المسجد الأقصى المبارك

أصيب العشرات في مواجهات اندلعت عقب صلاة الجمعة، بين قوات الاحتلال والشبان في باحات المسجد الأقصى المبارك، فيما اعتقل 5 مصلين بعد الاعتداء عليهم بالضرب المبرح، وقال مصدر صحافي "إن قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت وابلًا من قنابل الصوت باتجاه المئات من المصلين في ساحات المسجد الأقصى".

واقتحمت قوات الاحتلال المدجّجة بالسلاح المسجد الأقصى من خلال باب المغاربة، ووصلت إلى بوابات المسجد القبلي المسقوف، حيث ردد المصلون هتافات "الله أكبر" و"بالروح بالدم نفذك يا أقصى" و"باسم الله.. الله أكبر"، و"نحن للأقصى حراس"، و"يا الله اِحم الأقصى" و"الله أكبر والنصر للأقصى"، فيما اعتدت عناصر الشرطة الصهيونية بالضرب على عدد من المصلين، ولاحقتهم في ساحات المسجد.

وكانت المواجهات بدأت عند اقتراب مجموعة من المصلين من منطقة باب المغاربة، حيث سارع العشرات من عناصر شرطة الاحتلال إلى إطلاق قنابل الصوت باتجاه المصلين، وأصرّ المصلون على خروج قوات الاحتلال من ساحات المسجد، حيث اعتلت عناصر شرطة الاحتلال أسطح أبنية قريبة من المسجد الأقصى لإطلاق قنابل الصوت.

النساء والأطفال في الواجهة
وتفيد الأنباء الواردة من المسجد الأقصى أن الاحتلال يحاصر المصلين في المصلي القبلي، فيما عملت قوات الاحتلال على الاعتداء على النساء والأطفال بالرصاص المطاطي والقنابل الصوتية، وأغلق الاحتلال مسجد قبة الصخرة بالأقصى، ومنع النساء من الخروج، في حين تستمر المواجهات والتوتر الشديد، ويقال إن الاحتلال أجبر حراس المسجد الأقصى على مغادرته، ويتجهز لاقتحام المصلى القبلي الذي يحاصر به المئات من المصلين.

وفي الأثناء، أكد المصدر أن شرطة الاحتلال أخرجت مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني والمتواجدين معه من باب حطه وافراغ صحن الصخره من جميع الموظفين والمتواجدين، وأضاف أن رئيس بلدية الاحتلال في القدس المحتلة، نير بركات، اقتحم المسجد القبلي بالأقصى المبارك.

مقتل مواطن وإصابة آخرين

استشهد مواطن وأصيب عدد آخر من المواطنين، باعتداء الاحتلال الإسرائيلي على المتظاهرين شرق قطاع غزة مع بدء فعاليات الجمعة الـ18 من مسيرة العودة الكبرى، والتي أطلق عليها جمعة "أطفالنا الشهداء".

ويواصل تغطيته الحثيثة المواكبة لأحداث مسيرة العودة الكبرى في الجمعة الـ18، وتنقل التطورات أولًا بأول عن مراسليه والمصادر الرسمية والمعتمدة، وقالت وزارة الصحة في تحديثها الأولي أن عدد الإصابات بلغت حتى اللحظة 10 إصابات بالرصاص وقنابل الغاز، إضافة لاستشهاد المواطن غازي أبو مصطفى "43 عامًا" متأثرًا بجراح أصيب بها بالرأس قبل نحو ساعتين شرق مدينة خانيونس.

قصف في حي التفاح
وفي الأثناء، قصفت طائرة بدون طيار إسرائيلية" مجموعة من الشبان شرق حي التفاح شرق مدينة غزة، بدون إصابات، وشرع المواطنون بالتوافد إلى مخيمات العودة الكبرى شرق قطاع غزة للمشاركة في جمعة أطفالنا الشهداء، للتعبير عن الغضب الشديد من استهداف الاحتلال الإسرائيلي للأطفال والتعمد بقتلهم.

وأشعل الشبان الإطارات المطاطية في محاولة لحجب الرؤية عن قناصة الاحتلال، في حين واصلوا إرسال البالونات الحارقة حيث أفادت صحيفة "يديعوت أحرنوت" بإندلاع حريقين في غلاف غزة، وكانت قد دعت الهيئة الوطنية لمخيمات مسيرات العودة وكسر الحصار سكان القطاع للمشاركة الواسعة في جمعة "أطفالنا الشهداء".

وطالبت الهيئة المواطنين بالتوجه إلى مخيمات العودة شرق قطاع غزة، مؤكدة سلمية المسيرة وجماهيريتها واستمرارها حتى تحقق أهدافها التي انطلقت من أجلها وهي "حماية حقنا في العودة إلى فلسطين وكسر الحصار الظالم عن غزة، ورفضا لصفقة القرن الأمريكية وما يسمى بالوطن البديل عن فلسطين"، وقالت: إن المسيرات ستبدأ مع صلاة العصر مباشرة حتى نهاية يوم الجمعة الساعة السابعة والنصف مساء.

من جهته، أوضح المتحدث باسم حركة "حماس" حازم قاسم: إن خروج أبناء شعبنا في قطاع غزة في مسيرات العودة وكسر الحصار، يؤكد أننا أمام فعل كفاحي مستمر، وأن الجماهير ستواصل مشوار نضالها حتى تحقق هذه المسيرات أهدافها، وأضاف في تصريحٍ له "تحمل مسيرات اليوم رسالة شعبنا بكل مكوناته، وخاصة أطفاله، بحقهم في العيش الكريم، والحصول على حقوقهم الأساسية في المجالات المختلفة".

وأشار قاسم إلى أن خروج الجماهير تحت شعار "أطفالنا الشهداء"، يأتي لكشف حجم جريمة الاحتلال بتعمده قتل الأطفال وجرحهم واعتقالهم، منتهكا كعادته كل القوانين الدولية والأعراف الإنسانية، وشدد على أن هذه الجمعة تحمل رسالة تحدٍّ للاحتلال، بأن جرائمه المتواصلة لن ترهب جماهير شعبنا، ولا حتى أطفاله.


وانطلقت "مسيرة العودة الكبرى" في غزة يوم 30 آذار/ مارس الماضي، بمشاركة شعبية حاشدة عبر التظاهر السلمي في 5 مخيمات عودة شرق محافظات القطاع الخمس، وهي مستمرة بشكل يومي، مع زخم أكبر أيام الجمعة، فيما شهد يوما 14 و15 مايو ذروة المسيرة بمليونية كبرى واجهتها قوات الاحتلال بمجزرة دامية.

وتنادي المسيرة -وفق القائمين عليها- بتنفيذ وتطبيق حق العودة للشعب الفلسطيني إلى أرضه التي طرد منها، وذلك تماشيًا مع وتطبيقًا للقرارات الدولية وقرارات الأمم المتحدة الخاصة بعودة اللاجئين الفلسطينيين، ومنها القرار 194 الذي نصّ على العودة والتعويض، إلى جانب رفع الحصار عن غزة.

ومنذ انطلاق المسيرة، استشهد 160 مواطنًا، منهم 8 تحتجز قوات الاحتلال جثامينهم، وأصيب 16750 مواطنًا، ومن الشهداء 18 طفلًا، ومن المصابين 3200 طفل.