الذكرى الـ16 لاستشهاد الأمين العام أبو علي مصطفى

انطلقت مسيرة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، صباح اليوم السبت، في مدينة غزة، في الذكرى الـ16 لاستشهاد الأمين العام أبو علي مصطفى، رافعةً شعارات الوحدة الوطنية وضرورة إنهاء الانقسام، والتمسّك بالثوابت. وانطلق المشاركون من أمام مُنتزه بلدية غزّة وسط المدينة، باتجاه ساحة الجندي المجهول غربًا، يتقدّمهم أعضاء المكتب السياسي للشعبية، إلى جانب ممثلين عن عدّة فصائل وطنية وإسلامية، جنبًا إلى جنب مع جموع المواطنين الذين حضروا من كافة محافظات القطاع، ومن مُختلف الشرائح المُجتمعية والفئات العمرية. إضافة لمشاركة شخصيات اعتبارية من التجمّعات والأطر الطلابية والمؤسسات المختلفة.

وأعلى المشاركون الهتافات المُطالِبة بالوحدة الوطنية وضرورة إنهاء الانقسام، إضافة لهتافات تؤكد على التمسك بالثوابت الوطنية، والنضال من أجل نيل حقوق العمال والطلاب والمرضى ورُفع في المسيرة مُجسّم لقبة الصخرة، إلى جانب الأعلام الفلسطينية ورايات الجبهة الشعبية. ويُشار إلى أنّ طفلًا مريضًا على سرير العلاج، تقدّم مسيرة الجبهة الشعبية، وخلفه لافتة كُتب عليها "أطفالنا يدفعون ضريبة انقسامكم.. بأي ذنب يُمنعون من العلاج". في إشارة لتداعيات الانقسام الداخلي المشؤوم والمناكفات السياسية على أوضاع المرضى.

من جهته، قال عضو المكتب السياسي للجبهة، ومسؤول فرعها في قطاع غزة، جميل مزهر "إنّ الوفاء لدماء الشهيد القائد أبو علي وسائر الشهداء يتطلب إجراء مراجعة سياسية شاملة، تتضمّن تحليلًا معمّقًا لطبيعة العدو، باعتباره احتلال عنصري استعماري وأنّ مواجهته ودحره يتطلّب التمسّك والثبات على نهج المقاومة لا التخلّي عنه، كما يتطلّب إجراء مراجعة سياسية تُعيد الاعتبار لشعار وحدة الأرض والشعب والمصير".

وأضاف "إذا ضغط العدو بسبابته على الزناد فعلينا أن نضغط على زنادنا بأصابعنا العشرة، وأن نفتح النار على رؤوس الجنود والمستوطنين". داعيًا للبناء على "الانتصار الشعبي في القدس بما يساهم في تشكيل جبهة وطنية عريضة تتوحد في مواجهة المخططات الصهيونية والأخطار المحدقة بقضيتنا" وحيّا مزهر، في كلمته خلال المسيرة أبطال عملية الرد على اغتيال الشهيد أبو علي مصطفى: الأسرى الأبطال مجدي الريماوي وحمدي قرعان وباسل الأسمر وعاهد أبو غلمة.

وطالب سلطات الاحتلال برفع الحصار عن قطاع غزة، واعتبار كسره مهمّة قوميّة ووطنية وإنسانية عاجلة، داعيًا المؤسسات الدولية لإعلان القطاع منطقة منكوبة. كما طالب الجانب المصري بالتخفيف من حدّة الحصار وفتح معبر رفح. قائلاً "إنّ مصر التي امتزجت دماء جيشها بدماء الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يصدر عنها إلا الخير لأبناء شعبنا".

وقال إن الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في قطاع غزّة مُستمرة في التدهور، بفعل استمرار واشتداد الحصار الصهيوني، إضافة لما اتّخذته السلطة الفلسطينية من إجراءات عقابية وطالب السلطة بوقف الإجراءات ضدّ غزة على الفور، وقال "على السلطة المنشغلة بالتحضير لعقد الوطني والهرولة نحو المشاريع الأمريكية التي تتساوق مع الاحتلال، التكفير عن خطيئتها الكبرى ووقف كامل الإجراءات فورًا، والعمل مباشرة على تعزيز صمود شعبنا وقف سياسة العقاب الجماعي على غزة، التي تزداد فيها الأزمات وتتفاقم، حتى بات القطاع على شفير كارثة حقيقية تضرب كامل مفاصل الحياة من صحة وتعليم وخدمات".

وشدّد على أنّ "عنصر قوّة الشعوب هو وحدتها الوطنية، والتي تعدّ أساس التحرر"، داعيًا حركة حماس لحلّ اللجنة الإدارية من أجل نزع الذرائع أمام السلطة واتخاذها مزيدًا من الإجراءات ضدّ أبناء القطاع" كما دعا للحفاظ على الإطار الوطني الجامع ممّا يتطلب عقد مجلس وطني توحيدي يعيد الاعتبار والمكانة لمنظمة التحرير، وقال "نُحذّر القيادة من عقد المجلس الوطني تحت حراب الاحتلال ودون إجماع وطني لعدم تعميق الانقسام أو خلق التنازع على شرعية التمثيل".

وتطرّق مزهر في كلمته للأوضاع السياسية والأمنية في مخيمات اللجوء الفلسطيني، خاصة في لبنان، وقال "إنّ الحالة الأمنية في مخيمات لبنان تدهورت، وتفاقمت للحدّ الذي وصلت فيه لتحويل ساحاتها وشوارعها لميادين اقتتال وحرب".