السلطات الإسرائيلية توقف العمل بتصاريح ضباط الأمن الفلسطيني وتستفزهم
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

يمثل عودة الشكل القديم من الاحتلال الذي كان سائداً قبل إقامة السلطة

السلطات الإسرائيلية توقف العمل بتصاريح ضباط الأمن الفلسطيني وتستفزهم

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - السلطات الإسرائيلية توقف العمل بتصاريح ضباط الأمن الفلسطيني وتستفزهم

الجيش الإسرائيلي في مستوطنة "بيت ايل"
القدس المحتلة _ ناصر الأسعد

يؤشر إغلاق السلطات الإسرائيلية، نهاية الأسبوع، ثمانية مكاتب خدمات إعلامية في قلب المدن الفلسطينية الخاضعة للسلطة الفلسطينية، الى عودة الشكل القديم من الاحتلال الإسرائيلي الذي كان سائداً قبل إقامة السلطة، وكان يفرض سيطرته الكاملة على حياة الفلسطينيين وشؤونهم. فقد أوقفت السلطات الإسرائيلية، في الشهرين الأخيرين، تصاريح ممنوحة لضباط الأمن الفلسطينيين للتحرك بين المدن والقرى الواقعة في المنطقة "ج"، التي تشكل 60 في المئة من مساحة الضفة الغربية، وهي المنطقة التي تخضع للولاية الأمنية الإسرائيلية بموجب اتفاق اوسلو.

وقال مسؤول كبير في الارتباط العسكري الفلسطيني لـ"الحياة" إن السلطات الإسرائيلية أوقفت تصاريح ضباط الأمن، وأخذت توقف سياراتهم، وتجري تفتيشاً استفزازياً لها، كما أوقفت الاستجابة لطلبات السلطة السماح لها بنقل موقوفين على قضايا جنائية بين المدن لغرض المحاكمة. وأضاف: قدمنا الشهر الماضي مئة طلب لنقل موقوفين على خلفيات جنائية، من مدينة الى أخرى، لغرض المحاكمة. لكن السلطات الإسرائيلية رفضت الاستجابة سوى لثلاثة طلبات، لأنها كانت حاجة إنسانية ملحة. واعتبر المسؤول الأمني الممارسات الإسرائيلية جزءاً من سياسة إسرائيلية جديدة تقوم على سحب المزيد من الصلاحيات الحيوية من السلطة الفلسطينية، وتقليص دورها الى ما هو أقل من الحكم الذاتي، وهو الصفة السياسية والقانونية للسلطة بموجب اتفاقات اوسلو.

وأحالت إسرائيل الى السلطة الفلسطينية، عقب تأسيسها عام 67، الصلاحيات المدنية والأمنية في المدن والبلدات الكبيرة التي تشكل 18 في المئة من مساحة الضفة الغربية، ويطلق عليها تصنيف "المنطقة أ". 

وأحالت اليها الصلاحيات المدنية فقط، وأبقت في يدها الصلاحيات الأمنية في "المنطقة ب" التي تشكل 22 في المئة من مساحة الضفة. وأبقت السلطات الإسرائيلية الصلاحيات المدنية والأمنية في يدها، في كامل "المنطقة ج" التي تشكل 60 في المئة من مساحة الضفة.

وعادت السلطات الإسرائيلية وسحبت من السلطة الفلسطينية الجزء الأكبر من الصلاحيات الأمنية في المنطقة أ، عقب اندلاع الانتفاضة الثانية في 2000، التي شاركت فيها أجهزتها، خصوصاً الأمنية منها. وفي العام الأخير، أخذت تل ابيب تصادر أجزاء واسعة من الصلاحيات المدنية للسلطة، في إشارة الى حدوث تحول في التوجه الإسرائيلي نحوها ونحو دورها في المرحلة القادمة التي تتسم بغياب أي أفق للحل السياسي.

ويقول مسؤولون ومراقبون فلسطينيون إن إسرائيل تقيم حكومة ظل في الضفة الغربية، في مقر الجيش الإسرائيلي في مستوطنة "بيت ايل" التي لا تبعد أكثر من كيلومتر واحد من مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله، وإن هذه الحكومة تحتفظ باليد العليا في شؤون الفلسطينيين الأمنية والمدنية على السواء، وانها توسع هذه الصلاحيات بصورة مضطردة على حساب دور ومكانة السلطة الفلسطينية.

وقال الخبير القانوني محمد هادية إن السلطات الإسرائيلية واصلت حكم الفلسطينيين، حتى بعد اتفاق اوسلو، بموجب أوامر عسكرية إسرائيلية تتناول مختلف شؤون الحياة، وأخذت في الآونة الأخيرة تطبق هذه الأوامر العسكرية على شؤون مدنية فلسطينية. وأضاف: واضح أن إسرائيل تريد تقليص دور وصلاحيات السلطة الفلسطينية ومنع تطورها الى مستوى الدولة.

وتمارس السلطات الإسرائيلية في حكومة الظل التي يقودها جنرال في الجيش الإسرائيلي يحمل صفة منسق شؤون المناطق، صلاحيات واسعة تتعلق بالحياة اليومية، والحركة الداخلية والخارجية للمواطنين. ومن هذه الصلاحيات إغلاق مؤسسات في قلب مناطق السلطة، من مطابع ومحال تجارية ومكاتب إعلامية، ومحطات إذاعة وتلفاز وغيرها، وتعتقل صحافيين ومعلقين على وسائل التواصل الاجتماعي.

وكانت السلطات الإسرائيلية تجري رقابة على وسائل الإعلام الفلسطينية، قبل إقامة السلطة، من مكتب الرقيب العسكري في القدس المحتلة، الذي كان يطلع مسبقاً على المواد الإعلامية التي تعتزم وسائل الإعلام نشرها، ويجيز نشر بعضها، ويشطب بعضها الآخر. ولكن بعد إقامة السلطة الفلسطينية، توقف الرقيب الإسرائيلي عن العمل في المناطق الواقعة تحت إدارة السلطة، وبقي يمارس صلاحياته فقط على وسائل الإعلام الصادرة في القدس الشرقية المحتلة التي ضمتها إسرائيل، واعتبرتها عاصمتها الأبدية.

وتشكل عودة التدخل الإسرائيلي المباشر في وسائل الإعلام الفلسطينية، عودة لدور الرقيب العسكري بشكل حديث، وعودة للاحتلال بشكله القديم. وقال الدكتور علي الجرباوي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت، ان إسرائيل قلصت دور السلطة الفلسطينية الى أقل من حكم ذاتي. وأضاف ان تل ابيب سحبت نقل وتفويض الصلاحيات الى السلطة، وأعادت إحياء الإدارة المدنية لتقوم بهذا الدور. وأضاف ان إسرائيل تعمل على تحويل السلطة الفلسطينية من سلطة حكم ذاتي الى مقاول، مشيراً الى ان السلطة باتت تقوم بدور محدود وصلاحيات مقلصة، تقل كثيراً عن صلاحيات الحكم الذاتي.

وأشار الجرباوي الى ان إسرائيل ضمت القدس، وعزلت غزة، وفرضت عليها الحصار، والآن تتفرغ لضم الجزء الاكبر من الضفة الغربية. ولفت الى ان اتفاق اوسلو انهار، وإسرائيل تحكم قبضتها على كل مناحي الحياة في الضفة، وتسحب صلاحيات السلطة وتحيلها الى الإدارة المدنية.

ويرى أستاذ القانون في جامعة بير زيت ، ان إسرائيل اعتمدت حتى اتفاق اوسلو بموجب أمر عسكري. واضاف: حتى بعد اتفاق اوسلو، واصلت إسرائيل حكم الفلسطينيين من خلال الجيش، فهي تقسم البلاد الى مناطق، وتضع على رأس كل منطقة قائداً عسكرياً، وتضع على رأس القيادة المركزية قائداً عسكرياً كبيراً، تمنحه صلاحيات فوق صلاحيات السلطة الفلسطينية.

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السلطات الإسرائيلية توقف العمل بتصاريح ضباط الأمن الفلسطيني وتستفزهم السلطات الإسرائيلية توقف العمل بتصاريح ضباط الأمن الفلسطيني وتستفزهم



هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 10:32 2024 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

ليدي غاغا تتألّق في حفل جوائز الأوسكار 2023

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 15:57 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

غضب إماراتي من "بريزنتيشن" بسبب إفساد تكريم "الفراعنة"

GMT 11:11 2016 الجمعة ,30 أيلول / سبتمبر

طريقة عمل الأرضي شوكي

GMT 13:18 2016 الثلاثاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

خافيير زانيتي يعلّق على تصريحات سيميوني ويشيد بمدرب "الإنتر"

GMT 04:04 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

نتنياهو يؤكد "تمزق قلبي" على هجوم بيتسبرغ في أميركا

GMT 17:40 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل عسكري وإصابة مدني في انفجار لغم في ليبيا

GMT 19:54 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

ماء الورد لتهدئة الأعصاب

GMT 05:01 2018 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

إليكِ خطوات تطبيق المكياج البرونزي بشكل احترافي
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday