غزة_ عبد القادر محمود
لطالما ظلت المقاهي حكرا للرجال في قطاع غزة طوال السنين الماضية، الا أن احدى النساء الغزيات قررت أن توفر للمرأة خصوصية وراحة أكبر في المجتمع الغزي، بافتتاح أول مقهى خاص للنساء على غرار المقاهي المُخصصة للرجال والشُبان.
رغم كل المعيقات، استطاعت نداء مهنا الشابة الثلاثينية أن تتخطاها بكل قوة وجرأة لتفتتح مقهى خاص بالنساء يقدم لهن قهوة وحلوى، عالم صغير خاص بهن فقط.
مقهى نون المخصص للنساء فقط، مديرة المكان والنادلة امرأة، أيضا زبائن المقهى كلهن نساء، يضحكن، يأكلن، يلتقطن الصور لبعضهن، يدرسن، يفعلن كل ذلك بحرية تامة وسعادة، فلا نظرات ذكورية تقتحم عالمهن، ولا عادات وتقاليد قد تجبرها على الجلوس بمكانها بانضباط وعدم الحديث بصوت مرتفع لو قليلاً أو الضحك حتى.
وبينت صاحبة المقهى نداء مهنا أن الفكرة جاءت من منطلق أن الكثير من الفتيات في بعض الاحيان لا يجدن الخصوصية اللازمة ولا يستطعن التصرف بطبيعة وتلقائية في الأماكن المختلطة، وربما يلزم البنات أحيانا أماكن خاصة بهن تلبي احتياجاتهن وتعطيهن القدر اللازم من الراحة والطمأنينة النفسية.
وتضيف مهنا "لم نهدف بهذا المكان أبدا تشجيع منع اختلاط الجنسين، ولكننا نؤمن بأن كل من الشباب والبنات يحتاج في بعض الأحيان مساحة من الخصوصية، بعيدا عن أعين الطرف الآخر وفضوله".
ورغم افتتاح المقهى منذ أيام قليلة فقط، لكنه استطاع بفكرته الجريئة والجميلة أن يصنع جدلاً بين أوساط المجتمع الغزي، منهم من تقبل الفكرة بسهولة وأعجبته ومنهم من لم يتقبلها نحن نتحدث هنا عن ادم! أما حواء فبكل تأكيد قد أعجبتها الفكرة وأثنت عليها.
وأوضحت مهنا أنهم واجهوا بعض الانتقادات خلال تنفيذ الفكرة لاسيما أن المجتمع الغزي ذكوري بامتياز، معتبرة أن الموضوع أصبح عبارة عن تحدي لتلك الانتقادات خاصة وأن هناك تأييد كبير لإنشاء المقهى قائلة: "شعرت بأن بعض الفتيات استنجدوا بالفكرة ونسبة التأييد كانت الأكبر، وهذا يجعلنا نٌفكر بالتوسع".
وقد عبرت فتاة من الزائرات عن سعادتها بوجود المقهى، مؤكدة أنه على الأقل يخلو من أعين الرجال التي قد تسبب بعض المشكلات في المقاهي المُختلطة المعروفة، فالمقهى النسائي يجعلهن يتحدثن بما يحلو لهم، دون أن يتعرضن لأحكام قاسية، وتدخلات في حريتهن.
بدورهم، علق أحد الشباب على المقهى قائلاً :" أنا لم تعجبني الفكرة كثيرا، أعتقد أن مكان كهذا سيكون فقط للنميمة ونسائنا لسن بحاجة الى المزيد من النميمة".
وأضاف آخر " من جهتي لن أرسل أحد من أقاربي إلى مكان كهذا، أعتقد أنه سيسبب الكثير من المشاكل بين الفتيات وهو نوع من الحرية الزائدة وأنا لا أعلم أي نوع من الفتيات سيأتي اليه".
ورغم كل الجدل حول المقهى، فقد تأملت صاحبته من تطوير مشروعها وتوسيعه لاستيعاب نساء غزة الراغبات بالترفيه بعيداً عن أعين الرجل، ليكون للمرأة عالمها الخاص.
أرسل تعليقك