«الطبيعة ما سكتت عليهم»
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

«الطبيعة ما سكتت عليهم»!

 فلسطين اليوم -

«الطبيعة ما سكتت عليهم»

حسن البطل
بقلم : حسن البطل

خالة ناهدة درباس، الطيراوية المقيمة في حيفا «انحرق» قلبها وبكت على قبور الأجداد التي صارت مسودة الشواهد في الطيرة..، لكن لناهدة، شقيقة ساهرة درباس، تحليلها البيئوي للكارثة.. بما يقودنا إلى كارثة تجفيف بحيرة الحولة، الذي طنطنت له الصهيونية كإنجاز لتحويل السبخات والمستنقعات إلى أرض زراعية خضراء.

تعليقات الصحف الإسرائيلية تأخذ الجانب الفني (قصور وعدم كفاية أجهزة الإطفاء. عدم وجود طائرة واحدة لإطفاء الحرائق)، والجانب الإداري (تقصير وزارة الداخلية و»الجبهة الداخلية» في الاستعداد لكوارث الطبيعة).

ما حدث هو حريق يعدّ الأكبر والأخطر في إسرائيل، وليس زلزالاً أمنياً وصفوه، في حينه، بالتقصير «محدال».. هذا «محدال» سلامة مدنية كشف دولة الأمن الأولى في العالم، وذات سلاح الجو الأقوى والأحدث من دول أوروبية رئيسية، باعتبارها دولة عالم ـ ثالثية، لا تتوفر فيها طائرة إطفاء وواحدة، ولا مخزون من «البودرة» المضادة للحرائق.

لنعد إلى بحيرة الحولة، حيث تسبب ردمها في نشوء ظاهرة تخمّر طبيعية من نباتات البوص المدفونة، وغازات وحرائق صغيرة.. ومن ثم اضطروا لفتح قنوات مياه في البحيرة لتنساب إلى بحيرة طبريا! الصهاينة لم يحترموا البيئة والتربة والغشاء النباتي الطبيعي في البحيرة (وشعب البلاد)، ولم يحترموها في جبل الكرمل. همهم «سويسرا الشرق» وغابات وصنوبر سويسري سريع النمو وسريع الاشتعال، على حساب شجر ونباتات بيئوية فلسطينية هي بنت التربة والطبيعة، ملأى جذوعها بالماء، مثل الصبر والخروب على أنواعه، والبلوط.. والتين والزيتون.

في النتيجة؟ «الطبيعة ما سكتت عليهم» كما تقول ناهدة. هم يفهمون بحاجاتهم لا بحاجاتها.. ويتغذون على الطبيعة كيفما بدا لهم. يريدون أن يشعروا أنهم «في أوروبا» وسويسرا الشرق، عن طريق محو الطابع المحلي الشرق أوسطي. اشتغلوا على تحوير وتغيير طابع الطبيعة، بزرع غابات أوروبية كثيفة غير ملائمة لمناخ البلاد.

سخرية الصحف الإسرائيلية لاذعة حقاً: كم ثمن طائرات إطفاء مقابل طائرة «أف 16» واحدة؟ وكيف فضح الحريق هشاشة أنظمة السلامة العامة في دولة الأمن الأولى عالمياً؟ يوجد كثير من المال للاستيطان و»للحريديم» ومدارسهم، ولجدار الفصل، ومختلف «القبب» المضادة للصواريخ.. لكن لا تتوفر رغوة كافية في مخازن الطوارئ (يلزم إسرائيل مخزون من 1000 طن والموجود لا يتعدّى 50 طناً)، علماً أن «تقصير» حرب 1973 نسب، جزئياً، إلى حال سيئة لمخازن الطوارئ العسكرية.. وهذا التقصير ينسب، جزئياً، إلى حال سيئة لمخازن الطوارئ المدنية.

حديثاً، أقاموا قيادة «جبهة داخلية» برئاسة جنرال لإعداد البلاد لكوارث حربية (هي في الخيال أكثر من الاحتمال). فكيف لم يحتاطوا لأجهزة الدفاع المدني وتعزيزها بالعناصر والمعدات (نسبة دولية لعدد الاطفائيين لكل ألف مواطن).

خطر الحرائق يزداد مع خريف حار وجاف، وتفاعل الأوراق المتساقطة تفاعلاً كيماوياً، والإسرائيليون أعلنوا أنه الشتاء الأكبر جفافاً خلال 150 سنة الأخيرة. الطقس المثلج في أوروبا يعني رياحاً غربية جافة.. ويعني «ريح على نار».

بعض النار صنعت حرائق صغيرة حتى في غابات شمال النقب، حيث يريدون هناك أيضاً «أوروبة» المشهد الطبيعي بغابات كثيفة مروية من الرافد القطري للمياه (بحيرة طبريا).
صحيح أن أشجار الصنوبر والسرو موجودة في فلسطين منذ القدم (وحتى في أريحا ذاتها) ولكنها متفرقة ومتأقلمة مع مناخ البلد، مثلما تأقلم «صنوبر رام الله» الفريد مع أزمان كانت فيه رام الله باردة شتاءً ومعتدلة صيفاً.. وهذا تغيّر أيضاً.

في السنوات الأخيرة بخاصة، تعرضت غابات دول أوروبية متوسطية، بما فيها قبرص، لحرائق هائلة، وكذا الغابات الروسية. لم يقل أحد إنها «تدبير مدبر» بل نتيجة تبدلات المناخ نحو سخونة أكبر.

في مطلع سنوات الانتفاضة الأولى نشبت حرائق متعددة، ضيقة النطاق، شمال إسرائيل، وتحدثت صحف إسرائيلية عن شكوك حول «حرب نار» فلسطينية.. وعندما أشارت «فلسطين الثورة» إلى الرواية الإسرائيلية.. اتخذوا الإشارة دليلاً على النية العمد، رغم أنها مأخوذة من مصادرهم!

عملية تحوير إسرائيل بلداً أوروبياً تمتد لتشمل مستوطناتها في الضفة، حيث كل مستوطنة مزنّرة بأشجار سريعة الاشتعال، بدل الأشجار المحلية ذات الجذع الثخين، الذي يحوي ماء كالتين والزيتون والصبر والبلوط والخروب.

في كارثة متعددة الفروع، تبقى هناك نقطة مضيئة واحدة، وهي محاولة إخلاء السجناء (الفلسطينيين والإسرائيليين)، ودفع العديد من رجال أمن السجون حيواتهم مقابل هذا.. لكن، إذا اعتبرت حكومة نتنياهو فقد تقوم بنفضة شاملة في أجهزة الطوارئ والدفاع المدني، وكذا بإقالة بعض الوزراء المتقاعسين، مثل وزير الداخلية الذي كل همه الاستيطان وأموال مدارس «شاس».

تظل حيفا المدينة الأثيرة لدى قلوب الفلسطينيين، و»الكرمل» هو الجبل الأجمل.. وحزن الفلسطينيين كبير فعلاً، لأن الأرض أرضهم في الأصل.

قد يهمك أيضا :  

.. و"هل أتاك حديث.." كيموي وماتسو؟

   الـ «كورونا» التي تتداولنا !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الطبيعة ما سكتت عليهم» «الطبيعة ما سكتت عليهم»



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 10:42 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

تحديد موعد إجراء قرعة دوري المحترفين والأولى

GMT 10:04 2024 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

الأطعمة الدهنية تؤثر سلبًا على الجهاز المناعي والدماغ

GMT 18:00 2017 الجمعة ,14 إبريل / نيسان

أوزيل يرد على انتقادات جماهير أرسنال

GMT 03:12 2019 الأحد ,14 إبريل / نيسان

ظلال عيون يناسب صاحبات البشرة السمراء

GMT 07:08 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

أشهر الأماكن للسياحة في روسيا خلال موسم الشتاء

GMT 14:23 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أليغري يفضّل جلوس رونالدو على مقاعد البدلاء أمام "أتلانتا"

GMT 14:19 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

رفع دعوى قضائية ضد الملحن فارس اسكندر بعد تطاوله على الكعبة

GMT 17:01 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

رئيس الأولمبية الإسبانية يبرز قوة الرياضة لحل أزمة كتالونيا

GMT 17:32 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

الصافي يمنح لاعبات «طائرة الأهلي» راحة من التدريبات

GMT 01:56 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتدي على إمام المسجد الأقصى

GMT 17:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"La Reserve Geneve" لقاء بين الرفاهية والكمال في آن واحد
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday