طوارئ «الأيام» في الزمن «الكوروني»
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

طوارئ «الأيام» في الزمن «الكوروني»

 فلسطين اليوم -

طوارئ «الأيام» في الزمن «الكوروني»

حسن البطل
بقلم : حسن البطل

«قفا نبكِ».. هذه منسوبة لشعر الأطلال، وشاعرها الأشهر ـ ربما «قاعاً صفصفاً» من محفوظاتي القرآنية التي تدهش زميلي الحمساوي، واضطررت للتأكد من «غوغل» (سورة طه ـ 16).
قبل أيام دلفت إلى «الأيام» لتسليم مقالتي، وهي مؤسطرة عادة، لأجد الجريدة والمؤسسة «خاوية على عروشها»، وواحداً لا غير على مكتبه، هو مدير التحرير عبد الناصر النجار. أنا وهو، صرنا، في عداد موظفي الجريدة، الذين يكتبون لا يُستكتبون بمكافأة على مقالاتهم.

عبد الناصر، المكنّى «أبو جمال» ما تبقى من طاقم قليل كان قد عمل مع رئيس التحرير، أكرم هنية، في جريدة الشعب، هناك في شارع صلاح الدين المقدسي، زرته مع زميل للمساعدة في التحرير في منتصف التسعينيات.. فإذا به وحيد. قال: لديّ محرر واحد هو أنا، وآخر هو المقص «قص والزق».. وبالطبع يُحرر ويُخرج! قطعت إجازتي لأسبوعين، لكن لم تنقطع مقالات قديمة لي يختارها رئيس تحرير «الأيام» من مخزون مقالات يحتفظ بها على الحاسوب.

اثنان لا غير يُداومان في الجريدة والمؤسسة، وباقي المحرّرين يُحررون من بيوتهم، بعدما شكّلوا زمرة أو «غروب»، ويتولى معهم مخرج ما ورئيس الدعم التقني من منزليهما، وخبير الطباعة المداوم في المطبعة وسيارة التوزيع بقية العمل. خلال ربع قرن من عمرها، اجتازت الجريدة مرتين حالة طوارئ واستمرت في الصدور. الأولى كانت في سنوات الانتفاضة الثانية، حيث تحولت المكاتب إلى مهاجع للمحررين، فرشات نوم وطراريح، مخدات وأغطية، ذات يوم سألني رئيس التحرير آنذاك مستغرباً: «كيف جئت؟».. كانت الجريدة ـ المؤسسة مثل «خلية النحل».

هذه المرة الطارئة «الكورانية» تبدو الجريدة قفراء، بعدما كانت مثل قفير نحل ودبابير، وهذا الزمن «الكوراني» يبدو مستقبلاً، تدريباً على مستجد غير «كوراني»، أي صدور «الأيام» بطبعة «إنترنتية»، فقد تدركها أزمة الصحافة الورقية، التي أدركت أمهات صحف ومطبوعات عربية وعالمية، فاحتجبت كلياً، أو كفّت عن الإصدار الورقي. لحكومتنا، وسائر حكومات معظم العالم، برامج طوارئ لاجتياز أزمة اقتصادية حادة هي من نتائج الوباء «الكوراني»، سوف تؤثر بشدة على مداخيلها من الإعلانات التجارية، أو الرسمية.

يتم التنسيق لتحرير الجريدة، في هذا الزمن «الكوراني»، عبر الهواتف النقالة، وبالذات عبر «واتس أب»، وأطلعني مدير التحرير على رسائل وأسئلة المحررين في بيوتهم. عرض عليّ الاشتراك في زمرة «الغروب».. لكن رجوته بعد يوم واحد الانسحاب منه، لأن الجهاز يرنّ ويطنّ كل دقيقة كأن القرد يركبني، ولست محرراً بل مجرد كاتب عمود ولا يلزمني هذا العناء، وهذه الدوشة، التي من دونها لن تروا الجريدة في منافذ التوزيع.

صارت الجريدة تصدر في 16 صفحة، بدلاً من 20 أو 24، وخلت شبه كلياً من الإعلانات، وكشت صفحات الرياضة العالمية إلى واحدة، وصفحات الرياضة المحلية إلى صفحتين، وبدلت صفحة «الرأي» مكانها. حتى قبل «خلّيك في البيت» استعدت «الأيام» وتجهّزت بالمعقمات في كل قرنة من المؤسسة، ومن قبل استعدت لأزمة الصحافة الورقية، فقد كان هناك ليس أقل من ستة موظفين يعملون على تنضيد المقالات، والآن هناك منضد واحد يعتكف في بيته، وصار معظم كتّاب «الأيام» يرسلون موادهم مطبوعة على «الإنترنت»، وكذا معظم المراسلين.. باستثناء اثنين من «العتاق»، وأنا واحد منهم، يكتب ويؤسطر ولا يجيد الكتابة على الحاسوب. كاتب «أطراف النهار» هو «عميد السن» في الجريدة والمؤسسة، وتخطّى السبعين بنصف عقد، وعليه أن يلزم بيته، احتياطاً من أنياب «كورونا» ومن عدوى زملائه بالتالي.

قد يهمك أيضا :   

بين المسميتين

يوم خديجة الشواهنة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طوارئ «الأيام» في الزمن «الكوروني» طوارئ «الأيام» في الزمن «الكوروني»



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيدة

GMT 12:35 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

يراودك ميل للاستسلام للأوضاع الصعبة

GMT 10:08 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 10:00 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تبدو مرهف الحس فتتأثر بمشاعر المحيطين بك

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 07:23 2020 السبت ,25 تموز / يوليو

الصحف.. و"كورونا" في زمن "حماس"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday