«حماس» أمام القرار الحاسم
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

«حماس» أمام القرار الحاسم

 فلسطين اليوم -

«حماس» أمام القرار الحاسم

بقلم :رجب أبو سرية

فجأة، وبعد أن لاحت بارقة أمل فيما يخص ملف إنهاء الانقسام الداخلي، لفّ الغموض حقيقة ما حدث في القاهرة، بعد أن قام وفد حركة فتح بتسليم رد الحركة على المقترح المصري الأخير، ومن ثم غادر القاهرة، دون أن يلتقي وفد حركة حماس، لا بشكل ثنائي ولا حتى ضمن مؤتمر صحافي مشترك مع الراعي المصري، بما يعني بأن ما سبق وأن أعلنته حركة حماس من موافقة على المقترح المصري، لم يعنِ أن إجراءات تنفيذ اتفاقات المصالحة قد عادت مجدداً، بعد أن توقفت في آذار الماضي، وهذا لا يعني بالضرورة "انهيار" المحادثات في القاهرة كما ادعى الإعلام العبري، لكنه أيضاً لا يعني أن الرد الفتحاوي قد أعطى موافقة صريحة ونهائية كما كان حال الرد الحمساوي على المقترح المصري الأخير، وبذلك فإن موقفا آخر أو أخير بات مطلوباً على الأغلب من "حماس" بالخصوص.
أغلب الظن بأن الرد الفتحاوي قد تضمن وجاهة لدى الراعي المصري، الذي بتكتمه على إعلان الموقف تجاه الأمر زاد من غموض حقيقة الموقف، فيما الإجراءات التالية لدى طرفي المعادلة السياسية الداخلية، تكاد تشي بشيء ما، فقد صدر مرسوم رئاسي بتعيين نبيل أبو ردينة نائباً لرئيس الحكومة، وزيراً للإعلام، بما يعني أولا_ تمسك حركة فتح بحكومة التوافق برئاسة الدكتور رامي الحمد الله، وثانيا_ تعزيز تأثير الحركة داخل الحكومة، بعد أن كان كل من رئيسها ونائبه مستقلين، أو من عداد التكنوقراط، وثالثاً_ إذا ما أضفنا الإعلان الرسمي عن عقد المجلس المركزي، كرد على مطالبات بعض الفصائل عقد جلسة مجلس وطني "توحيدية جديدة"، فإن ذلك كله يعني تمسك حركة فتح بتنفيذ اتفاق المصالحة دون تعديل أو إضافة كما جاء في عامي 2011 وتشرين الماضي 2017 .
ثم جاءت زيارة وفد حماس/الخارج الذي شارك بلقاء الحركة قبل أيام مع المخابرات المصرية، ليعني بأن "حماس" إزاء اتخاذ موقف سياسي ربما يكون حاسماً، من خلال جمع الثنائي القيادي في الحركة، أي فرع الداخل المقيم بغزة وفرع الخارج .
المثير للاهتمام بهذا الصدد هو ما أعلن عن ضمانة مصرية ومن قبل نيكولاي ميلادينوف، لحياة قادة الوفد، نائبي رئيس الحركة كل من صالح العاروري وموسى أبو مرزوق ورفاقهما، عند دخولهم قطاع غزة، حيث سبق لأبو مرزوق الغزاوي أصلاً أن زار غزة، فيما كانت زيارة العاروري، ربما هي الأولى، وبالتأكيد هي كذلك بصفته النائب الأول لرئيس الحركة، في ظل وجود رئيس الحركة ورئيس مكتبها السياسي في قطاع غزة كمقيمين فيها، فإذا كانت إسرائيل لم تستهدف حياة كل من الشيخ إسماعيل هنية والشيخ يحيى السنوار، فلماذا ستستهدف حياة العاروري وأبو مرزوق؟
عموماً ليس هذا هو الشيء المهم، فالمهم أولا أن يدخل ميلادينوف على الخط بهذا الشكل وبهذه القوة وبهذا الاستمرار، بما يعني أن محاولته لإيجاد حل إنساني/سياسي لقطاع غزة ما زال قائماً، بل وإن هناك مؤشرات حقيقية لنجاحه، وثانياً، هذا يعني بأن ما ستبحثه القيادة الحمساوية مجتمعة ليس ملف المصالحة وحسب، وإلا لاكتفى وفدها المشكل من الداخل والخارج باللقاء في القاهرة، خاصةً وأن وفدها، الخارج من غزة بالتأكيد مخول لاتخاذ القرار، بعد أن أعلنت الحركة موافقتها على المقترح المصري.
لكن وربما لأن موقفاً جديداً مبنياً على الرد الفتحاوي عاد مطلوباً من حماس، لذا كان لابد من اجتماع جناحي الخارج والداخل في قيادة حماس، وبشكل سريع لا يحتمل الكثير من الوقت، ذلك أن وفد الخارج بالتأكيد سيعود بعد أيام قليلة إلى القاهرة الممر الإجباري لعودة أعضائه إلى مقار إقامتهم بالخارج، إن كانت في بيروت أو الدوحة أو غيرهما.
أغلب الظن بأن التزاوج بين ملفي إنهاء الانقسام وفق المقترح التنفيذي المصري، ومبادرة ميلادينوف، والذي جاء في بعض جوانبه كورقة ضغط على السلطة وحركة فتح، التي كانت في موقف أفضل من حماس فيما يخص تنفيذ المصالحة بعد آذار الماضي، هو الذي أجّل الإعلان عن تجديد الشروع في تنفيذ إجراءات المصالحة، بتجاوز واقعة منتصف آذار، كذلك فإن مصادفة كون اليوم التالي لوصول وفد حماس بغزة، هو يوم الجمعة، حيث سيتضح موقف حماس من الاستمرار في اطلاق البالونات الحارقة من عدمه، وإذا ما كان ذلك مؤشراً على تغيير موقف الحركة من مبادرة ميلادينوف أم لا.
على أي حال فإن غدا لناظره قريب، ويبدو أن لحظة الحقيقة قد ألقيت في وجه حماس، فهي مطالبة بإعلان الموقف الصريح والواضح، فيما يتعلق باستعدادها لتسليم غزة للسلطة الفلسطينية، وفيما يخص استعدادها، لعقد اتفاق هدنة طويل الأمد مع إسرائيل، وليس الاستمرار في حالة التهدئة القائمة، بما يعني بأن حماس فعلا أمام لحظة تاريخية ستحدد مستقبل معقل وجودها الأهم، ونقصد وجودها وليس فقط سيطرتها على قطاع غزة .
هل حماس ستكون مستعدة لتسليم غزة للسلطة بشكل كامل وحقيقي، يشمل تسليم الجباية وتوحيد القضاء وتنظيم السلاح، ومغادرة حالة التردد والبقاء في مربع الشراكة بيد والانفراد باليد الأخرى، وهل هي على استعداد لرسم "علاقة" طويلة الأمد مع إسرائيل، ومغادرة موقع انتظار المستجد من المواقف أو الترتيبات الإقليمية، خاصة وأن الوقت لم يعد يسمح، وأن حالة اللاوحدة واللاانفصال، كذلك حالة التهدئة التي تعني اللاسلم واللاحرب، لم تعد ممكنة الاستمرار.
كانت هذه الحالة مفضلة طوال الوقت الذي مضى لحماس، لذا فإن تجاوزها بحاجة إلى توحيد الموقف الحركي، لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، وفي السياسة لا تجري الأمور لا بالفهلوة السياسية وليس وفق رغبتك وحدك، لذا فإن حسبة حماس هذه المرة يجب أن لا تكون لا حسبة آنية ولا مؤقتة ولا حسبة جمع موقف بين جناحيها القياديين، بل موقفاً استراتيجياً مسؤولاً، يغلب المصلحة الوطنية والشعبية على حسابات الأجنحة الحزبية، بل وعلى مصلحة الفصيل كله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«حماس» أمام القرار الحاسم «حماس» أمام القرار الحاسم



GMT 08:38 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

لم تعد الحياة إلى طبيعتها بعد

GMT 07:33 2020 الثلاثاء ,21 تموز / يوليو

إسـرائـيـل دون نـتـنـيـاهـو

GMT 06:25 2020 الجمعة ,17 تموز / يوليو

بـيـت الـعـنـكـبـوت

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

عن فجوة "كورونا" من زاوية أخرى !

GMT 12:53 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

عن حكومة «كورونا» الإسرائيلية

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 08:41 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

يزعجك أشخاص لا يلتزمون بوعودهم

GMT 15:53 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك نجاحات مميزة خلال هذا الشهر

GMT 17:03 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

الصحافة الاقتصادية تعاني

GMT 03:12 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

رنا سماحة تستعد للمشاركة في الجزء الثاني لـ"أفراح إبليس"

GMT 13:51 2015 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أوزبكستان تتحول إلى وجهة مفضلة لمشاهدة التراث الإسلامي

GMT 01:26 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

مهندس يعيد بناء كوخ للعزلة والاستجمام

GMT 10:06 2015 الخميس ,09 تموز / يوليو

مهرجان تأبيني للشهيد الفتى أبو خضير في غانا

GMT 06:58 2016 الأحد ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل افتتاح مهرجان "أيام قرطاج المسرحية" في تونس

GMT 10:48 2016 الثلاثاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

تسجيل الأمم المتحدة نحو 5 آلاف لاجئ سوري في السودان

GMT 03:33 2017 الخميس ,19 كانون الثاني / يناير

عابد فهد يعلن عن موعد بداية تصوير مسلسله الجديد

GMT 17:48 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

"منتجع تلال" من أفضل 5 فنادق في العين

GMT 07:06 2019 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

سان لوران Yves Saint Laurent باللون الأسود لربيع وصيف 2020 من باريس

GMT 04:37 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

سلطات الاحتلال تُفرج عن أسير جريح من نابلس

GMT 10:18 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

أهم النصائح وأفضل الوجهات لقضاء شهر العسل في إندونيسيا

GMT 04:05 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

الفالح يُؤكّد تخفيضات النفط أبطأ من المُتوقّع

GMT 13:34 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

هازارد يحذر سان جيرمان من خطورة ليفربول في وجود محمد صلاح
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday