المدرسة وأيام الشتاء الجميلة
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

المدرسة.. وأيام الشتاء الجميلة

 فلسطين اليوم -

المدرسة وأيام الشتاء الجميلة

سما حسن
بقلم : سما حسن

يؤسفني أن أسمع عن الإعلان عن تعطيل الدوام المدرسي بسبب الأحوال الجوية، حيث تشتد البرودة وتهطل الأمطار، يؤسفني أن يتوقف التعليم في ظل هذه الأجواء ولو ليوم واحد، لأن العطلة من المدرسة بسبب الجو البارد والماطر هي خسارة للتلاميذ أولاً، ولأنه يزرع في نفوسهم روح التراخي، وينزع من قلوبهم روح المغامرة والتحدي والإصرار على التعليم رغم كل الظروف.
تخيلوا وتذكروا معي كيف كنا نذهب إلى مدارسنا في ثمانينات القرن الماضي أو قبل ذلك بسنوات قليلة، وكيف تعلم آباؤنا وأمهاتنا في مدارس لم تكن مهيئةً ولا مجهزة للدراسة، وكان التلاميذ يغرقون مع المعلمين، ولكن رغم ذلك لم يكن أحد يتغيب عن المدرسة.

تذكروا وتخيلوا كيف كانت مدارس الأونروا في زمننا وقبل ذلك، حيث كانت في أوضاع أسوأ، وكانت الفصول مسقوفةً بالقرميد والذي كان يتهشم ويتساقط فوق رؤوسنا ولكننا كنا نتعلم.
لا أدري أين هي المشكلة او أين هو الخلل؟ لماذا كنا نطير إلى المدارس في الصباح الباكر وماء المطر يغمرنا والشوارع موحلة وغير مرصوفة، وحيث كانت الباصات والسيارات قليلة، فقلةٌ من كانوا يصلون إلى مدارسهم بالسيارات أو الباصات، ولكننا اليوم نشتكي ونتذمر لو تأخر الباص على أولادنا او تعطلت سيارة الأب أو الأم واضطر الأبناء للذهاب راجلين إلى مدارسهم؟

لا ادري ولا أتخيل كيف تعلمنا في هذه الظروف وكنا نحب المدرسة، وكنا نتنقل من صف إلى صف لأن الصف الآخر كان صالح السقف، ولم نكن نغرق بماء المطر فتضطر المعلمة وبأمر من الناظرة ان تدمج فصلين في فصل واحد، تخيلوا ان يحتوي الفصل الواحد على مائة تلميذة صغيرة، ورغم ذلك كنا ننتبه ونركز ونقرأ ونكتب ونحل المسائل على السبورة ونستمتع مع المعلمة ونصغي لها ولا شيء يشغلنا عنها.

 لم نكن نعرف الدراسات العلمية الحديثة التي أكدت ان قدرة الانسان على التركيز تزداد في الأجواء الباردة، وأن ملامسة ماء المطر لجسم الإنسان يمنحه الطاقة الإيجابية ويزيد من نشاطه.
أيام الشتاء هي أيام جميلة يجب ألا نحبس فيها أولادنا بخوفنا عليهم، ولا ننتظر الإعلان عن إجازة من المدرسة، ولا ننتظر أن يتم تأجيل الدوام للموظفين، ولو كان التأجيل سيتم مع كل هطول للمطر معنى ذلك أن أياماً كثيرة ستفوت على الطلاب وعلى المراجعين للدوائر الحكومية، وسوف تتعطل مصالح الناس وأشغالهم.

يجب ان نسأل عن حال الطلاب في بلاد الثلج، وهل يحصلون على إجازات من المدارس طيلة العام، وهل أجواء بلادنا الباردة تقاس بأجواء بلادهم، وحيث تنزل درجات الحرارة إلى أدنى من الصفر بدرجات بعيدة، في حين ان بلادنا لا تتجاوز الصفر إلا نادراً ولو بدرجة أو درجتين. يجب ألا نعلم أولادنا الكسل، ولا نطلب منهم ان ينتظروا الإجازات لأن الإجازة بسبب البرد والمطر، يعني ان يتعلم الطفل منذ صغره التهرب من المسؤولية ومن العمل حين يصبح موظفاً، وسوف يمتهن التسويف والمماطلة ولن يحترم المواعيد ولا القوانين.

أيام المطر الجميلة، تلك الأمسيات التي تجمع العائلة حول الموقد، يجب أن تجمع العائلة في الصباح وهي تتجه لأعمالها، فلا مجال للكسل وأمامنا العلم، ولا مجال للنوم وأمامنا أبواب المستقبل تنادينا وهي مشرعة للجد والاجتهاد. نأسف أن يطالب الآباء والأمهات على مواقع التواصل الاجتماعي بالإجازات بدلاً من الأبناء، ويجب أن يحكوا لأطفالهم عن ذكرياتهم أيام الطفولة، وكيف كانوا يهرعون للعلم تحت المطر وهم لا يرتدون هذه الملابس الثقيلة والأحذية المصفحة، بل على العكس كانت ملابسنا بسيطة وأحذيتنا رخيصة الصنع، وحقائبنا حدِّث ولا حرج، فهي ليست مدعمة ولا جديدة، فالتلميذ المحظوظ من يظفر بحقيبة جديدة كل سنة ورغم ذلك فالجميع كان يحب المدرسة.

قد يهمك أيضا :  

تعليم غزة"" تناقش معايير اختيار المعلمين للوظائف للعام 2020

التعليم العالي" تعلن توفر منح دراسية في ماليزيا وبولندا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المدرسة وأيام الشتاء الجميلة المدرسة وأيام الشتاء الجميلة



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 14:58 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

محمد رمضان يتحدّى منافسيه بفيلمه "هارلي"

GMT 01:45 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

بطولة كأس البحرين لسباق الخيل تنطلق في بريطانيا السبت

GMT 18:37 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

مفيدة شيحة تُهاجم غيتس خلال "الستات مايعرفوش يكدبوا"

GMT 07:55 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

انتخاب نساء أكثر في الحكومات يُقدّم مساهمات حقيقية

GMT 13:31 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

الدكتور علي جمعة يقدم برنامج "فن الدعاء" على "CBC"

GMT 05:28 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

إنتاج علاج جديد للسرطان يمنع انتشار المرض

GMT 20:24 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجم حسن الفذ يُعلن عن استعداده لعرضه الفني الجديد

GMT 04:55 2015 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

أستاذ تاريخ يشبه إزالة "رودس" بتدمير داعش آثار سورية

GMT 10:11 2015 الجمعة ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أسرار جمال اللون الكحلي في زفافك

GMT 06:28 2017 الأحد ,04 حزيران / يونيو

7 أخطاء يجب عدم الوقوع بها في موضة الصيف
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday