مؤتمر موسكو أو اللعب في الوقت المستقطع
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

مؤتمر موسكو أو اللعب في الوقت المستقطع

 فلسطين اليوم -

مؤتمر موسكو أو اللعب في الوقت المستقطع

عريب الرنتاوي

تواجه مهمة الموفد الروسي ميخائيل بوغدانوف لجمع الحكومة والمعارضة حول مائدة واحدة في موسكو، تحديات وعراقيل من شتى الأنواع والمصادر، ويبدو أن ثمة فرص نجاح هذا المسعى تبدو ضئيلة للغاية، حتى لا نقول معدومة ... لكن الأطراف المختلفة، المحلية منها والإقليمية، وحتى الدولية، تعوّل على أن تأتي المبادرة لتعطيل “المبادرة الروسية” وإجهاضها من جهات أخرى، طالما أن كثرة من الأطراف، لا ترغب في رؤية مؤتمر موسكو وقد رأى النور.
النظام السوري، يتفاعل على مضض مع المبادرة الروسية، فهو في الأصل، لا يؤمن بوجود معارضة داخلية أو خارجية، معتدلة أو متطرفة، وسوريا بالنسبة له فسطاطين، فسطاط النظام والمقاومة والممانعة، وفسطاط الإرهاب والعثمانية الجديدة والوهابية “القروسطية” ... بين هذين القطبين لا مطرح لأية مروحة أخرى من المواقف والألوان ... لكن النظام لا يستطيع أن يقول (لا) لموسكو، لذا نراه يكتفي بإمطارها بوابل من الأسئلة والتساؤلات والاشتراطات التي ستجعل حركة موسكو مكبلة بأغلال من حديد ... من يعتقل عبد العزيز الخير ورجاء الناصر، واخيراً لؤي حسين، ليس معنياً أبداً بالحديث مع المعارضة، أية معارضة على الإطلاق.
المعارضة بدورها، “معارضات”، مروحة واسعة من فصائلها الأكثر نفوذها في ساحات القتال وميادينه، الممسكة بزمام الأرض والقرى والبلدات الخارجة عن سيطرة النظام، لا تؤمن بالحوار ولا بالمفاوضات، لا تؤمن بموسكو ولا بنظام دمشق، وخيارها الأول والأخير، جهادي بامتياز ... أما المعارضات المنضوية في الأطر السياسية المعروفة للمعارضة السورية، فهي بدورها مشتتة ومنقسمة، ينهش بعضها بعضاَ، ولا تكاد تلتقي على أية قضية تقريباً ... الائتلاف، ومن موقعه كممثل شرعي وحيد، لا يريد أن يرى معارضين من خارجه حول المائدة، وإلا فقد وحدانية وشرعية التمثيل، وهو برغم تآكله وانقساماته وهشاشة العظام التي ولد معها، لا يزال يتصرف بوصفه “نداً” للنظام من جهة ولـ “داعش” من جهة أخرى، مع أن الأمر برمته مثير للسخرية.
فصائل معارضة الداخل، آثرت البقاء أربع سنوات خارج صفوف الكيانات المفبركة في الخارج، حتى عندما كانت الأخيرة في ذروة “عزها” و”صعودها”، وليس ثمة ما يغريها اليوم، للتخلي عن هذا الموقف والالتحاق بركب مجالس إسطنبول، سواء حملت اسم الائتلاف أم المجلس الوطني أو أي اسم آخر ... وثمة طيف واسع من المعارضات والمسميات، التي بالكاد تستطيع أن تحشد حمولة “حافلة” واحدة من الحجم المتوسط وليس الكبير من طراز حافلات لندن الشهيرة، يصعب لها أن تلتقي خلف موقف مشترك (ولا نقول موحد).
إقليمياً، تبدو الصورة قاتمة بعض الشيء، تركيا تفضل تقديم التسهيلات لـ “داعش” لاختراق الأراضي السورية والعراقية، وحسم معركة “دورها الإقليمي” على تقديم تسهيلات لموسكو لإنجاح مبادرتها ... أنقرة التي تقاوم ضغوط العالم لوقف دعمها لـ “داعش”، وتدفع ثمناً لذلك من صورتها ومكانتها وعلاقاتها الدولية، ليست بوارد تسهيل مهمة موسكو ورؤية وفود المعارضات تلتقي وتتحاور مع وفد النظام الذي لا تكف عن المطالبة بإسقاطه.
السعودية، وبرغم تحفظاتها على السياسة التركية في الإقليم ودعم أنقرة لجماعات الإخوان المسلمين، إلا أنها تلتقي مع تركيا – وحتى مع قطر – في مواقفها المتصلبة حيال النظام السوري، ورغبتها في رؤية الأسد وقد ألقي به في غياهب السجون والمنافي والمجاهيل ...، لا تقيم علاقات مع المعارضات السورية، إلا بالقدر الذي يخدم هذه السياسة، وقد سجل دورها تراجعاً نسبياً ملحوظاً في الآونة الأخيرة، مع تحولات المعارضة الجهادية.
إيران تبدو الأقرب للمبادرة الروسية، خصوصاً بعد أن أخذت سوريا بالتحول إلى عبء مالي واقتصادي وعسكري عليها، تريد الخلاص منه في أقرب فرصة ممكنة، ولكنها تريد خلاصاً يحفظ لها شريان الاتصال والتواصل مع كنزها الاستراتيجي على الضفة الشرقية للمتوسط: حزب الله، لكن ذلك، لا يمنع أن تكون لطهران تحفظات ومحاذير مع الموقف الروسي تديرها من وراء ستار وخلف الكواليس بالطبع.
مصر بخلاف أقرب حليفاتها من دول الخليج، لا تتمسك بموقف متصلب حيال النظام السوري، وثمة معلومات عن قنوات تواصل أمنية بين القاهرة ودمشق، وهي معنية بمحاربة الجهاديين والإخوان أكثر من عنايتها بإسقاط النظام السوري، أو “نشر الديمقراطية” في سوريا ... هذا ليس مطروحاً على جدول أعمال الدبلوماسية المصرية، والملف السوري، يُقرأ من القاهرة من زاوية أمنية بامتياز.
الولايات المتحدة، ومعها بعض “المحافظين الأوروبيين الجدد” بالتحديد في باريس، لا تبدو في الظاهر على خلاف مع موسكو في مسعاها هذا، لكن المؤكد أنها لن تسمح لموسكو بالتقرير في شأن هوية المتحاورين وجدول أعمال وأهداف الحوار ومآلاته ... حتى الآن، لا تحظى المبادرة الروسية بكثير من الاهتمام الأمريكي، والسبب أن واشنطن ليست متأكدة من أن هذه المبادرة ستصل إلى شاطئ الأمان، إذ ربما تتآكل من داخلها، وربما يسقطها حلفاء موسكو قبل خصومها.
حتى الآن، وبرغم الكلفة الباهظة سورياً وإقليميا المترتبة على حرب السنوات الأربع في سوريا، لا يبدو أن المشهد المحلي والإقليمي والدولي، قد نضج بما يكفي لإتمام تسوية سياسية لهذه الحرب العبثية المدمرة ... والأرجح أن شروط هذه التسوية، لن تنضج قبل الربيع القادم، وما قد يأتي به من تطورات، خصوصاً في ملف العلاقات الأمريكية – الإيرانية، وإلى أن يحدث ذلك، فلا بأس من “تقطيع الوقت” أو “اللعب في الوقت الضائع أو المستقطع”

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مؤتمر موسكو أو اللعب في الوقت المستقطع مؤتمر موسكو أو اللعب في الوقت المستقطع



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 23:21 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

اكتشاف بروتين الدم المتورط في الاكتئاب

GMT 13:58 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

مواد وظيفية فلورية تستخدم في علاج السرطان

GMT 13:10 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

يولد بعض الجدل مع أحد الزملاء أو أحد المقربين

GMT 21:45 2016 الخميس ,01 كانون الأول / ديسمبر

العواصف والبرق في سماء يعبد قضاء جنين

GMT 03:23 2018 الأربعاء ,18 تموز / يوليو

باول يبيّن أن "الفيدرالي" يخطط لرفع الأسعار

GMT 04:35 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

الابتعاد عن تناول القهوة في الصباح لتجنب الإصابة بالتعب
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday