«أس 300» مناورة تكتيكية
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

«أس 300».. مناورة تكتيكية

 فلسطين اليوم -

«أس 300» مناورة تكتيكية

بقلم : هاني عوكل

لم يمضِ أسبوعان على إعلان روسيا تزويد النظام السوري بأنظمة الدفاع الصاروخي "أس 300"، حتى كانت بالفعل في حوزة النظام، الذي وصله أربع منصات إطلاق و49 قطعة عسكرية، من المحتمل أن يجري تشغيلها خلال أسبوعين.

وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أبلغ الرئيس فلاديمير بوتين بإتمام نقل هذه المنظومة الدفاعية، وهو قرار اتخذه الأخير وأمر بتنفيذه سريعاً؛ لمنع إسرائيل من انتهاك المجال السوري واستكمال عدوانها الذي بدأته منذ فترة طويلة تسبق حتى بداية النزاع السوري أوائل العام 2011.

الحكومة الإسرائيلية التزمت الصمت حيال حادثة إسقاط الطائرة الروسية "إيل 20" قبالة السواحل السورية، وحاولت تطييب خاطر بوتين، لكن ذلك لم يحصل ولم يتمكن بنيامين نتنياهو من زيارة موسكو لتسوية هذا الملف؛ بسبب الموقف الروسي الذي لم يرحب به.

بعد أن أصبحت منظومة "أس 300" بحوزة النظام السوري، خرجت الأصوات الإسرائيلية تنتقد الإجراء الروسي، وتعتبر أن من حقها مواصلة نشاطاتها داخل الأراضي السورية لحماية ما يسمى أمنها الإستراتيجي من الخطر الإيراني هناك.

وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان قال: إنه لا يمكن الاستغناء عن مواصلة العمليات العسكرية في سورية، وأما وزير التعاون الإقليمي تساحي هنغبي فقد ألمح إلى أن طائرات الشبح الإسرائيلية الحديثة "أف 35" التي تسلمتها بلاده من صانعها الولايات المتحدة الأميركية، قادرة على التحليق فوق المجال الجوي السوري دون أي خوف من "أس 300".

هنغبي اعتبر أن طائرة الشبح "أف 35" يمكنها اختراق مجال تغطية منظومة "أس 300" وتدميرها، لكن لم يقل إن كانت تل أبيب قد حصلت بالفعل على ضوء أخضر أميركي لاستخدام هذا النوع من الطائرات الحديثة فوق الأراضي السورية.

إسرائيل التي نفذت حوالى 200 عدوان جوي على سورية خلال عامين، يبدو أنها تعيش مأزقاً حقيقياً في أعقاب احتمالات إسقاط طائراتها العسكرية في حال أقدمت على عدوان آخر جديد يستهدف سورية، في ظل الغضب الروسي ووجود منظومة دفاعية قوية.

تصريحات هنغبي بشأن طائرة "أف 35" الحديثة ربما هي للاستهلاك الإعلامي أكثر من كونها قد تترجم على أرض الواقع؛ ذلك أن انتهاك المجال الجوي السوري بهذه الطائرة وفي هذه الأوقات الصعبة، قد يؤدي إلى تصعيد روسي ويجعلها تستدعي منظومة "أس 400" الأكثر تطوراً.

الموضوع لا يتعلق فقط بالقدرات الجوية الإسرائيلية، هذا إذا افترضنا أن واشنطن وافقت على استخدام طائرة "أف 35" ولم تتمكن الرادارات من التشويش عليها ولم تسقطها منظومة "أس 300". العبرة تكمن في التوقيت وغياب التنسيق، وهذا من شأنه أن يستفز روسيا أكثر فأكثر لجهة حماية وجودها باستدعاء أنظمة عسكرية أكثر تطوراً.

لن تهدأ تل أبيب حتى تجد مخرجاً لهذه الأزمة وترضي كبرياءها، ذلك أن موضوع التصعيد العسكري في سورية ومواجهة روسيا بشكل مباشر أو غير مباشر هو أمر مستبعد، ارتباطاً بالكُلف المترتبة على مثل هذا الفعل.

أغلب الظن أن إسرائيل، التي تدرك جيداً أن النظام السوري سيحصل على هذه المنظومة الدفاعية الجوية إن كان اليوم أو غداً، تُقيّم وتدرس كل الأخطار والاحتمالات وتحاول تسليط المجهر على منظومة "أس 300" الموجودة في سورية من باب التعرف على قدرات أعدائها.

قد تلجأ إسرائيل بعد أسبوعين إلى إرسال واحدة من طائراتها العسكرية لجس نبض الموقف الروسي والرد السوري بواسطة "أس 300"، وقد تستخدم كل أدواتها للضغط على موسكو من أجل وضع هذه المنظومة على مؤشر صامت.
العبرة الآن ليست في الوجود الروسي بسورية، وإنما بعد أن تضع الحرب أوزارها، لأن النتيجة ستكون في وجود هذا النوع من الأنظمة بحوزة النظام السوري، لكن إسرائيل أكثر ما يهمها الآن هو عدم امتلاك سورية أكثر من هذا النظام.
والأهم بالنسبة لتل أبيب يتصل بالوجود الإيراني في سورية، ومن المرجح أن قدرتها على التعامل مع هذا الملف محدودة بعد حادثة إسقاط "إيل 20"، ويبدو أنها ستعمل مع الولايات المتحدة الأميركية، التي أعلنت مؤخراً زيادة عدد دبلوماسييها في سورية إلى الضعف، من أجل ضمان رحيل إيران عن دمشق.
روسيا التي صمتت كثيراً عن الضربات الإسرائيلية في سورية، هي الأخرى غير مقتنعة من مسألة الإقامة الدائمة لإيران في سورية، خصوصاً بعد أن تضع الحرب أوزارها، لأن هذا الوجود سيؤثر على المصالح الحيوية الروسية، ولذلك فهي قد تشارك إسرائيل الموقف من الوجود الإيراني.

لكن هناك فرقاً يتعلق بطبيعة التحالفات القائمة على المصالح المشتركة، ذلك أن موسكو تنظر في الوجود الإيراني على المدى القريب عاملاً معززاً للقوات الحكومية السورية، وتنظر إلى أبعد من ذلك حيث طبيعة العلاقات بين البلدين التي تربط بينهما وحدة حال إزاء الموقف من واشنطن.

من غير المستبعد أن نسمع عن صفقة تحقق مصالح كل هذه القوى الإقليمية والدولية التي تنشط في الملف السوري: إسرائيل وإيران وتركيا والولايات المتحدة الأميركية وروسيا، فهؤلاء هم اللاعبون الذين يمتلكون القدرة على التأثير والمتواجدون في الساحة السورية.

هذه الدول ليست بريئة مما يجري في سورية، إذ كان يمكن لموسكو وقف تل أبيب عن كل عدواناتها داخل سورية، وكان يمكن أن تمنع أنقرة من الحضور في عفرين وإدلب، وأما طهران فقد جاءت لأهداف روسية- إيرانية مشتركة، وواشنطن حضرت تحت غطاء دحر التنظيمات الإرهابية.

"أس 300" تشكل جزءاً من اللعبة والمناورة المحدودة في إطار مناورة أكبر تتصل بترتيبات تسوية الأزمة السورية، وهي ترتيبات خاضعة لثلاثة عوامل: الحجم الدولي وحدود الأدوار ومآلات تشكل النظام الدولي، والفعل السياسي بما يترتب عليه من طبيعة الحكم في سورية، والمكاسب الاقتصادية الناجمة سواء عن الملف السوري أو البحث في المصالح الدولية المشتركة من النافذة السورية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«أس 300» مناورة تكتيكية «أس 300» مناورة تكتيكية



GMT 09:19 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

الـــوعـــي أهــــم مـــن «كـــورونــــــــا»

GMT 05:59 2020 الجمعة ,12 حزيران / يونيو

كلنا مسؤول في عصر "كورونا"

GMT 07:08 2020 السبت ,23 أيار / مايو

أوروبا وسياسة الضم

GMT 07:08 2020 الجمعة ,17 إبريل / نيسان

أنقذوا سورية من «كورونا»

GMT 05:14 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

دلالات نقاط المراقبة التركية في سورية

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 11:15 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

بريشة : علي خليل

GMT 10:21 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات

GMT 10:16 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء محبطة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 13:30 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تقديم عطر أرماني كود النسائي الأفضل لفصل الشتاء

GMT 04:23 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ريتا اور تتألق في إطلالة رائعة تجذب الأنظار

GMT 18:37 2017 السبت ,03 حزيران / يونيو

الشرطة تحبط محاولة قتل في إحدى مستشفيات نابلس

GMT 14:51 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

تنتظرك تغييرات في حياتك خلال هذا الشهر

GMT 21:52 2017 الثلاثاء ,22 آب / أغسطس

كيف تحصلين على مكياج مثالي لبشرتك
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday