صفقة القرن إعلان خطير لكنه ليس تاريخياً
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

صفقة القرن: إعلان خطير.. لكنه ليس تاريخياً!

 فلسطين اليوم -

صفقة القرن إعلان خطير لكنه ليس تاريخياً

هاني حبيب
بقلم : هاني حبيب

بعد تأجيل متكرر، من المتوقع أن يعلن الرئيس ترامب خطته حول الملف الفلسطيني ـ الإسرائيلي التي باتت تعرف إعلامياً بـ"صفقة القرن"، وذلك بعد ساعة من كتابة هذا المقال لدفعه إلى المطبعة، الطابع الاحتفالي الكرنفالي لهذا الإعلان، لن يؤثر عملياً على الادعاء بأنه "تاريخي"، من الصحيح أنه إعلان خطير لكنه بالقطع ليس تاريخياً كما يحاول الثنائي ترامب ـ نتنياهو وصفه، لأسباب

انتخابية بالدرجة الأولى، فالجزء الأهم من هذه الصفقة تم إعلانه، حول ملفات القدس وحق العودة والحدود، المؤجلة مع باقي الملفات منذ اتفاق أوسلو. هذا الإعلان هو مجرد رؤية أميركية من قبل إدارة ترامب حول ملف الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، ليس مشروع سلام، وليس مقروناً بتنفيذ كل بنوده الا في شأن واحد، والمتعلق بالاحتلال، ثم نقل السفارة الأميركية الى القدس. أوقفت واشنطن

دعمها للأونروا وفي نفس الوقت طرحت أفكاراً لإنهاء عمل وتقويض هذه المنظمة الدولية الخاصة باللاجئين الفلسطينيين، ورغم كل مقدرات وتهديدات الإدارة الأميركية، الا انها لم تنجح في ذلك، وعلى العكس، تم تجديد تفويض وكالة الأونروا لثلاث سنوات قادمة، ما يعني من هذا المثال، أن ما يمكن تنفيذه من هذه الخطة أو اي خطة أخرى، من دون اتفاق مع دولة فلسطين لن يُكتب له النجاح.

يُقال إن الخطة تتضمن في جوهر الاعلان عنها، ضم الضفة الغربية، خاصة منطقتي الغور والبحر الميت، هناك عدم دقة في هذا المجال، إذ إن عملية الضم قد تمت بأشكال ومسمّيات مختلفة منذ احتلال الضفة عام 1967، وفقا لما يسمى بمشروع "آلون" الذي كان وزيرا للعمل آنذاك. جوهر هذا المشروع كان ينطوي على عنصرين أساسيين: الأول، يتعلق بوجود ما كان يسمى بالجبهة

الشرقية، الأردن والعراق، وضرورة توفير حدود يمكن الدفاع عنها لدولة الاحتلال، والثاني باعتبار منطقة الغور، من أكثر المناطق الزراعية خصوبة، ويمكن زراعتها صيفاً شتاءً، ما يوفر سلة غذاء للإسرائيليين، واحتفاءً بصاحب هذه الخطة، هناك شارع يسمى بشارع آلون ويحمل الرقم 458، منذ ذلك التاريخ كانت عمليات الضم والاستيطان، تتخذ مسمّيات مختلفة وكانت تعلن على استحياء، مع

الوقت، ذهبت "الجبهة الشرقية" وعقدت معاهدات واتفاقات بين إسرائيل والأردن وفلسطين ومصر. في ذلك الوقت كانت إسرائيل تروج بأنها تواجه "أخطاراً وجودية" أما الآن، فهي التي باتت تهدد كل المنطقة متفاخرة بتزايد قواها العدوانية وأدواتها الحربية، وتحالفاتها المبطنة مع العديد من الأنظمة العربية. منذ سنوات حكم نتنياهو، أخذت العملية الاستيطانية والضم المتدرج تأخذ أبعاداً علنية

متعمّدة، لدواع تتعلق بجوهر الاحتلال أي الاستيطان، وكذلك في سياق الحملات الانتخابية، وهنا من الممكن العودة إلى تقسيمات الضفة الغربية وفقاً لاتفاق أوسلو، المناطق (أ، ب، ج)، هذه المناطق وهمية بامتياز، ذلك ان كلها خضعت طوال الوقت للسيادة الإسرائيلية من الناحية العملية، والاحتلال هو الذي أزال الفوارق اللفظية والعملية من بين هذه المناطق الثلاث. القرارات الأخيرة لبينيت وزير

الحرب الجديد، تشير بوضوح إلى أن عملية الضم قائمة على قدم وساق، والفرق هنا، وهو هام الا انه ليس تاريخياً، هو إخضاع المستوطنات للقانون المدني الإسرائيلي بدلاً من مرجعيته لـ "الإدارة المدنية"، وقرارات بينيت المشار اليها تأتي في هذا السياق، قبل وبعد إعلان ترامب بعد ساعة من كتابة هذا المقال. لن يتم ترجمة أي بند من بنود إعلان ترامب عملياً، الا في الجانب الذي تنفرد فيه

دولة الاحتلال بسلطة القرار، باعتبارها مسيطرة واقعياً، أما البنود المتعلقة بالجانب الفلسطيني، فلن يكتب لها النجاح بالتنفيذ، مثل تبادل أراض، او عودة السلطة الى قطاع غزة ونزع سلاح المقاومة، وبينما يعترف ترامب بحاجته الى موافقة فلسطينية لتنفيذ خطته، فإنه ونتنياهو، يحاولان اعتبار الإعلان تاريخياً، بينما هو في الواقع مجرد رؤية أميركية ـ إسرائيلية لإغلاق ملفات الحل النهائي،

والشعب الفلسطيني وقيادته بالمرصاد لهذه المحاولات!

قد يهمك أيضا :

   إسرائيل: حملات انتخابية تتجاهل التحقيقات مع نتنياهو وتركز على الفلسطينيين!

   قراءة إسرائيلية جديدة للتأثير الروسي في المنطقة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صفقة القرن إعلان خطير لكنه ليس تاريخياً صفقة القرن إعلان خطير لكنه ليس تاريخياً



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 23:21 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

اكتشاف بروتين الدم المتورط في الاكتئاب

GMT 13:58 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

مواد وظيفية فلورية تستخدم في علاج السرطان

GMT 13:10 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

يولد بعض الجدل مع أحد الزملاء أو أحد المقربين

GMT 21:45 2016 الخميس ,01 كانون الأول / ديسمبر

العواصف والبرق في سماء يعبد قضاء جنين

GMT 03:23 2018 الأربعاء ,18 تموز / يوليو

باول يبيّن أن "الفيدرالي" يخطط لرفع الأسعار

GMT 04:35 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

الابتعاد عن تناول القهوة في الصباح لتجنب الإصابة بالتعب

GMT 08:51 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

عرض "أفلام العنف" ضد المرأة الأفريقية بسينما الهناجر

GMT 14:01 2016 الإثنين ,10 تشرين الأول / أكتوبر

"كيا" تقدم نسختها الجديدة "ريو" في معرض باريس للسيارات

GMT 01:51 2016 الثلاثاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رامز أمير يوقّع عقد "كفر دلهاب" للعودة إلى السباق الرمضانيّ
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday