مفاجأة ترمب بمفاوضة روحاني
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

مفاجأة ترمب بمفاوضة روحاني

 فلسطين اليوم -

مفاجأة ترمب بمفاوضة روحاني

بقلم : عبد الرحمن الراشد

هذه ليست الأولى، فقد سبق للرئيس الأميركي أن فاجأ الوسط السياسي بمواقف جديدة، ولا تعني مناقضة، بل مختلفة عن المألوف في العمل السياسي. بين التغريدة العنيفة التي هدّد فيها روحاني، ثم دعوته له للتفاوض مدة أسبوع فقط. في تصوري أن الأسابيع الماضية حفلت بوساطات واتصالات غير مباشرة من الطرفين، غالباً من الجانب الإيراني لكونه المتضرر.

الاتصالات تطرح أفكاراً ووعوداً، وهذا ما تحدث عنه ترمب قبل فترة قريبة، قائلاً: «أعرف أنهم سيرضخون وسيأتونني بعرض أفضل مما وقعته الإدارة الأميركية السابقة». ولأن ترمب شرع سريعاً في بدء العقوبات، وجعلها تدريجية لإعطاء فرصة لزبائن إيران، من حلفاء أميركا، لتسوية أوضاعهم والخروج من إيران، وفي الوقت نفسه إعطاء فرصة للنظام الإيراني أن يعرض أفضل ما يستطيع من تنازلات. ولعل الوساطة الصريحة الواضحة، هي التي يحملها الوزير العُماني، هيأت لمثل هذه المصارحة العلنية، وعمان اعتادت في الماضي على نقل الرسائل بين طهران وواشنطن.

وعلينا ألا نستبق النتائج ونعلن الانتصار أو الهزيمة، فرضوخ نظام إيران أو تراجع ترمب ليس مباراة كرة قدم. إنما الأكيد يوجد طرف واحد عليه تقديم تنازلات وهي طهران، رغم أنها تحدت وأعلنت أنها لن تتنازل. لا يوجد أمام نظام خامنئي من خيارات كثيرة، لأنه لو لم يفعل ويتنازل فسينهار مع العقوبات الاقتصادية، وبوادر التمرد الداخلي، وارتفاع تكلفة مغامراته العسكرية. والإدارة الأميركية نفسها لم تقل إن هدفها النهائي تغيير النظام، بل تعديل سلوكه وتريد الحصول على اتفاق نووي أفضل يحرمها من تصنيع السلاح النووي، وليس مثل اتفاقية أوباما التي تمنعها من التخصيب عشر سنوات فقط.

بالنسبة لإدارة ترمب، ربما صار لديها ما يكفي من معلومات عن رغبة طهران في التنازل، ودعوة ترمب لروحاني بالتفاوض من دون شروط هي مجرد حفظ ماء وجه النظام الإيراني الذي وضعه ترمب في الزاوية الحرجة ثم فتح له الباب واسعاً.

في الأشهر الماضية عمّ الخوف الحكومات والتنظيمات الموالية لطهران، والمتحالفة معها في المنطقة، جراء التصعيد السريع والمنهجي لإدارة ترمب ضد حكومة روحاني. حتى شروط المصالحة الأميركية كانت تبدو لهم تعجيزية، تمثلت في الشروط الاثني عشر التي أذاعها وزير الخارجية مايك بومبيو في مايو (أيار) الماضي، بدت مثل خريطة طريق هدفها إسقاط النظام، مغلفة بالحديث عن تغيير السلوك فقط.

وبضغط من ترمب أو من دونه، لا بد أن يتغير سلوك النظام الإيراني أو يتغير النظام نفسه، لأن هذه دورة حياة الأنظمة العنيفة وهذا عمرها الافتراضي. نظام المرشد الأعلى هو آخر الأنظمة المتطرفة الباقية على قيد الحياة في العالم من نوعه، بعد كوريا الشمالية التي أبدت رغبتها في التغيير. لقد زالت أنظمة مشابهة مثل صدام في العراق، والقذافي في ليبيا، وكاسترو في كوبا، وقبلها انهار الاتحاد السوفياتي وأنظمة أوروبا الشرقية وكثير غيرها. انهارت الشيوعية في الصين بصفته نظاما، وإن بقي الشيوعيون في الحكم. إيران لم تتغير، ولَم تتزحزح ولا متراً واحداً منذ قيام نظامها الثيولوجي الأمني المتطرف في عام 1979، وقد بلغ مرحلة الهرم، وسيعحز عن السيطرة على الوضع الداخلي إن لم يتغير، وسينهار بلا هجوم خارجي عليه، في سنوات قليلة.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
المصدر: الشرق الاوسط

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفاجأة ترمب بمفاوضة روحاني مفاجأة ترمب بمفاوضة روحاني



GMT 08:51 2020 الأربعاء ,05 آب / أغسطس

المفاعل النووي الإماراتي

GMT 04:27 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

ماذا سيفعل العراقيون بعد اقتحام السفارة؟

GMT 06:55 2019 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

مواقف الحكومات من مشروع السلام

GMT 10:42 2019 الأحد ,23 حزيران / يونيو

بين سلاحَي الحرب والحصار

GMT 06:37 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

إدارة الأزمة في طهران

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 10:32 2024 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

ليدي غاغا تتألّق في حفل جوائز الأوسكار 2023

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 15:57 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

غضب إماراتي من "بريزنتيشن" بسبب إفساد تكريم "الفراعنة"

GMT 11:11 2016 الجمعة ,30 أيلول / سبتمبر

طريقة عمل الأرضي شوكي

GMT 13:18 2016 الثلاثاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

خافيير زانيتي يعلّق على تصريحات سيميوني ويشيد بمدرب "الإنتر"

GMT 04:04 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

نتنياهو يؤكد "تمزق قلبي" على هجوم بيتسبرغ في أميركا

GMT 17:40 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل عسكري وإصابة مدني في انفجار لغم في ليبيا

GMT 19:54 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

ماء الورد لتهدئة الأعصاب

GMT 05:01 2018 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

إليكِ خطوات تطبيق المكياج البرونزي بشكل احترافي
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday