لا شيء يمضي في اتجاه واحد
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

لا شيء يمضي في اتجاه واحد

 فلسطين اليوم -

لا شيء يمضي في اتجاه واحد

بقلم : رجب أبو سرية

يمكن القول بكثير من الارتياح بأن محطة انعقاد المجلس المركزي الفلسطيني قد مرت على خير ما يرام على الواقع الفلسطيني، فقد ظهرت قرارات المجلس بشكل هادئ وعقلاني ومتزن جداً، كان من شأنها أن تبقي على باب إنهاء الانقسام الداخلي مفتوحاً، وحتى أنها لم تضع السكين على رقبة "حماس" ولم تدفع الداخل الشعبي للاحتقان، كما توقع البعض أو ظن، فهي لم تفكر بأية "عقوبة" تمس الخدمات العامة، بالمقابل فقد أظهرت عيناً حمراء وأظهرت الجدية في

وضع الحد للمرحلة الانتقالية بكل إشكالاتها الأمنية والاقتصادية والسياسية.
لقد أظهرت جلسة "المركزي" باختصار نضجاً سياسياً، كان مهماً ومطلوباً في هذه اللحظة السياسية الصعبة، وعلى عادة العقلاء من بني السياسة، لم تهتم القيادة الفلسطينية بالصخب السياسي، وهي تخوض معركة متعددة الجبهات بصبر وأناة وثقة بالنصر، ورغم انه لم يصدر نص صريح عن المجلس يقول مثلاً بحل المجلس التشريعي أو بإلغاء الاعتراف بإسرائيل واشتراط العودة إليه بالاعتراف المتبادل، أو بإعلان صريح بإلغاء "أوسلو" بكل بروتوكولاتها الأمنية والاقتصادية، إلا أنها حين وضعت التفويض بيد لجنة العشرين، قد منحت القرار للجنة لتقوم باستخدامه في أية لحظة، أو في اللحظة المناسبة، إن اقتضى الأمر.
أي أن المجلس المركزي قد أبقى لفرصة أخيرة على شعرة معاوية، وفي الحقيقة فانه بقدر ما منعت المقاطعة الفصائلية المجلس من "التطرف" خاصة في الملف الداخلي، فإنها بذلك قد طوقت "حماس" بالمقابل، لتمنعها لاحقاً من التوغل كثيراً في ملف التهدئة وفق مسار تجاوز السلطة المركزية، وهذا يمنح أيضاً الراعي المصري لملف المصالحة الفرصة ويسهل عليه من اجل مواصلة جهده المبارك، حيث تابع الوفد المصري في اليوم التالي متابعته، وحيث لم تجد "حماس" بداً من الإعلان فوراً عن استعدادها لتنفيذ اتفاقيتي المصالحة 2011 و 2017 .

لم ينقطع الحبل إذاً حتى في العلاقة مع الحل السياسي، وإذا كانت إسرائيل حققت نجاحاً في ملف التطبيع مع بعض الدول الخليجية، إلا أنها ستواجه لحظة تالية تكون فيها قوة الدفع الأميركية قد تراجعت، كذلك لحظة أن تضطر دول الخليج نفسها أن تدفع ثمن تطبيعها المجاني، لاحتواء الحنق الشعبي العربي وموازنة الموقف بتقديم الدعم السياسي للحقوق الفلسطينية.

المحطة التالية بتقديرنا هي انتظار نتائج الانتخابات النصفية للكونغرس الأميركي بعد أسبوع من الآن، حيث سيكون البيت الأبيض في وضع داخلي أصعب، يكبل يدي ترامب الى حد ما، لذا فإن محطة باريس بعد ذلك بأيام وتحديداً في الحادي عشر من تشرين الثاني الحالي، ستكون مهمة جداً، من حيث أنها ستضع على الطاولة بديل صفقة ترامب، وتفتح الطريق مجدداً للحل السياسي.

فعلى هامش احتفالات باريس بالذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى، حيث تنوي باريس استثمار المناسبة، للبحث في ما وصفته القناة العاشرة الإسرائيلية بصفقة قرن فرنسية.
بالطبع باريس هي محل ثقة الجانب الفلسطيني، كذلك لا يمكن لإسرائيل أن ترفض المبادرة الفرنسية، وهي لا تنظر لباريس كما هو حال موسكو أو بكين، وإذا ما احتوت المبادرة الفرنسية جوهر الصفقة الأميركية مع التعديل الجوهري الذي يمكن للجانب الفلسطيني القبول به، كذلك أخذاً بعين الاعتبار انسداد الطريق أمام صفقة ترامب، فانه يمكن القول إن حلاً يمكن أن يظهر في الأفق، أو على اقل تقدير مفاوضات سياسية، لكن ذلك منوط بنجاح باريس في جمع الأطراف المذكورة، حيث يمكن في ظل الموقف الفلسطيني برفض الحوار الثنائي مع واشنطن وتل أبيب، لاجتماع خماسي أن يحل المشكلة، ونقصد أن باريس إن نجحت في عقد اجتماع خماسي يحضره عباس وبوتين، ترامب ونتنياهو، إضافة للرئيس الفرنسي الذي سيكون مضيفاً وراعياً للاجتماع، مانويل ماكرون، فانه يمكن القول إن عربة التفاوض قد انطلقت حينها.

في حالة "التوازن" الدقيق القائمة، وبعد الهجوم الأميركي/الإسرائيلي متعدد الأشكال على القيادة والشعب والحقوق الفلسطينية، وفي ظل استمرار الانقسام الداخلي، فان الصمود وعدم الانكسار يعتبر نصراً وثباتاً، حيث إن عدم ظهور أي بوادر توتر سياسي، كما اشرنا في اجتماع المجلس المركزي، يعني بان الأمور لم تفلت من بين يدي القيادة الفلسطينية، وان زهو نتنياهو بعد زيارته لمسقط، لم يطير العقل الفلسطيني من مكانه، وما هو إلا صبر ساعة، وتتراجع قوة الدفع الأميركية التي ضخت "الدماء" في عروق التطرف الإسرائيلي، كذلك فانه من غير المستبعد أن يشمل الأمر الداخل الإسرائيلي، من حيث أن تشهد الأيام القادمة، تراجعا في اندفاعة التطرف السياسي والميداني، خاصة وان الشارع الفلسطيني بدوره ما زال يقاوم، وبشكل متعقل، وثابت أيضا، حيث لم يفقد احد عقله، ليذهب على طريق ممارسة المقاومة بشكل ثأري أو كرد فعل انفعالي.

فما زال رغم القتل الإسرائيلي المباشر والمجنون الحراك الشعبي في غزة سلمياً، كذلك فان هناك تململاً واضحاً ومتصاعداً للتحرك الشعبي في الضفة الغربية، وحتى نقل السفارة الأميركية للقدس لم يحدث فعل "الدومينو" من حيث الدفع بدول أخرى للسير على الطريق الأميركي، بل تم تقليل الخسائر من خلال دبلوماسية فلسطينية هادئة.

في الحقيقة فإن الشعب الفلسطيني ينتقل الآن من شكل كفاحي لآخر، فهو بصعوبة قد حول مسار البوصلة من طريق الكفاح المسلح، للكفاح الشعبي السلمي، حتى أن "حماس" نفسها التي حاولت خلال عقدين مضيا أن تبقي على إستراتيجية الكفاح المسلح والعنيف، ها هي تقر منذ نصف عام على الأقل بالتحول الاستراتيجي، الذي لن ينتهي إلا بالنصر، ففلسطين تقاتل اليوم على طريقة جنوب أفريقيا/مانديلا، هند المهاتما غاندي، وأبو مازن لا يبدو تشي جيفارا أو كاسترو، لكنه يبدو مثل لوثر كينج والحبيب بورقيبة، يسعى من أجل تحرير بلاده ومن أجل نيل حقوق شعبه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا شيء يمضي في اتجاه واحد لا شيء يمضي في اتجاه واحد



GMT 08:38 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

لم تعد الحياة إلى طبيعتها بعد

GMT 07:33 2020 الثلاثاء ,21 تموز / يوليو

إسـرائـيـل دون نـتـنـيـاهـو

GMT 06:25 2020 الجمعة ,17 تموز / يوليو

بـيـت الـعـنـكـبـوت

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

عن فجوة "كورونا" من زاوية أخرى !

GMT 12:53 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

عن حكومة «كورونا» الإسرائيلية

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 10:32 2024 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

ليدي غاغا تتألّق في حفل جوائز الأوسكار 2023

GMT 08:10 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

أحمد زاهر يبدي سعادته بدوره في فيلم "هروب اضطراري"

GMT 16:52 2016 الخميس ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو موسى يحل ضيفًا على MBC" مصر" الجمعة

GMT 13:16 2020 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

المُكرّمون في احتفالية محمد صبحي بمسيرته يردون على الهجوم

GMT 03:47 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تحطم طائرة استطلاع فرنسية في النيجر

GMT 19:38 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

تنظيم داعش يهاجم مواقع لجبهة النصرة في مخيم اليرموك
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday