امرأة سعودية

استغرقت امرأة سعودية 9 أيام متواصلة، تحدّت خلالها الصعاب، وصارعت الموت أكثر من مرة، من أجل الوصول إلى قمة جبل "إفرست"، الأعلى في العالم، من أجل رفع اسم "أفتا" وهي جمعية اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.
وبدأت طبيبة الأسنان، نسرين الحقيل، رحلتها في الخامس من نيسان/ أبريل الجاري، متجاوزة 4220 مترًا فوق سطح البحر، ومكثت يومين في "acclimatization"، كي يتأقلم جسمها تدريجيًّا على الارتفاعات العالية، وإعطاء مجال كافٍ لتكاثر كريات دم حمراء، وزيادة نسبة "الهيموجلوبين" المسؤول عن حمل ونقل الأكسجين في الجسم؛ لارتفاعه العالي عن مستوى البحر، ثم استمرت في المشي 6 ساعات يوميًّا للوصول إلى الهدف.
ودخلت الدكتورة نسرين الحقيل التحدي الصعب، استجابة لطلب ابنها طلال، المصاب باضطراب في فرط الحركة، بهدف المجتمع بذوي "الأفتا"، وتقديم العمل الخيري لهم، ومنع الآثار السلبية للاضطراب، ما يساعد في رفع مستوى الحياة للمصابين، من خلال رفع الوعي وتحسين الخدمات.

وعانت الحقيل أثناء رحلتها-من صعاب شتى، كان أهمها إصابتها أثناء المهمة بوعكة صحية، نتيجة قلة الأكسجين وارتفاعها عن مستوى البحر، فضلًا عن كثافة الثلوج وصعوبة التعامل معها مع مواصلة الارتفاع، على الرغم من حصولها على تدريبات مكثفة لمدة 3 أشهر، لاكتساب المهارات اللازمة لتسلق الجبال قبل دخول ذلك التحدي.
وبيّنت أن هذه الفكرة راودتها منذ نحو عام، وسببها الرئيسي ابنها طلال الأوسط، المصاب باضطراب في فرط الحركة، قائلة: "لما سمحت الفرصة لي أخذتها من دون تردد، مع وضع هدف معين لرحلتي، وليست فقط كمغامرة عابثة، فجاءت جمعية (أفتا) الخيرية، في مقدمة الجهات التي رغبت في إيصال رسالتها من أعلى قمم العالم".

 وأضافت نسرين، أن تدريبها لتخطي هذه المرحلة، كان في نهاية كانون الأول/ ديسمبر لمدة 5 إلى 6 أيام أسبوعيًّا، يتخللها بعض الوقت للمشي لمدة ثلاث ساعات، وكان المشي بالحذاء المخصص لصعود "قمة إفرست"، وتابعت "كنت أحمل حقيبة وزنها 10 كيلوغرامات. بالإضافة إلى مدربة خاصة كانت معي مرتين في الأسبوع لتمارين رياضية مختلفة وتقوية العضلات".
ولفتت الحقيل، إلى أنها واجهت مشكلة بسبب نقص نسبة الأكسجين، بعد الارتفاع عن مستوى البحر في آخر ثلاثة أيام، إذ اشتد البرد والصداع، بالإضافة إلى أعراض أخرى.

واختتمت قولها "عند وصولنا إلى القمة، كان هنالك استقبال ضخم، واحتفال بي في معسكر السلام، بعد تحقيقي هذا الإنجاز والهدف الذي رسمته. وكان هناك أشخاص من مجموعات مختلفة بأهداف مختلفة، وتم إبلاغهم بالجمعية الخيرية وأعمالها في مجال الإنسانية".