الأمير «دال»
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

الأمير «دال»

 فلسطين اليوم -

الأمير «دال»

بقلم حسن البطل

هناك من يشتغل كاتباً لأمير، أو حاجباً من حجابه، غير أن الله مَنَّ عليّ - وأنا العبد الفقير صاحب القلم النحرير - أن يعمل لديّ أمير من أمراء جبال الشوف، معقل التوحيديين، أي: إخواننا الدروز.

أمير درزي صغير، ليس فيه من علائم الإمارة .. إلاّ هذه الطريقة الصقرية المميزّة في تحريك رأسه، كأن رقبته تدور على ترس، فيدير لك رأسه دوران عقارب الثواني في ساعة "أوميغا سي ماستر" الذهبية، سيّدة الساعات قبل عصر "الكوارتز". باختصار : يتوقف رأسه برهة في دورانه.

فيما بعد، لاحظت أن أفلام الخيال العلمي، جعلت البشر الآليين بشراً حقيقيين تقريباً .. إلاّ من شحوب غامض على محيّاهم، وحركة الرقبة البطيئة هذه .. والعجز عن ممارسة الحبّ.

كيف لي أن أسخر من أمير ابن أمير، فبالأقل أنه يدير رقبته كما يفعل "الصقر الأصلع" الذي كاد ينقرض. أمير - صقر؟ هذا مديح يرضي كبرياء الأمراء؟!

ثم كيف لفلسطيني أن يهزأ بأمير من حلفائنا الدروز، وزميل متدرب على مهنة التحرير. لا أدري لماذا لم يستثمر الأمير دريد عراقة محتده، فيصير قائداً صغيراً (مطاعاً كأمير) في ميليشيا الحزب التقدمي الاشتراكي (شعاره القلم والمعول متعانقين)، فالدروز اللبنانيون كانوا أوفى حلفاء الفلسطينيين، وأوفاهم كان "الحزب الجنبلاطي" في الطائفة الدرزية.. لا "الأرسلاني".

أمير درزي، صغير كأنه ابن أختي الكبيرة، جاءنا إلى جريدة "فلسطين الثورة " اليومية ليتدرّب على التحرير، لأن في رأسه موالاً ثورياً لم يستمعوا إليه في الحزب الشيوعي اللبناني العريق، ولا في "منظمة العمل الشيوعي" القومية - الراديكالية .. فذهب إلى "رابطة الشغيلة " التي كان يترأسها التروتسكي القبضاي - الأزعر نائب البرلمان زاهر الخطيب، ثم وجد نفسه على أقصى يسارها، فهو أمير التطرّف طرّاً.

أميرنا يضرب بقلمه كأنه سيف والورقة ترس، أو عبد من عبيده يجب أن يجزّ عنقه لسبب معصية ما اقترفها، أو جارية تمنعت عليه! وأميرنا دريد إذا سألته عن ركاكة خبره المطبوخ في "الأتون" الثوري، يدير لك عنقه كأنه صقر أصلع هبط من جبل صنين ووجد عشّاً له غير مريح في مكاتبنا المتواضعة.

كنا نناديه "دريد" حاف، فكان رأسه يدور ببطء مثير للأعصاب. فصرنا نناديه "أمير دريد" فلانت عظام رقبته بعض الشيء. وأخيراً: يا أمير (لا أدري لماذا لم نفطن ونناديه : يا أمير بلدة بَعْقَلينْ، ربما لانت حركة رقبته كما في ممثلي فيلم "درب النجوم" الشهير).
ومع أن بين دروز لبنان وموارنته ما صنع الحدّاد الأول والأخير، غير أنّ أحلى "القفشات" هي تلك التي كانت تتطاير من حواره مع المخرج الفني "إميل" (وهو ماروني أصلي حتى أن والده الأب طانيوس منعم، يلقب بـ "الخوري الأحمر").

جاءنا الأمير دريد، في "عز دين" الحرب الأهلية اللبنانية، وكاد يفارقنا في أول الورطة السوفياتية في افغانستان، فقد كان له "موقف صنديدي" ضد ذلك التدخل .. وما كنا نستطيع نشر أي "موال" من مواويله، وحتى لا يزعل السفير "الرفيق سولداتوف" فيزعل حلفاء موسكو المتحالفون معنا!

صحيح، أنه كان أميراً بالوراثة؛ وكان أميراً مفلسّاً، ويقيم في "بيت عز" غابر. صحيح، أنه كان أفشل محرّر عمل لدينا (أو عمل لديّ) غير أنه كانت للأمير دريد نبوءات شفهية، كنا نسخر منها ومنه. ومن نبوءاته أن السوفيات دفنوا الاشتراكية في "ممر خيبر" الأفغاني. ذات مرة - يقول أصدقاؤه الخلّص - استهلك مائة ورقة ليملأ ورقة ناريّة واحدة ضد ذلك التدخل .. ثم مزّقها بعد أن سخروا منه.

لو التقيت "الأمير دريد" مصادفة .. لربما التفت إليّ كأن رقبته زوّدت، أخيراً، جداً، ببطارية كوارتز، ولقال : ألا زلتم تقولون أن الانهيار بدأ في برلين؟ أما قلت لكم أنه بدأ في أفغانستان؟
يا دريد. يا أمير. يا أمير الفشل في التحرير. يا أمير بعقلين: هناك مسافة دقيقة بين اللسان الحصيف، والعقل السديد..والقلم الرهيف. تستطيع أن تحلّها لأنك "توحيدي".. لكن لا تستطيع إملاء الحل على سكرتير تحرير أية صحيفة.

يا أمير دريد، يا أغرب من عرفت من الأمراء ..ومن المحررين الصحافيين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأمير «دال» الأمير «دال»



GMT 11:22 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:31 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الاسم: فيصل قرقطي

GMT 10:32 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

خوف صغير!

GMT 11:21 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

«في القدس جيل مختلف»!

GMT 13:09 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

«كنيسة من أجل عالمنا»!

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 04:50 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

"كورونا" يضرب بمتحوره الجديد وزيادة كبيرة في الإصابات

GMT 01:15 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثة فنانيين قدموا الأخرس في السينما المصرية

GMT 00:08 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

صناع فيلم " خلاويص" يهنئون الفنانة أيتن عامر بعيد ميلاد

GMT 01:57 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

تحذيرات من نشوب حرب جديدة تقضي على وحدة العراق

GMT 07:52 2016 الثلاثاء ,27 أيلول / سبتمبر

"فورد" تطلق "إكسبلورر XLT" للقيادة على الطرق الوعرة

GMT 00:32 2016 الإثنين ,31 تشرين الأول / أكتوبر

روسيا تنشر مئات المدرعات والدبابات في إستونيا

GMT 08:03 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

لن يصلك شيء على طبق من فضة هذا الشهر

GMT 13:34 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصميمات مذهلة لحمامات أنيقة لمحبي التجديد والتميز

GMT 10:44 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح هامة للقيادة بأمان في الخريف

GMT 11:21 2018 الجمعة ,14 أيلول / سبتمبر

المشروم يحد من خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday