ليش هربت الجارة المفترضة
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

ليش هربت الجارة المفترضة؟

 فلسطين اليوم -

ليش هربت الجارة المفترضة

حسن البطل

هيك قالت مراتي الأولى ببيروت قبل ان تتملك بيتاً: السكن من السكون .. والسكون موت. هكذا نسبوا الى الرسول الأعظم هذا الحديث: فرّ من المجذوم فرارك من الأسد. لا أعرف من قال عن الجيرة قولاً صار مثلاً: الجار قبل الدار؟

شو القصة؟ تملكت شقة أولى وأنا في عمر الستين؛ ثم تملكت شقة أحسن وأنا في عمر السبعين. بعت الأولى واشتريت بنصف البيعة شقة ثانية محترمة في مكان محترم، لا أحتاج فيه الى طلب تاكسي آخر الليل. من البيت الى المقهى أمشي، ومن البيت الى الجريدة وامشي .. عال العال!

كنت وصديق العمر جيرانا في عمارة، وبقيت وإياه جيراناً في العمارة. هو من تولى عنّي تدبير إجراءات الشراء ودفع أقساطه، وتشطيب البيت، وتركيب التدفئة المركزية للمرة الأولى في البيت الأول، ثم تركيب مدفأة الحطب الفاخرة بعدها.

هل الجار صديق من الدرجة الثالثة، حتى يقال: "الجار قبل الدار"؟ "التدفئة شغالة" في ١ / ١١، ثم "المدفأة تعمل" في ٥ / ١١، كما بشرّني، فاحتفلنا بطبخة خضروات على جمر مدفأة.

في حديث سمر قرب المدفأة حكى لي هذه القصة نقلا عن بواب العمارة، وكنت وإياه رواداً في السكن فيها، شهوراً طويلة قبل نعمة تشغيل المصعد (الأسانسور).

هاكم ما حكى: البواب ضغط على زر الطابق الخامس بدلا من السادس، حيث شقة معروضة للبيع بسعر ١٣٠ الف دولار. المشترية المزمعة كانت امرأة ستينية، أي أصغر مني بعقد من السنوات!

ما أن قرأت هذه "الجارة الافتراضية" على حائط قرب الباب: "هذا بيت السيد حسن البطل" حتى نكصت على أعقابها، وقالت: الحارة التي فيها حسن البطل لا أسكن فيها.

البواب لم يسأل السبب، ولو كان صديقي لسأل وعرف السبب الذي يُبطل العجب! وأنا لا أعرف لها اسماً ولم أر لها وجهاً، وهي تعرف لي اسماً ولا أدري هل تعرف لي وجهاً، حتى تفرّ من العمارة والحارة معاً .. فرارها من المجذوم!

أنا جار طيّب ووديع ولم يشتك مني أحد، في بيوت ومنازل المنافي، حتى أن العم ايليا، صاحب بيتي المستأجر ببيروت اعتبرني ابناً له، وحتى فكّر ان يورثني البيت، وقالت صاحبة شقتي في سردا لعشر سنوات: أنت أحسن من استأجر بيتاً في سردا .. أي والله، وتأسّف جيراني في بيتونيا على انتقالي الى رام الله.

هذه حكاية طريفة، أن تنفر "جارة مفترضة" من جيرة غير مفترضة، لمجرد أن اسمي ينطبق عليه قول الرسول: "فرّ من المجذوم فرارك من الأسد" .. ومن العمارة والحارة كمان!

يا جماعة الخير! حتى بعد طردي "الى الأبد" من سورية، سأل أخي عن السبب، فقيل له: إن سجله المدني (العدلية) ابيض تماماً، ورفضوا الحديث عن سجله غير العدلي، اي ما اقترف قلمه من إثم الكلام، أي إثم الكتابة عن النظام، منذ بدأتُ حرفة القلم، لا منذ "ولّعت" سورية.

إن لم أرَ لها وجهاً، وأجهل لها اسماً .. فهل سمعت عني شيئاً، او أغلب الظن غير الآثم أنها تقرأ هذا العمود، وتمقت كاتبه مقتاً شديداً .. وتفرّ من العمارة والحارة معاً.

وجه الطرافة الآخر، لا علاقة لي به، بل لشركة العقارات الكبيرة، التي بنت "عمارة المحبة" مقابل مدرسة عزيز شاهين - رام الله التحتا. كيف؟

بدلاً من "جارة مفترضة" اشترت شقة فوق شقتي بمبلغ 130 الف دولار، باعتها الشركة لمشتر آخر بسعر 146 ألف دولار.

مصادفة كان المشتري الجديد بسعر جديد ينقل عفشه الى الطبقة السادسة، وبعد دردشة عابرة أمام المصعد رأيتُ فيه جاراً فناناً ومعروفاً وله اسم محترم، بل وقال لي انه يعرفني بالاسم ويقرأ لي.. الله عوضني جارا بجار أحسن!

هل أستحق وساماً ودرعاً تكريمياً من "اتحاد الصحافيين العرب" بمناسبة يوبيله الذهبي 1964- 2014، وهل أستحق جائزة فلسطين في المقالة 1998. ليس هذا السؤال الذي يشغلني .. لكن لماذا استحق "هذا بيت السيد حسن البطل" أن تفرّ منه جارة مفترضة، من العمارة والحارة معاً؟

تنازعني نفسي أن استقصي عن رقمها أو اسمها، وأدعوها الى فنجان قهوة، بعيداً عن العمارة والحارة، لا أعرف لماذا لا يعجبها كاتب "أطراف النهار" او شكله وهو مقبول الوسامة؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليش هربت الجارة المفترضة ليش هربت الجارة المفترضة



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

ما كنت تتوقعه من الشريك لن يتحقق مئة في المئة

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 08:15 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

"موديز"تؤكّد أن دول الخليج ستحتاج عامين لتعافي اقتصادها

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

يبشرك هذا اليوم بأخبار مفرحة ومفيدة جداً

GMT 13:29 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

"ساعة رضا" فيلم كوميدي يُقدم معالجة جديدة لآلة الزمان

GMT 04:25 2017 الإثنين ,17 إبريل / نيسان

الأحمر النابض يبرز أناقة وجرأة الرجل في الربيع

GMT 10:57 2019 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

تعيش أجواء حماسية خلال هذا الأسبوع

GMT 21:48 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

"بورش" تستدعي أكثر 75 ألف سيارة حول العالم
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday