جدارية ضخمة في بيروت لأديبة وتشكيلية تحية لإنجازات النساء
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

صممتها ورسمتها ولوّنتها في ظروف صعبة للغاية

جدارية ضخمة في بيروت لأديبة وتشكيلية تحية لإنجازات النساء

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - جدارية ضخمة في بيروت لأديبة وتشكيلية تحية لإنجازات النساء

أجمل اللوحات
بيروت ـ فلسطين اليوم

باتت الجدارية الكبيرة التي تزين واجهة أحد المباني في شارع الحمرا البيروتي ، تجذب جميع المارة والعابرين منه؛ حيث يطل وجه الأديبة إميلي نصر الله وإلى جانبها الرسامة التشكيلية هوغيت كالان، وكلتاهما في سن متقدمة، وقد غزت وجهيهما التجاعيد. إضافة إلى الموقع الذي اختير بعناية لإنجاز العمل، هناك مهارة الرسامة رولا عبدو التي قامت بالأبحاث وصممت ورسمت ولوّنت في ظروف صعبة للغاية، حتى بدا أنّ قصة إتمام الجدارية هي وحدها حكاية تستحق أن تُروى.

وبدأت رولا تنفيذ مشروعها في الرابع عشر من أكتوبر (تشرين الأول) الفائت، وفي السابع عشر منه بدأت بالتلوين؛ وفي هذا اليوم تحديداً، وبعد أن أنهت يومها ووصلت إلى البيت، علمت أنّ المظاهرات عمّت شوارع بيروت، وأنّ الطرقات قد أُغلقت. بدأت الثورة وتعطل الشّغل الذي كان يُفترض أن ينتهي في غضون سبعة أيام.

عادت الفنانة بعد توقف قسري، إلى شارع الحمرا، في عزّ الاحتجاجات لتنهي جداريتها، واقفة على الرافعة التي أصرّت على أن تتحكم بحركتها بنفسها، كي تكون الدقة حليفتها، وهي تختار الزاوية التي تعمل عليها.لم يكن كل ذلك سهلاً، لكنّ الرافعة المستأجرة تنتظر، والالتزام يجب أن يُحترم، والمشروع يفترض أن يُنجز. هكذا أنهت رسمها لجداريتها في نوفمبر (تشرين الثاني) بعد أن عاونتها في التلوين زميلتها ماري شماس، لكنّ الافتتاح لم يتم بسبب الأوضاع السّائدة.

وقبل أن تهدأ الأحوال جاء «كورونا» برعبه، وحجره، وانكفاء الناس عن الشوارع. لم يُكتب لهذه الجدارية افتتاحاً تحضره ابنتا إميلي نصر الله اللتان كانتا متعاونتين جداً ومتحمستين، ولا أقرباء التشكيلية هوغيت كالان، وتم الإطلاق مؤخراً، عبر نشر الصور على وسائل التواصل الاجتماعي، كما هي حال كل الأنشطة الثقافية.الجدارية الجديدة رُسمت على إحدى واجهات المبنى الذي تزين قبل أربع سنوات بجدارية يزن حلواني للفنانة صباح، وكان يضمّ في ستينات القرن الماضي، مقهى الـ«هورس شو» التاريخي الذي شكّل مكاناً لالتقاء الأدباء والفنانين، وأصبح اليوم مقهى عادياً معولماً.

هذا لا يغيّر من الأمر شيئاً، فما فعلته رولا بتمويل من «وومن ديليفر» الأميركية ودعم من شركة «آرت أوف تشينج» اللبنانية، يأتي في إطار مشروع تشارك فيه مجموعة من الهيئات والجمعيات اللبنانية لإبراز دور المرأة وفاعليتها في المجتمع.

وتقول عبدو لـ«الشرق الأوسط»: «حين قمت بأبحاثي لاختيار سيدات أرسمهن، اكتشفت أنّ الكثيرات جداً، لعبن أدوراً تستحق الاحتفاء بها، والتذكير بأهميتها. لم يكن سهلاً اختيار شخصية أو اثنتين فقط من بينهن، تمنّيت لو أجمعهن كلهن في جدارية. أسماء عديدة ومسارات مغرية لنساء قمن بما لم ننتبه إليه، لكنّني في النهاية قرّرت اختيار اسمين معاصرين، إميلي نصر الله وهوغيت كالان، لأنّهما ليستا معروفتين بالقدر الكافي، رغم أهميتهما، وقد رحلتا من وقت قريب، وإنجازاتهما تجب الإضاءة عليها. وقد وضعت اسميهما إلى جانب توقيعي، كي يتعرف المارة على السيدتين الكبيرتين».

الجدارية بطول 25 متراً وعرض 8 أمتار، يطلّ منها وجه هوغيت الخوري كالان، ابنة بشارة الخوري الرئيس الأول للجمهورية اللبنانية، ذات المسار الفني الاستثنائي التي بيعت أعمالها بمزادات كريستيز وسوذبيز، وعُرضت في أكبر المتاحف، وتوفيت في أميركا في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، وبقيت مغمورة في لبنان.

وإلى جانبها نرى وجه إميلي نصر الله الأديبة الرحبة المتسامحة، التي عرف نصوصها التلامذة اللبنانيون في المدارس، وبقيت ريفية في كتاباتها، محبة للطبيعة بروحها، وغادرتنا قبل سنتين. الوجهان بالأبيض والأسود، وهوغيت تحمل بيدها زهرة، لكنّ الملابس والأيدي المتشابكة التي تزنّر أسفل اللوحة لُوِّنت بحيث تعطي بهجة وفرحاً. وفي أعلى الجدارية نلمح فتاة صغيرة، تعلو الوجهين تحاول أن ترسم الشّمس، وكأنّما بهاتين السيدتين تنظر إلى إشراقة مستقبلها.

الفنانة رولا عبدو، هي من فناني الثورة الذين أسهموا في إشعال الورشة التشكيلية المواكبة للاحتجاجات. كانت تترك جداريتها هذه لتذهب وتُسهم مع فنانين آخرين في الأنشطة المواكبة للمظاهرات. وهي ترى أنّ جداريتها جزء من صوت الناس، ونبض النساء اللواتي أشعلن جذوة الحرية في النفوس، سواء كالان التي التزمت بالحياة التقليدية طوال أربعين عاماً، لكنّها لم تنسَ صوتها الدّاخلي. وقرّرت بعد أن عنيت بوالديها حتى وفاتهما، أن تترك أولادها وزوجها، وتذهب بعيداً إلى باريس ومن ثمّ نيويورك لاصطياد حلمها بالانعتاق والرّسم والنّحت واستنطاق الحركة واللون، وكان لها ما أرادت.إميلي نصر الله مسار آخر، أكثر محافظة، لكنّها مثابرة من الصنف الأول، بقي القلم في يدها حتى أصبح من الصّعب أن تلتقطه وتكتب. قالت ما تريد بهدوئها المعهود، لكنّها لم تسكت أبداً. اختارت الفنانة أن يكون الوجهان ناضجين وقد تقدّما في السن.

وكان يمكن لها أن ترسمهما شابتين صغيرتين، لكنّ خيارها جاء موفقاً بإطلالتين حفرت فيهما الأيام غضونها والتجارب.تتحدث عبدو، عن دور الفن في نشر الفرح. وعن سعادتها بإنجاز أحد أهم مشاريعها الفنية، من خلال هذه الجدارية التي كانت تتمنّى لو تحتفل بافتتاحها مع كل معنيّ بحقوق النساء ودورهن، والدّفع بهنّ إلى الأمام، لكنّ هذا الافتتاح الكبير، تأجّل كثيراً، ولا يبدو أنّ الظّروف ستتحسن بسرعة، واللبنانيون بحاجة لشيء من الأمل، وليس من فرح أكبر من بهجة الإبداع والجمال

قد يهمك ايضا:

 افتتاح معرض فني الكتروني 2020"الرسم من الحجر المنزلي" في فلسطين

   صلاح بيصار يؤكّد أنّ كل فنان يجسّد رمضان في لوحاته حسب شخصيته

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جدارية ضخمة في بيروت لأديبة وتشكيلية تحية لإنجازات النساء جدارية ضخمة في بيروت لأديبة وتشكيلية تحية لإنجازات النساء



 فلسطين اليوم -

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 23:21 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

اكتشاف بروتين الدم المتورط في الاكتئاب

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 13:58 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

مواد وظيفية فلورية تستخدم في علاج السرطان

GMT 06:43 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تبدأ الاستعداد لبدء التخطيط لمشاريع جديدة

GMT 16:41 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

5 فوائد تدفعك إلى ارتداء الجوارب أثناء النوم

GMT 03:14 2015 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت موس تستعيد شبابها بالمشاركة في حملة "مانغو" الأسبانية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday