غزة – محمد حبيب
أثار صحافي إسرائيلي جدلاً واسعًا بعدما تمكن من دخول قطاع غزة، الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية حماس، أخيرًا وإجرائه تقارير ميدانية، بينما تؤكد الحركة أنه كان يحمل جواز سفر برتغالي وبطاقة عمل للتلفزيون الإسباني، وأن المقابلات التي أجراها تمّت على هذا الأساس.
وبثت القناة الثانية "الإسرائيلية" تقريرها المصور حول قطاع غزة، الجمعة، والذي أعدَه مراسلها الخاص هنريك زيمرمان، ما أثار ضجة في الأوساط الإعلامية لاسيما بعد أن فوجئ الأشخاص الذين تمّت مقابلتهم خلال التقرير، ببثه على تلفزيون إسرائيلي، حتى خرج بعضهم لينفي إجرائه اللقاء وأنه تم خداعهم.
وأصدر القيادي في حركة المقاومة "حماس"، د. أحمد يوسف، والذي ظهر خلال التقرير، توضيحًا نشره عبر صفحته الشخصية على موقع "فيسبوك"، مؤكدًا أن من أجرى المقابلة مراسل إحدى القنوات البرتغالية، وأضاف: لست أدري كيف وصلت هذه المقابلة إلى التلفزيون الإسرائيلي، وبمراجعة الصحافي الفلسطيني الذي قام بترتيبات اللقاء معي ومع شخصيات فلسطينية أخرى أنكر أنه يعلم شيئًا عن هذا الصحافي أكثر من كونه برتغاليَا، ويعمل لدى قناة محترمة في بلاده.
وتابع يوسف: من المعلوم لنا بالضرورة أننا لا نجري أيّة مقابلات مع التلفزيون "الإسرائيلي" ولا مع أي صحافي "إسرائيلي" على وجه الإطلاق، هذه هي السياسة التي نلتزم بها كإسلاميين أو كوادر حركية، حيث أن التطبيع مع العدو الصهيوني ممنوع بكافة أشكاله، هذا من باب التوضيح الذي يقتضيه الخبر.
وأصدر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بيانًا أكد فيه القرار الصادر أخيرًا عن مجلس الوزراء بمنع وسائل إعلام الاحتلال من العمل في القطاع، نافيًا دخول مراسل القناة "الإسرائيلية" الثانية إلى غزة، وأضاف "مراسل التقرير المنشور دخل حاجز بيت حانون، وهو يحمل جواز سفر برتغالي وبطاقة عمل للتلفزيون الإسباني، وكافة المقابلات التي أجراها تمّت على هذا الأساس"، وهذا التوضيح، الذي أصدره يوسف والمكتب الإعلامي، طرح الكثير من التساؤلات بشأن ما جرى، وهل من السهل على أي شخص "قد يكون خطر" أن يدخل قطاع غزة بصفة صحافية.
وطالب منسق اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية في فلسطين، صالح المصري، في تصريح صحافي في لجنة تحقيق حول دخول الصحافي "الإسرائيلي" بجنسية أخرى إلى قطاع غزة، مؤكدًا أن هذا الأمر خطير ويعتبر سقطة أمنية لكون قطاع غزة يعيش ظروف خاصة، مؤكدًا أنه بإمكان مخابرات الاحتلال أن تتخفى في مرات مقبلة بهذه الطريقة وتمارس جرائمها في قطاع غزة، وطالب المصري وزارة الداخلية ووزارة الإعلام التحقيق في الأمر لتفادي تكراره.
وأوضح الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله، في تصريح صحافي، أن معظم "الإسرائيليين" لديهم جنسيات مزدوجة، وكثيرٌ منهم متواجدين في الدول العربية، ويدخلون ويبثون تقارير منها، فيدخلونها عبر الجنسية الأخرى، وأضاف أنه لا يوجد لدى الفلسطينيين قاعدة بيانات عن كل "الإسرائيليين" ليتم معرفة هوية الشخص إذا كان "إسرائيليًا" أم لا حال حمله جنسية أخرى.
وبيّن عطا الله أن الصحافي قد يكون دخل بخدعة على الأجهزة الأمنية ومن الصعب رفض تصريح دخوله، فلا يمكن منع أي صحافي أجنبي من دخول قطاع غزة، حتى لا يقال إن قطاع غزة يمنع صحافيين أجانب من دخولها.
أرسل تعليقك