجزائر تحظر الألعاب النارية وتصنفها "عتاد حساس"

GMT 10:57 2015 الجمعة ,23 تشرين الأول / أكتوبر

المصارعة الحرة تتهم ري مستريو بالقتل غير المتعمد

GMT 18:04 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

أشهر كذبات نيسان التي صدقها كثيرون

GMT 09:28 2017 الإثنين ,30 تشرين الأول / أكتوبر

ليلى فتاة سورية لجأت الى فرنسا تبحث عن والدها المخطوف

GMT 14:05 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

هوندا تكشف عن سيارة تعتمد على الذكاء الاصطناعي
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday