القدس المحتلة - منيب سعادة
طالب رؤساء الكنائس الكاثوليكية في القدس، الاحتلال الإسرائيلي بإلغاء قانون "يهودية الدولة" المثير للجدل والذي ينصّ بخاصة على أنّ حقّ تقرير المصير في الدولة العبرية هو "حقّ حصري للشعب اليهودي فقط".
وقال الأساقفة رؤساء الكنائس اللاتينية والسريانية والأرمنية، الكاثوليكية، وكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك في بيان مشترك "من واجبنا أن نلفت نظر السلطات إلى واقع بسيط، وهو أنّ مؤمنينا المسيحيّين، وكذلك المسلمون والدروز والبهائيون، كلُّهم عرب، وليسوا أقلَّ مواطنة في هذا البلد من إخوتهم وأخواتهم اليهود".
وكان البرلمان الإسرائيلي أقرّ في يوليو/تموز الماضي قانونًا ينصّ على أن إسرائيل هي "الدولة القومية للشعب اليهودي"، وأنّ "حق تقرير المصير فيها حصري للشعب اليهودي فقط"، ما أثار غضب الأقليّة العربيّة التي تعيش في اسرائيل والتي اعتبرته قانونًا عنصريًا,حسب فرانس برس
و ينزع القانون عن اللغة العربية صفة إحدى اللغتين الرسميتين في إسرائيل التي ستصبح لغتها الرسمية العبرية حصرًا، وينصّ أيضًا على أنّ الدولة تعتبر "تطوير الاستيطان اليهودي قيمة قومية وتعمل لأجل تشجيعه ودعم إقامته وتثبيته".
ولا تشير أي مادة في القانون الى المساواة بين المواطنين أو إلى الطابع الديموقراطي للدولة، ما يثير مخاوف كبرى بخاصة لدى الاقليات.
وأصبح القانون الجديد جزءً مما يسمى بالقوانين الأساسية لإسرائيل، والتي تعتبر بمثابة دستور في دولة لا يوجد فيها دستور، وقد تم تقديم خمسة طعون ضده أمام المحكمة العليا.
ويثير القانون الجديد مخاوف لدى العرب في إسرائيل الذين يشكلون نحو 17،5 في المئة من سكان البلاد البالغ عددهم أكثر من ثمانية ملايين نسمة، ذلك أنّه يجيز التمييز ضدّهم علنًا في كل شيء، من السكن إلى المدارس والعمل وميزانيات البلديات وتخصيص الأراضي.
وشدد مطران قبرص للموارنة ومطران الروم الكاثوليك في الأردن الأساقفة الكاثوليك على "أنّنا نحن المسيحيين، مع المسلمين والدروز والبهائيين واليهود، نطالب بأن نعامَل كمواطنين على أساس المساواة الكاملة".
وأضافوا أنّ "هذه المساواة يجب أن تشمل الاعتراف والاحترام لهويتنا المدنيّة مواطنون إسرائيليون والتاريخية فلسطينيون عرب والدينية مسيحيون، كأفراد وكجماعات".
وتابع البيان "نحن، الرؤساء الدينيين في الكنيسة الكاثوليكية، ندعو السلطات الإسرائيلية إلى أن تُلغِيَ هذا القانون الأساس، وتعلن وتضمن بصورة دائمة أنّ دولة إسرائيل تسعى فعلًا لدعم وحماية خير وسلامة كل مواطنيها".
ويبلغ عدد العرب في اسرائيل 1،2 مليون شخص أي ما يناهز خمس السكان. واقرّت تقارير رسمية إسرائيلية وهيئات مثل المحكمة العليا بتعرّض العرب في إسرائيل لتمييز اقتصادي واجتماعي.