المصور الفوتوغرافي الفلسطيني محمود الهمص

أعرب المصور الفوتوغرافي الفلسطيني محمود الهمص على سعادته باختياره ضمن أفضل 15 مصور على مستوى العالم للعام 2014، حسب تصنيف صحيفة "جارديان" البريطانية.

وأضاف الهمص: "شعرت بسعادة كبيرة أنَّ هناك مؤسسات تقدر المجهود الذي نقوم به، وحتى لو كانت قيمة معنوية فأنا بوجهة نظري االتقدير المعنوي المحترم أفضل من المادي لأن الشيء المادي يذهب لكن القيمة المعنوية تبقى".

وأشار الهمص إلى أنَّ الصورة التي حصلت على الجائزة هي للطفلة الشهيدة /نهى مصلح؛ حيث كان يحملها والدها ويصرخ أثناء تشييعها، واستشهدت بسبب استهداف الاحتلال الإسرائيلي لمدرسة الإيواء شمال قطاع غزة واستشهدت معها والدتها وبعض من أخواتها.

وحصل الهمص على عشر جوائز دولية، وهي جائزة "boy" الأميركية وجائزة البايوكس الفرنسية  العام 2007 وجائزة دبي للصحافة، وجائزة الصين الدولية مرتين، وجائزة واشنطن بي سي، بالإضافة إلى جائزة البلودزير، التي تأهل لمراحلها النهائية، بالإضافة إلى تقييم صحيفة "لتايمز" البريطانية من بين 4 صور على مستوى العالم.

ويعمل الهمص في وكالة الأنباء الفرنسية منذ العام 2003  في غزة، وقام بتغطية أحداث مختلفة كاجتياحات الجيش الإسرائيلي المتكرِّرة والحروب الثلاثة التي مرت على غزة، وأحداث الانقسام الداخلي العام 2007، بالإضافة إلى تغطية الأحداث في ليبيا ومصر وبعض المناسبات في دول الخليج في السعودية كمواسم الحج.

وأكد الهمص على أنَّ الحرب الأولى العام 2008 والتي استمرت 22 يوم كانت صعبة بالأيام الأولى؛ لأنها كانت مفاجأة وسقط نحو 500 شهيد في اليوم الأول، ودخول بري للمناطق قريبة من وسط غزة بالإضافة إلى الخطر الموجود بسبب الاستهداف لبعض مكاتب الصحافيين وإصابة العديد من الصحافيين.

وتابع الحمص حديثه: "أما الحرب الثانية  العام 2012 استمرت 8 أيام وهي أسهل حرب قياسًا بالحربين الأولى والأخيرة لأن مدتها قصيرة، أما الحرب الأخيرة 2014 والتي استمرت 51  يوم هي أصعبهم على الإطلاق، وسقط عدد كبير من الشهداء، ومناطق كاملة أبيدت، وتم استهداف مكاتب للصحافيين مثل برج الجوهرة وتم إصابة واستشهاد بعض الصحافيين".

وذكر الهمص أنّ "أصعب اللحظات كانت لحظة استشهاد زميله في الوكالة زميلي علي أبو عفش وإصابة زميله الآخر حاتم موسى".

وأوضح الهمص صعوبة العمل أيام الحرب؛ حيث الدمار الكبير، واستهدافات  عديدة وفي وقت واحد بالإضافة إلى أنَّ القصف كان يستمر طوال الليل مما أدى إلى عدم النوم عدة أيام متواصلة وخطورة الخروج في بعض الأماكن التي كانت تتعرض للقصف.

ويكمل الهمص حديثه: "بالطبع مثلي كمثل باقي الصحافيين لست الوحيد الذي تكون بعيد عن عائلتك لا تستطيع النوم مطلقًا، عمل متواصل حتى لو كانت الأمور هادئة نوعًا ما لا تستطيع النوم؛ لأنك تتابع كل ما يحدث في الليل لم نكن ننام أكثر من ثلاث ساعات وفي ساعات النهار إذا استطعت أنَّ تسرق ساعة من النوم فهذا شيء عظيم".

وبين أنَّ طموحه كمصور فلسطيني إكمال الطريق في التغطية العالمية والحدث الدولي لافتًا إلى أنَّ إغلاق المعابر تعتبر أكبر عائق لوصول المصور الفلسطيني لطريق العالمية فأحداث مثل كأس العالم وأنَّ تكون من ضمن الصحافيين للتغطية عالميًا ولكن إغلاق المعابر يمنعك من المشاركة بمثل هذه الأحداث العالمية.