بعثة الصليب الأحمر في غزة

حذر مدير بعثة الصليب الأحمر في غزة، جيلان ديفورن، من أن الوضع الإنساني في قطاع غزة سيستمر في التدهور في حال لم يطرح الساسة حلولًا حقيقيةً مستدامةً وطويلةَ الأمد، مشيرًا خلال حلقة نقاش نظمها اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الفلسطينية، إلى أن الاحتياجات في قطاع غزة أكبر بكثير من قدرة أي مؤسسة إنسانية أن تلبيها.

وأوضح جيلان، أن سبع من أصل عشرة أسر في غزة تعتمد على المساعدات الإنسانية، وما زال مستوى المعيشة المنخفض أصلًا يواصل انخفاضه بسرعة، وبالنظر للظروف الراهنة، قد يكون للقطاع الخاص في غزة قريبًا قدرة قليلة على إنتاج السلع والخدمات.

وبين جيلان، أن النقص في الأدوية والمستهلكات الطبية اللازمة لعلاج الحالات المزمنة مثل السرطان وأمراض الكلى أو مرضى السكري يدفع المرضى على نحو متزايد لشراء الأدوية من الصيدليات الخاصة، حيث أضحت التحويلات الطبية من أجل الحصول على الرعاية الطبية غير المتوفرة في غزة معرضة بشكل متزايد للتأخير أو أن تبقى معلقة لفترة طويلة مما يؤثر تأثيرًا شديدًا على مرحلة شفاء المرضى.

وأكد جيلان، أن أزمة الوقود والطاقة تساهم في أزمة خدمات الرعاية الصحية، حيث تفتقر المستشفيات إلى مصادر الطاقة العادية، وتعتمد بشدة على المولدات الكهربائية التي يجري استخدامها بشكل مفرط، وتتطلب إصلاحات وقطع غيار بوتيرة أعلى من المفترض ناهيك عن الوقود الإضافي.

وذكر جيلان، أن مصادر المياه في غزة تتدهور، حيث أن 96040% من المياه التي تصل المنازل غير صالحة للاستهلاك البشري، ولابد من شراء المياه الصالحة للشرب وما زال مستوى المياه الجوفية ونوعيتها يتدهوران، موضحًا أن الاختلافات الفلسطينية الداخلية تزيد من التحديات الكثيرة التي يواجهها سكان قطاع غزة اليوم، حيث تشهد طواقم الصليب بشكل يومي مدى مساهمة هذه الاختلافات في انهيار الخدمات والنية التحتية والتي تخنق ببطء أي تقدم وتمنع السكان من الحصول على الخدمات الأساسية.

وبشأن جهود الصليب الأحمر، قال جيلان: "تهدف جهودنا إلى مساعدة سكان قطاع غزة في تعزيز صمودهم والاستثمار المستدام في الكفاءات والبنى، بدلًا من تكرار وضع ضمادات مؤقتة كاستجابة آنية وقصيرة المدى للاحتياجات الإنسانية وهذا هو السبب الذي دعا اللجنة الدولية في الأعوام الماضية للقيام بإعادة تأهيل البنى التحتية الرئيسة في غزة بما في ذلك المستشفيات وإعادة الأراضي الزراعية المتضررة في المناطق الحدودية وإصلاح شبكات المياه، مشددًا على أن اللجنة تستمر في المساعدة في استمرار عمل الخدمات الأساسية من أجل ضمان احترام كرامة وحقوق الرجال والنساء والأطفال.

ودار نقاش بين الحضور من الصحافيين والإعلاميين، بشأن الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة، حيث أكد منسق اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الفلسطينية الصحافي صالح المصري، أن منظمة الصليب الأحمر تلعب دورًا مهمًا في المجلس الإغاثي والإنساني، وعليها لعب دور أكبر في إنقاذ ما يمكن إنقاذه، لاسيما في المجال الصحي والزراعي وما يتعلق بالمزارعين والصيادين.

فيما أكد الصحافي ماجد شبلاق، أن على منظمة الصليب الأحمر الضغط باتجاه زيادة أعداد عوائل الأسرى الذين يزورون أبنائهم داخل سجون الاحتلال، ومنع تكرار التهجم على أمهات وزوجات الأسرى من قبل بعض المستوطنين كما جرى مطلع هذا الشهر من قبل النائب "الإسرائيلي".

بينما عبر الصحافي عبدالناصر أبو عون، عن خشيته من تعرض منظمة الصليب الأحمر لضغوط خارجية، كما جرى مع وكالة الغوث لتقليص عملها، الأمر الذي نفاه جيلان وأكد أن موازنة الصليب الأحمر لهذا العام لم تتغير عن الأعوام السابقة، وتخلل اللقاء نقاش مطول حول الوضع الإنساني في غزة، والمشاريع التي تقدمها منظمة الصليب الأحمر في إغاثة شرائح مختلفة من الشعب الفلسطيني.