الإصلاحيون  والانتخابات البرلمانية الإيرانية
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

الإصلاحيون .. والانتخابات البرلمانية الإيرانية

 فلسطين اليوم -

الإصلاحيون  والانتخابات البرلمانية الإيرانية

عبير بشير
بقلم :عبير بشير

بعد أربعين عاماً على الثورة الخمينية، من ضمنها ثلاثة عقود من السلطة المطلقة للمرشد علي خامنئي، فقدت الثورة زخمها، وتكفي قراءة الدعوات المتكررة من المرشد للشعب الإيراني، للنزول بكثافة للمشاركة بالاقتراع في 21 شباط الجاري في الانتخابات التشريعية. لكي يثبت للعالم بأنه بخير، وأنه صامد وثابت ويقاوم وسيقاوم، لكي تشعر

بأن الأمور ليست على ما يرام. ويتقن نظام المرشد تغليف قراراته وخطواته الاقتصادية والسياسية بغطاء أيديولوجي، مزدان بالمصطلحات الثورية المتوهجة، فعندما اتخذت إدارة البيت الأبيض قرارها بتصفير صادرات إيران النفطية، أعلنت طهران عن انتقال المواجهة مع الولايات المتحدة إلى مرحلة جديدة أطلقت عليها شعار «الصبر

الاستراتيجي» و»الاقتصاد المقاوم» القائم على معادلة تقطيع الوقت والالتفاف على تداعيات العقوبات حتى نهاية ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب. ويمر النظام الإيراني بضائقة معنوية منذ رده الهزيل على مقتل الرجل الثاني في النظام «قاسم سليماني» فقد كشف حجم الرد عن عجزه البنيوي في الدفاع عن نفسه، وعن حجم العطب في هيكليته

السياسية والعسكرية. ويتسع القلق الإيراني الدائم في الدفاع عن الهوية والمكان، ويزداد عندما تصبح الهوية أوسع من الجغرافيا، فتفرض على مريديها الذهاب خارج الحدود.. لذلك لم يعد ممكنا فصل أزمة النظام الإيراني الداخلية عن أزمته الخارجية، حيث يتعرض النظام لضغوط داخلية وخارجية تهدف إلى إجباره على تغيير طبيعته في الداخل

وتراجعه في الخارج، وعلى الرغم مما يتعرض له من تهديدات سيادية، وقيام الولايات المتحدة بتصفية مهندس مشروعه التوسعي «قاسم سليماني، إلا أن النظام فشل في إثارة الداخل ودفعه للتمترس خلف المشاعر القومية، لمواجهة مخاطر خارجية.. في الوقت الذي تمر البنية الاقتصادية لإيران بأزمة عميقة، نتيجة تمزيق ترامب للاتفاق النووي معها،

وحجم الإنفاق العسكري الهائل، على أساس أن الدولة القوية تقوم فوق فوهة المدفع والصاروخ. ويصر المرشد خامنئي على متابعة تنفيذ الاستراتيجية التي وضعها مع الجنرال قاسم سليماني رغم مقتله، وذلك بنقل الحروب بعيدا عن الحدود الإيرانية، وباسم القدس. ولعل أخطر ما حصل باسم القدس ان الجنرال سليماني وخامنئي حولا الطريق بعيداً

جداً عن القدس باتجاه باب المندب، وسورية. غير أن اللكمات التي خلفتها الاحتجاجات الشعبية الأخيرة على وجه النظام الإيراني، لم يعد بالإمكان إخفاؤها، ورغم نجاح النظام في قمع الاحتجاجات، لكنه يدرك أن جذوتها ستبقى مستعرة. وبعد شطب مجلس صيانة الدستور الذي يهيمن عليه رجال خامنئي لأوراق ترشح قائمة طويلة من المعتدلين

والإصلاحيين، للانتخابات البرلمانية، الأمر الذي يبدو بأن هذه الانتخابات، مجرد توقيع شعبي على بياض، وباختصار شديد إنها كل شيء سوى أنها انتخابات. لذلك اتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني ضمنیاً مجلس صيانة الدستور -المحسوب علی التيار المحافظ- بهندسة الانتخابات جراء تصفية الشخصيات الإصلاحية، محذراً من أنه لا يمكن إدارة

البلاد علی يد تيار واحد .. هو تيار المرشد. أما المرشد خامنئي الذي يبدو انه تلقى تقارير عن خطورة الوضع وإمكانية أن تتحول نتائج الانتخابات الى أكثر من عود ثقاب تشعل الشارع مع تعمق الأزمة الاقتصادية والمعيشية، فدعا إلى كثافة الاقتراع وقال: «ربما هناك من لا يحبني، لكن لو كان يحب إيران ويحرص على أمنها فيجب أن يأتي إلى

صندوق الاقتراع.ويواجه الإصلاحيون الإيرانيون اليوم تقلصاً حاداً في رصيدهم الاجتماعي، بعد الأزمة الاقتصادية الحادة وموجة الاحتجاجات العنيفة التي هزت إيران، بسبب رفع حكومة حسن روحاني أسعار البنزين، الأمر الذي أدى إلى عزوف الكثير من الوجوه الإصلاحية المعروفة عن الترشح لهذه الدورة البرلمانية.

وقد دق الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي ناقوس الخطر، واعترف بأن التيار الإصلاحي خسر شارعه وبات من الصعوبة إقناعه المشاركة في أي انتخابات قادمة، والسبب بالنسبة إليه يعود إلى حالة الإحباط وإلى خيبة الأمل التي أصابت الجمهور، نتيجة فشل الحركة الإصلاحية في تحقيق الحد الأدنى من الشعارات الانتخابية التي رفعتها ودعت

على أساسها الناخب الإيراني إلى منحها الثقة، وهي تحقيق الرفاهية والازدهار. وهذا سيرفع حظوظ المحافظين لاكتساح نتائج الانتخابات البرلمانية المقبلة، ليشكلوا برلماناً محافظاً بامتياز، ليس لأن الأصوات المؤيدة للإصلاحيين ستذهب في سلّتهم الانتخابية، بل لأن لديهم شريحة انتخابية ثابتة، تصوت لصالحهم أياً كانت الظروف.

وثمة أسباب ممتدة تقف خلف عزوف الإصلاحيين عن الدفع بقوة باتجاه الترشح لهذه الدورة من الانتخابات البرلمانية، هي عدم قدرة الإصلاحيين أنفسهم على إنتاج كوادر شابة مؤثرة منتمية إلى هذا التيار، ومؤمنة في الوقت ذاته بعملية الإصلاح «قلباً وقالباً»، وكذلك إلى انعدام منهج واضح في جبهة الإصلاحات.

أما بالنسبة للأسباب العاجلة، فهي ترتبط بتداعيات الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي، وما تبعه من تأثير فرض عقوبات شاملة على الوضع الداخلي في إيران سياسياً واقتصادياً، إذ إنها وضعت حكومة روحاني، والإصلاحيين الداعمين لها، في وضع محرج أمام جماهيرهم والقوى المنافسة لهم، كون ترامب أطاح بأهم إنجاز للحكومة

المدعومة من الإصلاحيين في السياسة الخارجية، أي الاتفاق النووي. وكان روحاني وعد الإيرانيين حين جرى التوصل إلى الاتفاق عام 2015 بأنه سيكون بداية مرحلة ازدهار اقتصادي في البلاد، لكن عودة العقوبات الأميركية قضت على هذا الحلم. واستهدفت هذه العقوبات كل مفاصل الاقتصاد الإيراني.

قد يمك أيضا :  

بريطانيا تودع الاتحاد الأوروبي

مقتدى الصدر .. رجل التناقضات

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإصلاحيون  والانتخابات البرلمانية الإيرانية الإصلاحيون  والانتخابات البرلمانية الإيرانية



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيدة

GMT 14:19 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 08:30 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"العقرب" في كانون الأول 2019

GMT 11:41 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 11:54 2018 السبت ,17 شباط / فبراير

حقائق مثيرة عن العضلة الأهم في جسم الإنسان

GMT 21:54 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

"خريف" يحصد جائزة أفضل عمل في مهرجان "المسرح العربي"

GMT 14:18 2018 السبت ,02 حزيران / يونيو

روسيا توصلنا لاتفاق يرضي جميع الأطراف

GMT 11:52 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

صلاح يصارع من أجل الفوز بالحذاء الذهبي

GMT 17:07 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تامر حسني يبدأ تصوير الملصق الدعائي لبرنامج "ذا فويس كيدز"

GMT 13:49 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

كشف حقيقة صور هيفاء وهبي المفبركة على مواقع التواصل

GMT 06:09 2016 الجمعة ,02 كانون الأول / ديسمبر

مركبة "UFO 2.0" يخت مستقبلي بمثابة فيلا إنيقة

GMT 18:51 2016 السبت ,18 حزيران / يونيو

أسباب وفوائد كثيرة للشروع في الدراسات العليا

GMT 00:07 2017 الإثنين ,22 أيار / مايو

شارلوت موس تتألق في مهرجان كان الخيري

GMT 00:36 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

ريهام حجاج فتاة متشددة دينيًا في فيلم "مولانا"

GMT 02:22 2016 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"سوثبي للمزادات" يعرض لوحة فريدة للفنانة كاهلو
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday