أحزاب وصحافيون على رفع صوتهم عاليا في وجه السلطة

تعالت في الأيام الأخيرة أصوات عديدة في الضفة الغربية تطالب السلطة الفلسطينية برفع العقوبات التي فرضتها على شعب غزة؛ إذ وللمرة الأولى يقدم نشطاء وفاعلون وقوى وأحزاب وصحافيون على رفع صوتهم عاليا في وجه السلطة في رام الله، داعين لوقفة ومسيرة اليوم الساعة 9:30 مساء؛ للمطالبة برفع تلك العقوبات.

والدعوة التي أطلقها النشطاء والصحافيون لاقت رواجا كبيرا من الكثير من الحقوقيين والشخصيات الاعتبارية والسياسية والوطنية والفصائل الفلسطينية. ودشنت صفحة "ارفعوا العقوبات" على "الفيس بوك" لدعم الحراك، تحوي عشرات الفيديوهات المسجلة لمجموعة من النشطاء والصحافيين والفنانين دعوا لمسيرة احتجاجية في رام الله وسط الضفة الغربية؛ رفضًا لإجراءات السلطة الفلسطينية العقابية على قطاع غزة.

وتهدف الصفحة "ارفعوا العقوبات" لشرح معاناة الغزيين، ولإتاحة الفرصة للجميع بالتضامن معهم، ومحاولة تشكيل رأي عام يضغط على السلطة الفلسطينية لترفع العقوبات عن غزة.

ومن المقرر أن تنطلق المسيرة الساعة التاسعة والنصف مساء اليوم الأحد على دوار المنارة في رام الله.

النائب في المجلس التشريعي عن حركة حماس في مدينة رام الله، أحمد مبارك، أكد أنه سيشارك في الوقفة الاحتجاجية ضد العقوبات على غزة، التي ستقام على دوار المنارة اليوم الأحد، موضحا أنها مطلب وطني، وحق طبيعي. ووصف النائب مبارك العقوبات المفروضة منذ سنوات طويلة والتي اشتدت في السنة الأخيرة بالإجراءات الظالمة وغير المنصفة التي لا تليق بسلطة تدّعي أنها تمثل شعبها في حين هي تعاقب شعبها وتستثني جزءًا مهمًّا من هذا الوطن الذي يعيش في حالة حصار، ويواجه حروبًا متتالية وحصارا عربيا ظالما تسبب في حالة من الفقر والبطالة وضيق العيش.

وأضاف مبارك أن هذه الجماهير التي تصمد في قطاع غزة وتبدي مواقف في غاية الشجاعة والوطنية هي بحاحة لدعم وإسناد لا لفرض مزيد من العقوبات. ودعا مبارك للمشاركة الواسعة في المسيرة اليوم، موضحا أن الشعب قادر على إرغام كل من يقف مواقف غير وطنية وظالمة أن يتراجع عن مثل هذه المواقف؛ لأنه لا قيمة لحكومة وسلطة دون الإصغاء لصوت الشعب.

وأكد الكاتب والناشط السياسي محمد القيق انطلاق مسيرة في رام الله اليوم على دوار المنارة؛ لمطالبة السلطة برفع إجراءاتها العقابية ضد قطاع غزة، لافتا إلى أن قطاع غزة فيه التمكين للإرادة الفلسطينية والأمل الذي بات يتلاشى في مرحلة أوسلو، وفيه تمكين للشرعية الفلسطينية المنتخبة وللأسرى وعوائلهم الذين يبحثون عن حرية من بين جدران الصمت الدولي.

ودعا رئيس تجمع الشخصيات المستقلة في الضفة الغربية خليل عساف للمشاركة في المسيرة الاحتجاجية وسط رام الله؛ وذلك رفضًا لإجراءات السلطة الفلسطينية العقابية على قطاع غزة، مطالبا جميع شرائح الشعب الفلسطيني بوقفة عزٍّ لرفع الظلم عن شعب غزة. وأوضح عساف أن هدف تلك المسيرة التأكيد على أننا شعب واحد وأبناء وطن واحد، مردفا "في حال لم ترفع السلطة إجراءاتها العقابية بحق غزة فسيكون هناك وقفات عديدة وخطوات أخرى قادمة حتى ترفع تلك العقوبات بشكل دائم".

 

بدوره أكد الأسير المحرر والمحاضر الجامعي وسام الرفيدي، أن فرض العقوبات على قطاع غزة من رئيس السلطة أبو مازن وفريقه يمثل تهديداً جدياً لحياة شعبنا في غزة خاصة في ظل الاعتداءات المستمرة للاحتلال على القطاع، إضافة للحصار الذي تعاني منه غزة من قبلُ، لافتا إلى أن هذا الوضع في غزة بات لا يحتمل.

وطالب الصحافي والناشط معاذ حامد بضرورة رفع العقوبات بشكل عاجل؛ لأنها تخالف الإنسانية، مشددا على أن قطاع غزة وفي ظل ما يتعرض له فإنه من الواجب على الجميع تكريمه لا معاقبته. وفي سياق متصل، تمنت الصحافية ملاك خالد على السلطة الفلسطينية أن تؤدي واجبها تجاه غزة وترفع العقوبات عن أهلها بدلا لما أسمته "التنسيق الأمني المقدس" الذي تمارسه السلطة الفلسطينية ويضر بمصلحة الفلسطينيين، مؤكدة أنها ستشارك في اعتصام المنارة لتوصل رسالة للعالم أن غزة ليست لوحدها، وأن سياسة العقوبات هي مهزلة يجب أن تنتهي.