تمدين الريف بدءاً من الريحان
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

"تمدين الريف" بدءاً من "الريحان"

 فلسطين اليوم -

تمدين الريف بدءاً من الريحان

حسن البطل

لا أشتغل ولا أفكر بالاشتغال لدى (ص.ا.ف)، لكنني، شأن مواطن وشأن صحافي، انشغلت بشيء يشبه، لغة وشكلاً، صافات من الحجر الأبيض المعماري الملطش بالأخضر الطبيعي، أي مشروع «ضاحية الريحان».
«الصافات صفاً» في كتاب الله العزيز الحكيم هي إما طيور تصف أجنحتها (للمقاربة مثل طائرات على مدرج حاملة طائرات) أو هي كناية عن «الملائكة». يُقال: «ناقة صفوف» أي مدرارة اللبن.
لطشت من زميلي المحرر الاقتصادي مجموعة «كتالوغات» لأرى كيف تبدو «صافات» الضواحي، بدءاً من ضاحية الريحان، في المحاكاة الحاسوبية للوحدات السكنية ومنافعها بالذات، وبدافع أقوى (ربما لأنني جغرافي - جيولوجي أصلاً) هو رؤية الموقع «من فوق». يا الله.. كم أتوق لرؤية تلال البلاد من فوق!
عشمي أن إحدى شركات (صاف) استعانت بخدمات «غوغل إيرث» المصوّرة لتحديد الموقع (خمس دقائق عن رام الله) وليس بخدمات الكارتوغرافيا الجوية الإسرائيلية.
أملي أن تبقى الضاحية (وهي أول استيطان وطني، أو توطين إسكاني بمواصفات جيدة) ضاحية، وألاّ تمدّ مدينة رام الله - البيرة ذراعها لتحتوي قرية سردا، أو تمدّ ضاحية الطيرة أناملها (بأظافرها المدرّمة.. مع مانيكور وبيدكور) إلى مشروع الضاحية.. يعني؟ ترك فراغات خضراء، وبالتالي إبراء مدننا من داء الكردسة (من كردوس، وهي مفردة لوجستية عسكرية إسلامية قديمة، يناظرها الفيلق والجحفل.. والجيش اللجب).
معماريونا صاروا مَهَرة في بناء الوحدات السكنية، والآن يزدادون خبرة مع بدء سلسلة من «الضواحي» لبناء أحياء ثم مدن جديدة، لأن المشروع الرائد لبناء أوّل مدينة في الضفة (روابي) قد يتطوّر الى ما يشبه «نيو رام الله».
أقف على الحياد في سجال بين أصحاب ادّعاءين، يقول الأول: إن مدن الضفة تفيد في «تمدين» قرى ريفها؛ ويقول الثاني: إنّ زحف سكان القرى الى المدن يقوم «بترييفها»، بينما يدّعي رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لصندوق الاستثمار الفلسطيني (صاف) أن فلسفة الضواحي هي بناء نمط نموذجي إسكاني يجمع الأصالة بالذات، ويمزج حياة الريف بحياة المدينة.
نظرة إلى المدن الرئيسة في هذه الضفة تفيد بأن معظمها على خط عمودي واحد، وهي تتمدد بحيث قد تأتي على الاحتياطي الاستراتيجي من الأراضي الزراعية (مثلاً: من آخر بيرزيت حتى آخر بيت لحم ما يشبه هيكلاً عظمياً لديناصور حجري).
على أن للمدن الفلسطينية في الضفة ميّزة لا نجدها في الكثير من مدن الشرق الأوسط (والعالم الثالث أيضاً) وهي خلوّها من إحاطتها بسوار من «مدن الصفيح»، أو الأحياء الرثّة، ولكنها قبل زمن السلطة، كانت أطرافها مهددة ببناء عشوائي يستبق إقامة البنية التحتية الضرورية.
للعلم، فإن بنية مستوطنة «معاليه أدوميم» التحتية مؤهّلة لاستيعاب التطوير حتى العام 2050، وهي أقوى من البنية التحتية لتل أبيب ذاتها.. كما يقال. بينما تقادمت شبكات المياه في معظم مدن الضفة.
هناك ما يشبه سباقاً فلسطينياً - إسرائيلياً غير متكافئ على «تحجير» تلال هذه الضفة المصابة ببرص أخضر أو بهاق أخضر (مايكل جاكسون مصاب ببهاق أبيض كما يقولون). الإسرائيليون نثروا على تلال الضفة ما يقارب الـ 120 مستوطنة (مدينة، بلدة كبيرة، ضاحية)، ونحن سنبدأ بعدد محدود من الضواحي.
يفترض بالضواحي الفلسطينية ألا تخلّ باخضرار التلال، بل تزيدها اخضراراً، لأن عدد الأشجار المزروعة في كل ضاحية يزيد على معدّل الأشجار في المساحة ذاتها. فمثلاً، ضاحية إسكان أساتذة جامعة بيرزيت المطلّة على ضاحية الطيرة، وعدد أشجار الضاحية الأخيرة أكثر من عددها عندما كانت تلالاً عذراء. المهم أن تكون ضواحينا ذات مشهد يجمع الأبيض بالأخضر، كما يفاخر بذلك سكان المستوطنات اليهودية.
على العموم، كان بناء المدن الجديدة بداية بناء الدول الجديدة، فإذا كانت 2000 وحدة سكنية في الضاحية تعني إسكان 10 آلاف مواطن، فإن مشروعاً لبناء 30 ألف وحدة سكنية في عدد من الضواحي يعني بناء مدينة في حجم الخليل من حيث عدد السكان.
يلزم دولة فلسطين عشرات الضواحي وعدّة مدن جديدة على التلال الجرداء المطلّة على الغور ليتغيّر المشهد الفيزيائي والعمراني والديمغرافي. من فوق، عبر «غوغل ايرث» ومن تحت أيضاً.. أي على خط النظر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تمدين الريف بدءاً من الريحان تمدين الريف بدءاً من الريحان



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 23:21 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

اكتشاف بروتين الدم المتورط في الاكتئاب

GMT 13:58 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

مواد وظيفية فلورية تستخدم في علاج السرطان

GMT 13:10 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

يولد بعض الجدل مع أحد الزملاء أو أحد المقربين

GMT 21:45 2016 الخميس ,01 كانون الأول / ديسمبر

العواصف والبرق في سماء يعبد قضاء جنين

GMT 03:23 2018 الأربعاء ,18 تموز / يوليو

باول يبيّن أن "الفيدرالي" يخطط لرفع الأسعار

GMT 04:35 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

الابتعاد عن تناول القهوة في الصباح لتجنب الإصابة بالتعب
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday