تنظيم "داعش"

كشف مؤشر "الإرهاب" العالميّ لعام 2015 الماضي، اليوم الخميس، عن تصدّر العراق قائمة الدول "الأكثر تضررًا" في العالم، من التطرف، على الصعيدين البشريّ والاقتصاديّ، في حين عدّ أن "داعش" هو الأكثر دموية، بين بقية التنظيمات المتطرفة، مؤكدًا تراجع عدد ضحايا التطرف خلال العام 2015 بنسبة عشرة بالمئة مقارنة بسابقه.

وقال معهد الاقتصاد والسلام، الذي أصدر التقرير، إن "انخفاض عدد قتلى العمليات "الإرهابية" عام 2015، يعود إلى تراجع قوة جماعة "بوكو حرام" في نيجيريا، وتنظيم "داعش" في العراق وسورية، بسبب العمليات العسكرية ضد التنظيمين"، مشيرًا إلى أن "عدد ضحايا "الإرهاب" خلال العام 2015 بلغ نحو 29 ألفًا و376 شخصًا، وهو يقلّ بنسبة عشرة بالمئة عن عام 2014 الماضي".

وكشف المعهد، في تقريره عن "تزايد الأعمال "الإرهابيّة" التي شهدتها الدول الصناعيّة الكبرى خلال العام 2015، حيث ازدادت بنسبة 650 بالمئة، عن العام 2014، من خلال استهداف 21 بلدًا مقارنة بـ13 خلال العام 2014"، مبينًا أن "فرنسا وتركيا احتلتا رأس قائمة أكثر البلدان الصناعيّة تضررًا من الإرهاب".

وأوضح المعهد، أن "داعش" "كان الأكثر دموية من بين التنظيمات "الإرهابية" الأخرى، التي تضمّ "بوكو حرام" و"طالبان" و"القاعدة"، لافتًا إلى أن "داعش" "تبنى 252 هجومًا في مختلف بلدان العالم، خلال العام 2015، وكان مسؤولاً عن مقتل ستة آلاف و141 شخصًا، وكان أكثرها دمويّة في منطقة القائم في محافظة الأنبار، غربي العراق، حيث أقدم التنظيم على إعدام 300 مدني في التاسع من نيسان/ أبريل 2015".

وذكر معهد الاقتصاد والسلام، أن "أكثر خمسة بلدان تضررًا من "الإرهاب"، هي العراق، أفغانستان، نيجيريا، باكستان وسوريا، إذ بلغت نسبة القتلى فيها 72 في المئة من عدد القتلى الإجمالي"، وتابع أن "274 عملية إرهابية نفذت العام 2015 المنصرم".

وبشأن التأثيرات السلبيّة للتطرف على اقتصاديّات العالم، أكد المعهد أن "الخسائر الاقتصاديّة الناجمة عن "الإرهاب" عالميًا، خلال العام 2015، وصلت إلى 89 مليارًا و600 مليون دولار"، عدا أن "اقتصاد العراق كان الأكثر تضررًا في العالم، من جراء "الإرهاب"، حيث خسر 17 بالمئة، من معدل الناتج المحلي الإجمالي لنموه الاقتصاديّ".

ويذكر أن مقر معهد الاقتصاد والسلامThe Institute for Economics and Peace :IEP ، في مدينة سيدني الأسترالية، وينشر سنويًا تقرير مؤشر "الإرهاب" العالميGlobal Terrorism Index: GTI، اعتمادًا على عوامل عدة أبرزها، إجمالي عدد الحوادث "الإرهابية" في عام معيّن، إجمالي عدد الوفيات الناجمة عن "الإرهاب" في عام معين، إجمالي عدد الإصابات، والمستوى التقريبي للأضرار في الممتلكات الكلية، من تلك الحوادث في عام معين.

وقد خطط "داعش" في وضع استراتيجيّة لتنفيذ هجمات خارج منطقة الشرق الأوسط، في العالم الغربي، مع عدد قياسي من الدول تعاني، أعلى مستوياتها "الإرهاب" في عام 2015.

إلا أن مؤشر "الإرهاب" العالميّ، يوضح بداية النهاية، وانخفاض لكلّ الهجمات الناجحة التي قامت بها المجموعة في بلدانهم الأصلية لأول مرة. فيما تواجه قوات من النخبة ومكافحة "الإرهاب" في العراق مقاومة شرسة، من مقاتلي "داعش" شرق الموصل.

وقال مؤسس مركز أبحاث الاسترالي ستيف كيليليا، الذي ينتج مؤشر "الارهاب" في العالم، وتابعه "فلسطين اليوم"، إن زوال "داعش"، يعني وجوب على أستراليا الآن، مواجهة تهديد متزايد من الهجمات، من جنوب شرق آسيا، كمقاتلين يتخلون عن سورية والعراق، والعودة إلى وطنهم بسلام.

ويتّخذ العراق وأفغانستان ونيجيريا وباكستان وسورية، نصيب الأسد بعد زيادة الهجمات في الدول الغربيّة إلى مستويات قياسيّة.

 وقاد التكتيكات العابرة للحدود "داعش" في عدد الهجمات، زيادة بنسبة 650٪ في الوفيات، إلى 577 في عام 2015. وهذا العام، كان هناك مزيد من 600 حالة وفاة في الدول الغربية.

وكانت ISIL والجماعات التابعة لها، نشطة في 15 دولة جديدة في العام الماضي، ليصل المجموع إلى 28.

ويشير التقرير إلى أن أستراليا، يجب عليها الآن مواجهة تهديدات متزايدة من الهجمات من جنوب شرق آسيا، وفقا لمؤسس معهد الاقتصاد والسلام، ستيف كيليليا.

وقال كيليليا "إن الزيادة غير المسبوقة في الهجمات القاتلة في السنوات الثلاث الماضية يبدو قد استقرت أخيرا. على "بوكو حرام"، تلحقها نكسات عسكرية كبيرة في نيجيريا والعراق على التوالي"، مضيفًا أن "هناك بعض الدلائل على ضوء هناك، ونحن لا نرى في الواقع بمثابة نقطة تحول، لكنها لا تظهر كان هناك تغيير في نمط".

ويوضح أن من مجموعة 247 منظمة متطرفة في العالم، في عام 2015، أربعة مجموعات كانت مسؤولة عن 74 % من الوفيات، وهي "داعش، بوكر حرام، طالبان، القاعدة"، مبينًا أيضًا أن تلك "المجموعات الأربعة التي ذكرناها سابقًا، كانت الاكثر فتكا، وأسفرت عن مقتل 6141 شخصًا في هجمات في 252 مدينة".

هذا وقدم المعهد تحليلات عن كلّ هجوم، نظرة ثاقبة وخصائص أولئك الذين ينفذونها، على سبيل المثال، فإن غالبية المقاتلين الأجانب الذين جندتهم التنظيمات المسلحة، كانوا ذات درجة عالية من التعليم، إضافة الى انخفاض الدخل والعمالة لديهم، مع انضمام الكثير منهم بسبب شعور الإقصاء في بلدانهم الأصليّة.

وأشار التقرير الى نسبة انخفاض الهجمات في الولايات المتحدة وأستراليا من قبل التنظيمات المسلحة، بسبب صعوبة اختراق تلك البلدان.