خصوصية هند المفقودة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

خصوصية هند المفقودة

 فلسطين اليوم -

خصوصية هند المفقودة

بقلم - عماد الدين حسين

هل ما تزال لدى كل واحد منا خصوصيته الطبيعية، أم أننا نفقدها بالتدريج، لصالح وسائل التواصل الاجتماعى «السوشيال ميديا؟!».
من الواضح أن فكرة الخصوصية بمعناها الكلاسيكى القديم تتراجع وتتلاشى، وصارت أنفاسنا معدودة من قبل آخرين كثيرين، لا نعرف معظمهم.
قضية السيدة «هند» التى أجبرت ابنها على القفز إلى بلكونة المنزل بمدينة أكتوبر قبل أيام، بعد أن نسى المفتاح داخل الشقة، تكشف عن تراجع فكرة الخصوصية بشكل كبير.

هذه القضية التى شغلت الرأى العام كثيرا، لها أبعاد مختلفة، منها طريقة تعامل الام العنيف مع ابنها، لكن اليوم سنركز على جانب الخصوصية فقط.
ما لفت نظرى أكثر إلى هذا الجانب ما كتبته الباحثه والكاتبة الصحفية هدى رءوف، على صفحتها على الفيس بوك مساء يوم السبت قبل الماضى وأنقله مع بعض التصرف البسيط: «على فكرة فى المناطق الشعبية والأرياف الناس اتعلمت تمشى أمورها فى كل تفاصيل حياتها. والست تتصرف فى حدود إمكاناتها، ومش كل شوية تتصل بالافندى بتاعها، وتقوله باب اتقفل أو غيره، هم بينطوا من شباك لشباك ويتصرفوا، ده طبعا لا يبرر مخاطرة الأم بابنها. لكن ممكن الولد يكون نط قبل كده، وكرر الموقف وده اللى خلاها تسيبه ينط تانى.. المشكلة الحقيقية هى الانطاع اللى بدل ما تتدخل وتساعد بإيجابية وتنزل تساعده، لا بيصوروا من شباكهم ويفضحوا الناس عشان هوس السوشيال ميديا .اللى صور اتسبب فى فضح وتعرية أسرة وتفاصيل حياتها من أب مريض لأم شقيانة وجرها عالحبس هى وعيالها. فى رأيى اللى حصل امتهان لكرامة أسرة كاملة. أى سلوك إنسانى بقى مادة للتصوير والنشر من قبل أى واحد معاه موبايل. بجد مبقاش فيه أى خصوصية، ومحدش آمن على نفسه.. سيبوا الناس فى حالها.. واتعاون بجد دى الإيجابية مش تصوير وشير دى نطاعة وقلة أدب. والإعلام كان لا بد يوبخ الشخص اللى صور بدل ما يساعد، مش يقعدوا يزايدوا على أم غلبانة طالع عينيها فى الدنيا».

اتفق مع معظم ما جاء فى كلام هدى رءوف، وأضيف أن السوشيال ميديا قد قلبت الموازين فى الكثير من مجالات حياتنا، ومنها الخصوصية.
بالطبع لوسائل التواصل الاجتماعى العديد من المزايا، لكن لها العديد من العيوب القاتلة، ومنها انتهاك الخصوصية. المؤكد أن ما فعلته هند سلوك خاطئ، لكنه يتكرر كل يوم فى العديد من المناطق الشعبية والريفية، لكن لم نكن نراه.
لم يعد أحد منا فى مأمن من التلصص. يمكن لأى شخص فى الشارع أو النافذة أو سطح منزله أن يفتح كاميرا تليفونه، ويسلطها على أى شخص أو أسرة، وينقل ما يراه على الهواء مباشرة لكل العالم!.

بعض صور وفيديوهات السوشيال ميديا، تفك ألغاز العديد من القضايا والجرائم، وتكشف عيوبا خطيرة، تفيد المجتمعات. لكن بعض هذه الصور انتهاك فاضح لأبسط مبادئ الخصوصية، فكيف يمكن حل هذه المعضلة؟!.
أدرك أن بعض مواد القانون يمكنها أن تعالج هذا النوع من التلصص واختلاس النظر، لكن ماذا عن اللقطات والصور التى تنتهك الخصوصية، أو تقع «بين بين؟!».
من أطرف ما قرأته فى هذا الصدد أن سيدة متزوجة كانت على علاقة برجل آخر، ذهبت معه إلى إحدى الحدائق العامة فى دولة بأمريكا اللاتينية، ونامت على رجليه فى الهواء الطلق، شخص ما كان يبث على الهواء من هذه الحديقة. الزوج المخدوع، كان يتصفح أحد المواقع بالصدفة، فرأى زوجته، وعرفها من ملابسها. وهنا كانت الفضيحة والطلاق.
المطلوب أن يتم سد الثغرات القانونية بحيث يتم معاقبة أى شخص ينتهك الخصوصية بمعناها الحقيقى. لكن وحتى إذا حدث ذلك، فلم يعد بإمكان أحد منا أن يحلم بالخصوصية. صار ذلك من الماضى. على كل شخص أن يدرك أنه معروض طوال الوقت تقريبا على الهواء، وبالتالى وجب عليه أن يلتزم أقصى درجات الحذر.
من أصدق ما قالته والدة الطفل تعليقا على فضحها بهذه الطريقة: «ما كنتش عارفة إن حد هيصورنى، وما كنتش عارفة أن الموضوع هيكبر كده».

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خصوصية هند المفقودة خصوصية هند المفقودة



GMT 22:40 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:41 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الجدي الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 01:16 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج الثور الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 00:15 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 07:26 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"السرطان" في كانون الأول 2019

GMT 18:52 2013 الثلاثاء ,09 تموز / يوليو

الرسم على صواني رمضان يضفي جو مميز

GMT 14:02 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

هواوي تتفوق على آبل في سوق الهواتف الذكية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday