حين يلتصقون بالدولار تهبط المفاهيم
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

حين يلتصقون بالدولار تهبط المفاهيم

 فلسطين اليوم -

حين يلتصقون بالدولار تهبط المفاهيم

د. يوسف رزقة

بينما اشتعل الحديث بين الفرقاء في الجلسة على أزمة الكهرباء وموجة الحر الشديد القادمة لغزة من شبه الجزيرة الهندية كما تقول الأرصاد الجوية، سال سائل من الحضور باستهجان : ( ما نوع القيادة الفلسطينية التي تتحكم في قرار السلطة الفلسطينية؟! ) كان السؤال بسيطا ولكن الحضور أبدوا عجزا في في الأجابة. قيادة السلطة عندنا في رام الله لا تقبل التعريف، ومن المستحيل وصفها بأوصاف معروفة أو متفق عليها، فهي فوق الوصف وفوق التعريف تماما كمشكلة كهرباء غزة التي لا تقبل تعريفا ولا وصفا، ولا حلا ؟! .
الحديث في كهرباء غزة هو حديث من يدخل في متاهة معقدة لها مخرج واحد ضيق لا يبين عن نفسه، وقد تلسعك حرارة الهند بلهيبها (فتزرب ) عرقا وزفرا وزنخا، من ضيق الطريق وطول المتاهة، التي تحمل علامات (صنع في المقاطعة في رام الله؟!). المقاطعة في رام الله تستولي على مال الشعب الفلسطيني ومقدراته وضرائبه وما يأتيه من منح وقروض ميسرة، ولا ترسل منها لغزة الجريحة غير النذر اليسير بعد أن تُدخل سكانها في متاهات مضلة، وامتحانات مذلة، واتهامات معيبة.
لماذا تتمتع الضفة الغربية بكهرباء دائمة على مساحة أربع وعشرين ساعة في اليوم والليلة بلا انقطاع؟! ولماذا لا تعاني مصانع رام الله ونابلس والخليل من انقطاع الكهرباء، وأصحابها لا يحتاجون مولدات كهرباء بديلة؟! بينما غدت المولدات الكهربائية البديلة هي الأساس والأصل في غزة ؟! . أصحاب مزارع الدجاج البياض واللاحم فقدوا جلّ ما عندهم في مزارعهم هذا الشهر في ظل موجة الحرّ الهندية الأخيرة لأنهم لم يجدوا كهرباء لتبريد مزارعهم واستبقاء صيصانهم على قيد الحياة.
هذه القيادة التي احتكرت قرار السلطة وتسلطت على الشعب بدون انتخابات حرة ونزيهة، تصرّ على تحصيل ضريبة ( البلو) على كل لتر سولار مقدم لشركة الكهرباء؟! قيادة السلطة وحكومة التوافق الفاشلة تصر على تكبير ميزانيتها بجمع ضرائب وقود باهظة من قطاع غزة الذي يعاني من بطالة تزيد على ٤٠٪ ، ومتوسط دخل الموظف لا يزيد عن ألف شيكل في الشهر. و(٥٠٪) من الأسر تحت خط الفقر.
هذه القيادة التي لا تقرأ الواقع ولا تقدر الحال، وتعاقب مليوني مواطن هم سكان غزة، من خلال صناعة الأزمات له، وإدخاله في متاهات مضلة لتركيعه، هي قيادة غاشمة لا تقرأ التاريخ، ولا تعتبره بمن سبقها. ما وجه الحق أو العدل في إصرار السلطة والحكومة على الحصول على ( دولار) كامل ضريبة عن كل لتر سولار يدخل لمحطة الكهرباء، التي تحتاج يوميا إلى (٥٠٠) لتر، لتزويد المواطنين بالكهرباء لمدة ثمان ساعات فقط؟!
كل المواطنين يرون أنه ليس في عمل السلطة والحكومة هذا دين، ولا حق، ولا منطق، لأن مجتمع غزة مجتمع بطالة، ومحاصر، وفقير، ومن واجبات السلطة عندما تكون وطنية أن تخفف عنه، وأن تخفض أسعار حاجياته اليومية، وأن تضيء بيته، ومستشفياته، وأن تحرك عجلة مصنفان عه، وأن تحمي صيصانه من حرّ الهند ؟!.
هذا النوع من السلطات والحكومات لا تعريف لها، ولا وصف لها، حتى وإن أضافت (الوطنية ) لعنوانها، فالوطنية ليست دعوى كلامية ، الوطنية أن يتساوى مواطن الضفة وغزة في الكهرباء، لا سيما عند كوارث الحرّ القادم فجأة من مناطق استوائية لم يعتد الناس على التعامل معها. الوطنية أن يتساوى دجاج غزة بما في رام الله. هذا هو مفهوم الوطنية حين تكون القيادة نازلة ومشدودة إلى الأرض ، أو إلى الدولار.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حين يلتصقون بالدولار تهبط المفاهيم حين يلتصقون بالدولار تهبط المفاهيم



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 11:15 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

بريشة : علي خليل

GMT 10:21 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات

GMT 10:16 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء محبطة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 13:30 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تقديم عطر أرماني كود النسائي الأفضل لفصل الشتاء

GMT 04:23 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ريتا اور تتألق في إطلالة رائعة تجذب الأنظار

GMT 18:37 2017 السبت ,03 حزيران / يونيو

الشرطة تحبط محاولة قتل في إحدى مستشفيات نابلس

GMT 14:51 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

تنتظرك تغييرات في حياتك خلال هذا الشهر
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday