حذّر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا بيير كارينبول، من التحديّات غير القابلة للقياس التي يواجهها الشباب الفلسطيني اللاجىء بما في ذلك (خطر التطرف)، بسبب ازدياد حالة انعدام الأمن والإحباط من عدم تلبية الاحتياجات الإنسانية، الناتج عن عدم توفر تمويل دائم ومستقر.
وذكرت المفوضية في تقريرها الجديد عن حالة الطوارئ في قطاع غزة، أن حوالي نصف اللاجئين المسجلين لديها هم دون سن الخامسة والعشرين من العمر.
وأوضحت أن المفوض العام قال أمام اللجنة الرابعة، الخاصة بالسياسة وإنهاء الاستعمار، في الأمم المتحدة في نيويورك، في كلمته حول الشباب الفلسطيني اللاجئ إن "الآفاق السياسية والشخصية مغلقة في وجههم بشكل أساسي".
وأضاف "خمسون عامًا من الاحتلال في فلسطين وعشر سنوات من الحصار على غزة، تحت سمع وبصر المجتمع الدولي، حفرت في روح وهوية مجتمع اللاجئين". وحذر من أن ذلك سيكون سببا بفقدان الجيل الشاب "الإيمان في قيمة السياسة والتسوية والدبلوماسية الدولية".
وقال كارينبول في كلمته التي نقلتها (الأونروا) في تقريرها الجديد "حالما ينقشع غبار الأزمات في المنطقة، وهو ما سيحدث في نهاية المطاف، فإن جراح غزة والخليل والقدس الشرقية ونابلس، علاوة على الآلام والمعاناة في عين الحلوة ونهر البارد واليرموك وغيرها، وإساءة معاملة لاجئي فلسطين ويأسهم، ستستمر بالتحديق في وجه العالم وبحدة أكبر".
وتطرق لما يعيشه سكان قطاع غزة، بسبب الحصار المفروض منذ عشر سنوات، وتسبب في أزمات عدة، وقال إنه ليس هنالك أحد في غزة بمنأى عن "الحرمان من الحقوق والكرامة".
وأكد أنه في حال تقدير العواقب المادية للحروب المتعاقبة، فإنه لا مجال لتقدير "الجراح والآثار النفسية، بما في ذلك الأسباب الكامنة وراء الزيادة غير المسبوقة في معدلات الانتحار".
ونقل بيان أصدرته (الأونروا) نص كلمة المفوض العام، أمام اجتماع اللجنة الاستشارية الذي انعقد قبل يومين في العاصمة الأردنية عمان، حيث تطرق إلى ما يعانيه اللاجئون الفلسطينيون في كافة مناطق العمليات الخمس وهي قطاع غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان إلى كوارث حقيقية.
وأشار إلى أن ملف اللاجئين الفلسطينيين خرج من جدول الأعمال الدولي، حيث طغت عليه العديد من الأزمات الأخرى في الشرق الأوسط، داعيا المجتمع الدولي لإعادة هذا الاهتمام بلاجئي فلسطين. وأشار إلى أن الأوضاع التي يعيشها اللاجئون مزرية، في ظل الانعدام الشديد للأمن، وغياب الأفق السياسي، لافتا إلى أن ذلك يعمل على استنزاف عزيمتهم وإبداعهم.
وقال المفوض العام لـ "الأونروا" إن أهالي قطاع غزة "موسومون بآثار حروب متكررة"، لافتا إلى أن الأطفال الذين يبلغون التاسعة من العمر عاشوا ثلاثة نزاعات عنيفة جدا على مدار السنوات الثماني الماضية فقط. وتحدث عن وجود مليوني شخص، 1,3 مليون شخص منهم من اللاجئين، كافة أوجه حياتهم محكومة بالحصار غير القانوني المفروض عليهم. وأشار إلى أن الحصار أوصل معدل البطالة إلى مستويات عالمية غير مسبوقة، اذ تتراوح نسبة الشباب العاطلين عن العمل ما بين 60 الى 56%، فيما تصل معدلات البطالة في أوساط الشابات كما نعلم إلى مستويات أعلى.
وقال كارينبول إن الوضع في غزة، من وجهة نظري، يتم التقليل من شأنه بشكل خطير. وأضاف "يتوجب عليّ أن أخبركم بأنني لا أستطيع رؤية كيف أن أي شيء يحدث هناك تحت بصرنا جميعا".
وأكد أن الأمور على وشك أن تصبح أكثر سوءًا بالنسبة للاجئين المعرضين للمخاطر، بمن في ذلك أولئك الذين فقدوا بيوتهم في نزاع عام 2014 . وتابع "في الضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية، تشاهدون نسخة مختلفة من اليأس لدى أوساط لاجئي فلسطين"، لافتا إلى أن الحكم والاحتلال العسكريين «يؤثران على كافة جوانب الحياة العامة والخاصة". وحذر من خطر كبير حال لم يحدث هناك أفق سياسي وحل عادل، تقوم بموجبه دولة فلسطينية.
وأوضحت الأونروا أن خطة إعادة إعمار وتعافي غزة أحدثت بعض التقدم، لكنها قالت إنه بقي العديد من التحديات، خاصة وأن هناك عشرات الآلاف من العائلات ما زالت نازحة وتنتظر إعادة بناء مساكنها واستعادة حياتها من جديد، إضافة إلى وجود العديد من الحواجز التي تعيق التقدم في إعادة الإعمار، وأكثرها هو نقص التمويل. يشار إلى أن الدول المانحة رصدت 5.4 مليار دولار في مؤتمر إعمار غزة، الذي عقد بعد انتهاء الحرب الأخيرة، غير أنه لم يصل من هذه الأموال سوى الثلث تقريبا.
وقبل أيام أعلنت (الأونروا) عن توزيع ما يزيد عن 1.6 مليون دولار أميركي على أصحاب المنازل المدمرة كليا وجزئيا، من أجل القيام بإعادة بنائها. وتقول الأونروا أنها تواجه زيادة على طلب خدماتها، ناتج من نمو وتزايد أعداد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين، وتشير إلى أن عمليات تقديم الخدمات الأساسية تواجه نقصًا كبيرًا، بسبب نقص الأموال.
أرسل تعليقك