الأميركية ميليسا لوميس، 43( عاماً)، أوَّل شخص في العالم يستطيع تحريك ذراع اصطناعية بواسطة إشارات المخ

تُعَدُّ الأميركية ميليسا لوميس، 43( عاماً)، أوَّل شخص في العالم يستطيع تحريك ذراع اصطناعية بواسطة إشارات المخ، بالاضافة الى الاحساس بالالم والبرد في هذه الذراع. وكانت لوميس قد فقدت ذراعها اليمنى في الخريف الماضي بعد أن تعرضت للعض من قبل حيوان "الراكون"، وهذا ما ادى إلى إصابتها بعدوى تهدِّد حياتها. وقد تسبَّب هذا الأمر باكتئاب لوميس الخائفة على حياتها، ولكن بعد ذلك قدم لها جراح العظام، أجاي سيث تقنية ثورية جديدة لمساعدتها. وهذه التقنية، والتي لم يسبق أن تم تنفيذها من قبل في الولايات المتحدة، تسمح بإعادة توجيه الأعصاب لتتحرك وفقاً لاشارات المخ، وهذا ما يؤدي إلى تحريك الذراع الاصطناعية والشعور بأصابعها.

وحكت لوميس الواقعة التي سببت لها كل هذه المشاكل في أحد البرامج التلفزيونية، حيث قالت: "كان مثل أي صباح آخر تقوم فيه كلابي بايقاظي من أجل الذهاب إلى خارج، ولكنني سمعت صراخ راكون موجوداً على السور". واضافت لوميس: "ركضت إلى هناك لأحاول ابعاد الراكون، ثم قام كلبي "فيفي" بامساك ذيله. كنت أحاول حماية الراكون منه."
وتابعت: "قفز الراكون على ذراعي وعضني. شعرت حينها بصدمة كهربائية في ذراعي". فذهبت مباشرة إلى المستشفى، ولكنهم أصروا على أنها اصيبت بخدش فقط. ازدادت الآلام الحادة لدى لوميس بعد عدة ايام، وحينها اكتشف الأطباء اصابتها بعدوى خطيرة.

وقال سيث: "في الوقت الذي رأيت فيه ميليسا، قالت انها تأخذ جرعتين أو ثلاث من المضادات الحيوية المختلفة. عندما تنظر إلى ذراعها تبدو اصابتها تماماً مثل لدغة عادية صغيرة، ولكن عندما قمت بشق مكان الاصابة رأيت البكتيريا منهمرة. لقد كانت هذه أسوأ إصابة أراها في حياتي".

خضعت لوميس لأكثر من ثماني عمليات جراحية، وهو الأمر الذي جعلها تشعر بأنها على وشك الموت. وبعد ذلك، تعرضت لوميس لتسمم في الدم حيث وصلت درجة حرارتها إلى أكثر من 103 بالاضافة الى وصول معدل ضربات القلب إلى 140. وبعد التأكد من ضرورة بتر ذراع لوميس من أجل انقاذ حياتها، اقترح سيث عليها التقنية الجديدة.

سمحت التقنية للوميس بأن تكون اول امرأة أميركية مبتورة الذراع تنجح في استعادة حاسة اللمس في جميع الأصابع الخمسة عن طريق الذراع الاصطناعي. وقال سيث: "يمكنها الآن أن تشعر بالضغط والبرد، فعند وضع مكعبات الثلج على ذراعها فإن لأصابعها تشعر بالبرودة".

واوضح سيث أن ميليسا تعاني بما يعرف بظاهرة "الألم الوهمي" التي تحدث للأشخاص الذين فقدوا أطرافهم وتجعلهم يشعرون بألم آتٍ من جزء لم يعد موجوداً في الجسم. وقام سيث بجعل أعصاب ميليسا تستفيد من هذا الإحساس وربطه بالذراع الاصطناعي، حيث قال وهو يشير إلى كوعه: "يعتقد مخها الآن أن ذراعها اصبح هنا، لقد قمنا بخداعه".