اغتيال عماد مغنية المسدس أميركـي والدخـان إسرائيلـي
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

اغتيال عماد مغنية: المسدس أميركـي والدخـان إسرائيلـي

 فلسطين اليوم -

اغتيال عماد مغنية المسدس أميركـي والدخـان إسرائيلـي

حسن البطل

هذه المرة، لن تنسب إسرائيل عملياتها خارج حدودها إلى «مصادر أجنبية» بعد أن تسرّبها إليها. مثل فيلم «أكشن» مُشوِّق في «حرب الجاسوسية والظلال»..
 نشرت اثنتان من كبريات الصحف الأميركية، هما «نيوزويك» و»واشنطن بوست» قصة اغتيال «وزير دفاع» حزب الله، عماد مغنية، في دمشق عام 2007.
تعاونت (CIA)، في دور المخرج وكاتب السيناريو، مع «الموساد» في دور البطولة الثانوية، أو المقاول من الباطن. صحيح أن رجال «الموساد» ضغطوا على زر التفجير من إسرائيل، لكن مدير الـ (CIA) حينها، مايكل هايدن، أخذ التفويض مكرراً من الرئيس الأميركي جورج بوش ـ الابن: «لماذا لم تقوموا بذلك حتى الآن».
الأميركيون صنعوا العبوة، وجرّبوها 25 مرة، وهرّبوها بالحقائب الدبلوماسية، واستأجروا شقة رصد مغنية. يعني: انتهكوا السيادة السورية باسم الحصانة الدبلوماسية، وكانوا موجودين «على الأرض» وقت التنفيذ!
هذه عملية منسّقة بين شريك أكبر هو (CIA) وشريك أصغر هو «الموساد»؛ وهذه مرة استثنائية تعترف فيها الولايات المتحدة بعمليات اغتيال سرية بالتعاون مع «الموساد».
هذا تعاون على المستوى التنفيذي ـ الاستخباري، يضاف إلى التعاون الاستراتيجي الأمني، وإلى المظلة الحمائية الدبلوماسية الأميركية لإسرائيل في تصويتات مجلس الأمن والجمعية العامة.
السؤال الذي يُسأل: لماذا اختارت واشنطن عملية اغتيال للكشف عن دورها فيها، وهي لا تعترف، عادة، بعمليات اغتيال سرية، حتى أنها عاقبت جندياً ممتازاً في سلاح «المارينز» روى كيف كان هو المنفذ المباشر لاغتيال أسامة بن لادن، وجهاً لوجه، وليس عَبر سلاح الاغتيال المعتاد عَبر طائرات بلا طيار.
للأميركيين حساب مع عماد مغنية، ومسؤوليته في تفجير مقر «المارينز» في بيروت 1983، وعمليات ضد القوات الأميركية في العراق.
للإسرائيليين حسابهم، أيضاً، لأنه «وزير دفاع» الحزب، ويتحمل مسؤولية تفجير السفارة الإسرائيلية في الأرجنتين والمركز الثقافي الإسرائيلي فيها، انتقاماً من اغتيال أمين عام سابق لحزب الله عباس موسوي مع عائلته.
مع ذلك، فللتوقيت الأميركي في أخذ المسؤولية أهميته، وفحواه: لا يستطيع الإسرائيليون الكثير دون تنسيق مع الأميركيين، ومن ثمّ، فإن عمليات الاغتيال لعلماء نوويين إيرانيين، أو أعمال التخريب وزرع «جراثيم» في البرنامج النووي الإيراني، ليست مسؤولية إسرائيل وحدها.
هذه رسالة أميركية لإسرائيل فحواها: دعونا نعمل بطريقتنا لتعطيل البرنامج النووي الإيراني.. ولا تزاودوا علينا، ولا تفاجئونا بعمل منفرد، ولا تحرّضوا علينا الكونغرس الأميركي، خصوصاً، أن قادة أمنيين إسرائيليين في «الموساد» وغيره، يعارضون عملاً إسرائيلياً أحادي الجانب ضد إيران.
ينبغي الالتفات إلى صياغة الموقف الأميركي من العمليات المتبادلة بين حزب الله وإسرائيل، فإذا ضربت إسرائيل، في القنيطرة مثلاً، قالت واشنطن: من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها، وإن ردّ حزب الله الضربة في شبعا، قالت: على الجانبين التهدئة وتفادي التصعيد.
تشمل هذه اللغة الأميركية المزدوجة وصفها لمشاريع الاستيطان بأنها تضرّ بعملية السلام، لكن إذا وصل الأمر لإدانة إسرائيل بسبب الاستيطان، عرقلت أميركا هذه الإدانة؟
عملية اغتيال عماد مغنية في دمشق حصلت العام 2007، أي قبل فوضى «الربيع العربي»، ومن ثم فهي خرق للسيادة السورية، وخرق للأعراف الدبلوماسية، بتسريب القنبلة بالحقيبة الدبلوماسية.
حتى بعد خرق نتنياهو قواعد البروتوكول الأميركية، ومن قبل الفرنسية، وتدخّله الفظّ في شؤون أميركية، تكرّر واشنطن التزامها بأمن إسرائيل الاستراتيجي، والمظلة الحمائية السياسية لها في المحافل الدولية.
قد يكون نشر تفاصيل التعاون الأمني التنفيذي بين (CIA) و»الموساد»، رسالة إلى إسرائيل للتوبيخ والتحذير، بأنه فوق «يد إسرائيل الطويلة» توجد يد أميركية أطول، وتعمل بمهنية أكثر. لأن العبوة التي قتلت مغنية كانت أميركية مجرّبة وصغيرة، ولم تلحق أضراراً سوى بالهدف المحدّد، وليس كما تفعل إسرائيل بعمليات الاغتيال، حيث يذهب فيها ضحايا أبرياء آخرون، كما في اغتيال قائد حزب الله عباس موسوي مع عائلته، واغتيالات في غزة.
أخيراً، كان هناك من اتهم النظام السوري بالضلوع في اغتيال مغنية، أو ادعى أنه ذهب ضحية صراعات داخلية سورية، أو نتيجة تقديرات سورية وإيرانية متفاوتة.
إذا كانت إسرائيل قوية عسكرياً، فالفضل يعود لأميركا، وإذا كانت إسرائيل تتحدث بفخر عن عملياتها السرية، فهذا لوجود تنسيق مع الأجهزة الأميركية.
ميزانية الـ (CIA) أكبر من ميزانية إسرائيل العامة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اغتيال عماد مغنية المسدس أميركـي والدخـان إسرائيلـي اغتيال عماد مغنية المسدس أميركـي والدخـان إسرائيلـي



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 23:21 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

اكتشاف بروتين الدم المتورط في الاكتئاب

GMT 13:58 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

مواد وظيفية فلورية تستخدم في علاج السرطان

GMT 13:10 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

يولد بعض الجدل مع أحد الزملاء أو أحد المقربين

GMT 21:45 2016 الخميس ,01 كانون الأول / ديسمبر

العواصف والبرق في سماء يعبد قضاء جنين

GMT 03:23 2018 الأربعاء ,18 تموز / يوليو

باول يبيّن أن "الفيدرالي" يخطط لرفع الأسعار

GMT 04:35 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

الابتعاد عن تناول القهوة في الصباح لتجنب الإصابة بالتعب
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday