مجلس الأمن جلسة خاصة للبحث في تداعيات سقوط عشرات القتلى

 عقد مجلس الأمن جلسة خاصة للبحث في تداعيات سقوط عشرات القتلى برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي على حدود إسرائيل مع قطاع غزة في اليومين الماضين، في ظل توجه أوروبي وعربي لتشكيل لجنة تحقيق مستقلة في الجرائم الإسرائيلية، وذلك بعدما عطلت واشنطن إصدار مجلس الأمن بيانًا يدعو إلى تحقيق مستقل. وقال سفير الكويت في الأمم المتحدة منصور العتيبي إنه سيطرح على مجلس الأمن مسودة قرار في شأن "حماية المدنيين الفلسطينيين". وأضاف: "لا نتحدث عن عملية حفظ سلام".

وأفاد العتيبي للصحافيين قبل اجتماع للمجلس في شأن أحداث العنف التي وقعت في قطاع غزة بأن من المرجح أن يطرح مسودة القرار على أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر اليوم. ولم يتضح متى سيتم طرح مشروع القرار للتصويت. وتعهدت مدعية المحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا اتخاذ "أي إجراءات يقتضيها" العنف الذي وقع في غزة، مشيرة إلى أنها تتابع عن كثب المواجهات التي استشهد خلالها نحو 61 فلسطينياً برصاص الجيش الإسرائيلي.

وقالت في تصريح لوكالة "فرانس برس" إن "طاقمنا يتابع من كثب التطورات على الأرض ويسجل أي جريمة محتملة قد يشملها" اختصاص المحكمة. وأيدت الحكومة البريطانية إجراء تحقيق مستقل حول الأحداث الدموية في قطاع غزة. وقال اليستير برت وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ردًا على سؤال في البرلمان البريطاني إن "بريطانيا تؤيد تحقيقًا مستقلًا في شأن ما حصل. ووجه الوزير البريطاني انتقادًا إلى حركة حماس التي تسيطر على غزة وتعتبرها لندن "منظمة إرهابية"، متهماً إياها بممارسة "ضغط" على السكان لتحقيق أغراضها.

وأعلنت الحكومة الألمانية تأييدها إجراء تحقيق مستقل حول الأحداث في قطاع غزة، لكنها حملت حركة حماس مسؤولية المواجهات الدامية. وصرح شتيفن سايبرت الناطق باسم المستشارة أنجيلا مركل والحكومة للصحافيين: "يمكنني القول باسم الحكومة الألمانية إننا نؤيد أيضاً أن تلقي لجنة مستقلة الضوء على أعمال العنف والمواجهات الدامية في المنطقة الحدودية". وبذلك تنضم ألمانيا، الدولة التي تعتبر في أوروبا من أبرز المدافعين عن إسرائيل، إلى حكومات عدة أخرى دعمت إجراء تحقيق مماثل طالب به الفلسطينيون. وقال المتحدث الألماني: "من الواضح أن من حق كل طرف أن يتظاهر بحرية، ولكن من الواضح أيضاً أنه ينبغي ألا يتحول حق التظاهر السلمي هذا إلى حركة عنيفة، وحماس تراهن على تصعيد العنف".

واتهم حماس التي تسيطر على قطاع غزة بأنها "أساءت استخدام" حق التظاهر. واستدعت بلجيكا السفيرة الإسرائيلية لديها إثر إدلائها بتصريحات عن قمع المتظاهرين الفلسطينيين في قطاع غزة، ودعت إلى تحقيق دولي تشرف عليه الأمم المتحدة حول المواجهات الدامية. وقال متحدث باسم الخارجية البلجيكية لوكالة الصحافة الفرنسية إنه تم استدعاء السفيرة الإسرائيلية سيمونا فرانكل بعدما وصفت جميع الضحايا في غزة بأنهم "إرهابيون"، فيما دعا رئيس الوزراء شارل ميشال إلى "تحقيق دولي تجريه الأمم المتحدة".

وتقدمت منظمة "مراسلون بلا حدود" بشكوى أمام المحكمة الجنائية الدولية في شأن "جرائم حرب اقترفها الجيش الإسرائيلي ضد صحافيين فلسطينيين"، وفق ما أعلنت المنظمة. وأشارت في بيان إلى "إطلاق قناصة من جيش الاحتلال الإسرائيلي طلقات مباشرة على عشرين صحافيًا فلسطينيًا في أراضي غزة". وذلك في خضم التظاهرات الفلسطينية في غزة.