عن «موسم» القمم الطارئة
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

عن «موسم» القمم الطارئة

 فلسطين اليوم -

عن «موسم» القمم الطارئة

بقلم : عريب الرنتاوي

إن كان ثمة من توقيت مناسب لقيام «العرب» بإطلاق مبادرة إقليمية للأمن والتعاون، فهو الآن، والآن بالضبط ... لا لأن «طبول الحرب» التي تقرع بقوة تملي عليهم العمل على تجنيب المنطقة برمتها أخطارها وويلاتها فحسب، بل ولأن الشركاء الإقليميين (إيران وتركيا) في وضعية تسمح لهم بالهبوط عن قمم الأشجار العالية التي صعدوا إليها خلال العشرية الفائتة.
نقول ذلك، ونحن نراقب عن كثب، «موسم» القمم الطارئة التي ستعقد في مكة المكرمة: الخليجية والعربية والإسلامية .... هنا، وهنا بالذات، لا يمكن الاكتفاء بإصدار بيانات الإدانة والتنديد، دع عنك بحث أي حرب أمريكية هوجاء على إيران ... هنا، وهنا بالذات، يتعين إطفاء فتيل الحرب، فبرميل البارود من الحجم الذي لا يجب السماح له بالانفجار، وهو إن انفجر، فلن تظل شظاياه محصورة في حدود إيران وحدها، بل ستطال الإقليم برمته.

ثمة من بين أركان إدارة ترامب «كلاب مسعورة» وعنصريون كارهون للعرب والمسلمين، والرئيس ذاته تحدث بلغة همجية عندما قال في تغريدة له أن الحرب القادمة إن اندلعت ستسجل «نهاية إيران رسمياً» ... فهل يتعين علينا أن نكون شركاء في هذه «المذبحة»؟ ... وهل من واجبنا سياسياً ودينياً وأخلاقياً وإنسانيا، أن نسهم في إبادة 85 مسلم إيراني إرضاء لنهم «الخلايا الصهيونية النائمة» في البيت الأبيض؟ ... وإن كانت الحرب على إيران، مشروعاً إسرائيلياً بامتياز، ومقدمة لا بد منها لتمرير «صفقة القرن»، فهل نكون طرفاً في هذه المؤامرة الكبرى على الإقليم، والتي بدأت بالعراق ولم تنته في سوريا، وتتواصل فصولها اليوم ضد إيران؟
ندرك أن إيران مصدر قلق لبعض دولنا ومجتمعاتنا، وكذا تركيا ... وندرك أن الجارتين الإقليميتين استغلتا الحالة البائسة التي يمر بها «رجل المنطقة المريض – العالم العربي» لتعظيم مكاسبهما ونفوذهما في الإقليم برمته ... ولكننا ندرك مع ذلك، إن ضعفنا و»فراغنا» هو من سمح للآخرين بملئه من كيسنا وعلى حسابنا، وأننا بسياساتنا الخرقاء، الداخلية منها والخارجية، من سمح للآخرين بالتطاول على حقوقنا وسيادتنا ونسجينا الاجتماعي وأمننا الوطني، فهل نستيقظ قبل فوات الأوان، أم نسهم مرة أخرى، في ارتكاب الأخطاء ذاتها، ونحيل المنطقة برمتها إلى مسرح للعبث والفوضى والإرهاب والتفكك والتحلل.

الحرب أيها السادة، إن اندلعت، ستكون بعض دولنا وبلداننا مسرحاً لها ... وسندفع من صناديق أجيالنا القادمة كلفها الباهظة، وستدب الفوضى غير البناءة في غرف نومنا ... الولايات المتحدة بعيدة جداً عن مسارحها، وستملي علينا دفع ثمن كل طلقة تطلقها على إيران ... نحن من سيدفع الثمن، والثمن لن يقارن بما حصل في «عراق ما بعد صدام حسين» ... الأثمان ستكون بحجم الأدوار التي نجحت إيران في تعزيزها في عدة دول وساحات عربية ... فهل نفكر ملياً قبل الذهاب إلى مغامرة ثانية؟ ... هل يمكن أن نوجه رسالة قوية إيران، فيها ما يكفي من القوة ولكن فيها ما يشي برغبتنا في فتح صفحة جديدة بين اثنتين من الأمم المؤسسة لهذه المنطقة: العرب والفرس.
صحيح أن لتركيا قدرا أقل من المشاكل مع العالم العربي، ولكن المواجهة محتدمة بدورها بين بعض العرب والأتراك، فهل بمقدورنا أيضاً أن نوجه رسالة صداقة لأنقرة، ومن موقع «وحدة» و»قوة» كذلك، وليس من موقع الضعف أو الاستجداء أو المناشدة؟
القمم الطارئة مناسبة لتجديد مقاربتنا، بدءاً بالسعي الجاد والمخلص لتوفير حلول سياسية وتوافقية لأزمات العربية المنطقة المفتوحة، وبناء جسور مع دول الجوار الإقليمي التاريخي للأمة العربية ... وتوحيد الصفوف من أجل مواجهة «الغطرسة» الأمريكية – الإسرائيلية المنفلتة من عقالها، سيما وأننا على مبعدة أسابيع من الكشف عن «صفقة القرن» ... القمم يجب أن تكون مناسبة لإتمام المصالحات العربية البينية (الأزمة الخليجية) وإعادة سوريا إلى الجامعة العربية، ووقف الحرب المنسية في اليمن، وإنهاء الصراع في ليبيا ... القمم الطارئة لا يجب أن تمنح ترامب، شيكاً على بياض، فالرجل بمواقفه وسلوكه ورعونته، يثير حفيظة العالم وقلقه، سيما بعد أن برهن المرة تلو الأخرى، أنه ليس أهلاً للمسؤولية، ولا مؤمتنا على «الشيفرة النووية»، ولا يحفظ وعداً أو يلتزم بتوقيع، رجل ينتمي إلى «مافيات عوالم البيزنيس» وسيدخل تاريخ النظام السياسي الأمريكي بوصفه «لوثة» يجب ألا تتكرر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن «موسم» القمم الطارئة عن «موسم» القمم الطارئة



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 11:15 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

بريشة : علي خليل

GMT 10:21 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات

GMT 10:16 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء محبطة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 13:30 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تقديم عطر أرماني كود النسائي الأفضل لفصل الشتاء

GMT 04:23 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ريتا اور تتألق في إطلالة رائعة تجذب الأنظار

GMT 18:37 2017 السبت ,03 حزيران / يونيو

الشرطة تحبط محاولة قتل في إحدى مستشفيات نابلس

GMT 14:51 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

تنتظرك تغييرات في حياتك خلال هذا الشهر

GMT 21:52 2017 الثلاثاء ,22 آب / أغسطس

كيف تحصلين على مكياج مثالي لبشرتك
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday