يوم غضب فلسطيني رفضًا لقرار الرئيس دونالد ترامب بشأن القدس

يترقب الفلسطينيون بقلق شديد خطوة الرئيس الأميركي دونالد ترمب المزمع اتخاذها اليوم الأربعاء للاعتراف بالقدس عاصمة لـ "إسرائيل"، ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وسط تحذيرات عربية ودولية واسعة من مخاطر تلك الخطوة، ومحاولة تغيير الوضع القانوني والتاريخي بالمدينة. وكشف مسؤولون في البيت الأبيض الأميركي عن فحوى الخطاب الذي سيلقيه الرئيس ترمب الليلة في تمام الساعة الثامنة مساء بتوقيت فلسطين.

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن المسؤولين قولهم إن الخطاب سيشمل الاعتراف في القدس كعاصمة "لإسرائيل"، وسيصدر تعليماته للجهات المختصة بالاستعداد لنقل السفارة الأميركية من "تل أبيب" إلى القدس ومع ذلك فسيوقع على أمر تأخير النقل بـ6 أشهر أخرى. كما نقل عن المسؤولين قولهم إن ترمب سيعلن اعترافه بالأمر الواقع بعد 22 عامًا من مفاوضات التسوية التي لم تأتي بنتيجة، وأن وضع الضبابية بشأن القدس لم يساعد الجانبين.

فيما أعلنت كل من "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية والأردن، الثلاثاء، أن الرئيس الأميركي أبلغ قادتها، في اتصالات هاتفية منفصلة، اعتزامه اتخاذ الخطوة، دون الكشف عن موعد محدد. ومن المتوقع أن تثير خطوة ترامب هذه، ردود فعل وغضبًا فلسطينيًا وعربيًا واسعًا، قد يؤدي لاشتعال وتفجير الأوضاع في المنطقة، باعتبار القدس قضية حساسة لدى الأمة العربية والإسلامية.

وأعلنت القوى والفصائل الوطنية والاسلامية عن (الأربعاء، الخميس والجمعة) أيام غضب شعبي شامل في كل أنحاء الوطن والتجمع في كل مراكز المدن والاعتصام أمام السفارات والقنصليات الاسرائيلية.

ودعت القوى في بيان صحافي جماهير الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج إلى أوسع تحرك شعبي لمواجهة ورفض محاولة الادارة الأميركية نقل سفارتها إلى القدس أو الاعتراف بها كعاصمة لـ" إسرائيل"، مؤكدين حق الشعب وحقوق الأمة باستخدام كل الوسائل القانونية والدبلوماسية على مستوى المؤسسات الشرعية الدولية، بما فيها محكمة العدل الدولية والمكونات والمؤسسات القضائية الأخرى.

وكان الرئيس محمود عباس أجرى حمّلة اتصالات عربية ودولية واسعة، وذلك في إطار التعاون المشترك لوقف تنفيذ هذا القرار ولدرء المخاطر التي قد تنتج عن تلك الخطوة غير المسبوقة من جانب ترامب، والتي اعتبرها عباس بأنها "ستقضي على عملية السلام، وتدخل المنطقة في وضع لا يمكن السيطرة عليه". وفي السياق، أعلنت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية أن المملكة لعقد اجتماعين طارئين لمجلس وزراء جامعة الدول العربية السبت المقبل ووزراء خارجية منظمة التعاون الاسلامي الأحد المقبل لتنسيق المواقف العربية والإسلامية ازاء تبعات قرار الولايات المتحدة الأميركية المرتقب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وواصل وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي الثلاثاء مشاوراته مع عدد من نظرائه لبحث سبل التعامل مع قرار أميركي مرتقب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، في خطوة تعتبرها المملكة خرقا لقرارات الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة وتكريسا للاحتلال.

وتحسبًا من اندلاع مواجهات خلال فعاليات يوم الغضب رفضًا للقرار الأميركي، أوصت قيادة جيش الاحتلال مختلف الوحدات العسكرية الموجودة ضمن التدريبات تكون على أهبة الاستعداد لنقلها بأي لحظة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة. واتخذت التوصيات وهذا القرار في ختام مناقشات التي أجرتها هيئة الاركان العامة للجيش والتي استمرت حتى منتصف الليل، تم خلالها تباحث فرص تدهور الأوضاع الأمنية خلال الأيام المقبلة على ضوء نية ترامب نقل سفارة بلاده إلى مدينة القدس المحتلة.

وأكدت قيادة الأركان على جاهزية الجيش للتصدي لأي مواجهات والتي قد تندلع عقب التصريحات والدعوات الصادرة عن الفصائل الفلسطينية لتصعيد النضال والحراك من خلال فعاليات الغضب والمظاهرات. وذكرت القناة الثانية العبرية أن "الجيش تباحث في الخيارات الممكنة التي قد تشهدها الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة في أعقاب هكذا قرار"، مشيرة إلى أنه "أصدر تعليماته لوحداته التي تخوض تدريبات بأنه قد يتم استدعاؤها على عجل حال تدهور الأمور".

وفي العام 1967، احتلت "إسرائيل" الجزء الشرقي من مدينة القدس، وأعلنت لاحقًا ضمها إلى الجزء الغربي من المدينة، معتبرة إياها "عاصمتها الموحدة والأبدية"، وهو ما يرفض المجتمع الدولي الاعتراف به. وأقرّ الكونغرس الأميركي في عام 1995 قانونًا ينص على "وجوب الاعتراف بالقدس كعاصمة لدولة إسرائيل" ويطالب بنقل السفارة اليها، وجاء في القرار "منذ عام 1950، كانت مدينة القدس عاصمة دولة اسرائيل".

ومع أن القرار ملزم، غير أنه يتضمن بندًا يسمح للرؤساء بتأجيل نقل السفارة لستة أشهر لحماية "مصالح الأمن القومي". ومنذ ذلك الحين، وقع الرؤساء الأميركيون المتعاقبون أمر تأجيل السفارة مرتين سنويًا، وفي الأول من حزيران/يونيو الماضي، قرر ترامب عدم التحرك فورًا حيال نقل السفارة، خلافًا لما وعد به خلال حملته الانتخابية.