حركة حماس في قطاع غزة

استنكرت الحكومة الفلسطينية "الأعمال غير المسؤولة" التي تُقدم عليها بعض أطراف من حركة حماس في قطاع غزة، وقال المتحدث الرسمي باسم حكومة الوفاق الوطني يوسف المحمود "إن الحكومة تستهجن هذا المستوى من ردة الفعل الغريب عن عادات شعبنا وأخلاقه، والذي أقدمت عليه بعض الأطراف في حركة حماس، إثر أزمة الكهرباء في قطاع غزة الذي تستمر إسرائيل بفرض الحصار عليه، وتستولي عليه حركة حماس منذ الانقلاب".

وأضاف المتحدث الرسمي أن "التصريحات فاقدة المصداقية والمسؤولية الوطنية التي تطلقها أصوات الانقسام، باتت مكشوفة تماما لدى جميع أبناء شعبنا، وهي لا ترقى إلى أدنى مستوى من المسؤولية، لأن أزمة الكهرباء وبقية الأزمات التي تثقل كاهل أبناء شعبنا الصابر الصامد في قطاع غزة الحبيب هي من جناية أيدي مطلقيها، ولا تحل بمحاولة المساس بقيادة شعبنا وتوجيه الأباطيل وابتداع أنواع الشعوذات، وارتداء أقنعة الحرص على مصالح شعبنا".

وقال "إن الحرص على مصالح أبناء شعبنا يظهر عندما تقوم حركة حماس بتمكين حكومة التوافق الوطني من أداء عملها وتحمل مسؤولياتها وخدمة أبناء شعبنا في قطاع غزة، ولكن الصورة الحقيقية، والتي لا تجرؤ أطراف وشراذم الانقسام على الإشارة إليها، وهي أن الاحتلال الإسرائيلي هو السبب الأول في معاناة أهلنا، والذي تحتمي تحته أطراف الانقسام بإصرارها السيطرة على القطاع وعدم الاستجابة إلى الجهود الهائلة والجبارة لإنهاء الانقسام الأسود، واستعادة الوحدة الوطنية التي يقودها الرئيس محمود عباس، وتعمل على تنفيذها حكومة الوفاق الوطني برئاسة رامي الحمد الله، وتشكل مطلبًا جماهيريًا ساحقًا ينطلق من مستوى الحرص والحس الوطني على القضية الفلسطينية التي تواجه أكبر التحديات في وقتنا الراهن".

وجدد المتحدث الرسمي التأكيد على أن حكومة الوفاق الوطني تعمل على مدار الساعة، ورغم كل المعيقات، من أجل إنهاء معاناة أبناء شعبنا وتنفق أكثر من مليار شيكل سنويًا على قطاع الطاقة في قطاع غزة، ولكن المتنفذين وشراذم الانقسام في حركة "حماس" يجبون الأموال وعائدات الكهرباء وغيرها لصالحهم ويغرقون أبناء شعبنا في الأزمات المتلاحقة.

من جهته قال رئيس اللجنة الإعلامية - مفوضية التعبئة والتنظيم لحركة "فتح" منير الجاغوب لن تفلح حماس هذه المرة بمصادرة حقوق أهلنا وشعبنا في غزة في التظاهر تحت أيّ ظرف، ولن يُكتَب لمشروعها هذه المرة المرورُ كما حدث في المرات السابقة، وأن سياسة خلط الأوراق الّتي تمتهنها حماس لن تفلِح في إنفاذها من ورطتها، ولن يفيدها تحميلُ شعبنا مسؤولية تسييس ردود فعلهِ ضدّها، فشعبنا ضاق بها وبأفعالها وممارساتها.

وأضاف الجاغوب " لقد صمتٓ أهلنا في غزّة طويلاً في ظل 10 أعوام عجافٍ تحت وطأة ممارسات حماس آملين أن تعود لتقف مع شعبها، لكن الآن وقد طفح الكيلُ فإن لأهلنا في غزة الصمود الحقّ كل الحق، وهم يطالبون بالحرية والعيش الكريم بعد كل تلك الويلات التي جلبها عليهم حكم حماس وتسلط اجهزتها وميليشياتها الخارجة على القانون" على حد تعبيره.

وقال "حين شاهدتُ صورَ المسيرة الّتي بادرت إليها حركة حماس وهي تعرضُ صورٓ الرئيس محمود عباس والدكتور رامي الحمد الله المحروقة ضحكتُ ملء فمي. لكنه كان ضحكا مُرّاً، لأنّ حرق الصورِ لن ينير بيوتٓ عشرات الألاف من الّذين خرجوا الخميس، في جباليا مطالبين بحلّ أزمة الكهرباء، أولئك الّذين لا ينتمون لأي فصيل ولا علاقة لهم لا بفتح ولا بحماس، لكنهم مواطنون بسطاء، همّهم هو حل قضاياهم اليوميّة وحسب، هم لا ينتظرون إلقاء المسؤولية يمينًا وشمالاً، بل بطالبون بإيجاد من يتحمّل المسؤولية ويكثّف الجهود لحلّها".

في سياق متصل استنكرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أعمال القمع التي تعرضت لها التظاهرة الشعبية الحاشدة في مخيم جباليا، احتجاجاً على تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في القطاع، بما فيها ظاهرة انقطاع الكهرباء عن المواطنين، وقالت الديمقراطية في بيان لها إن الأوضاع مما حول حياتهم إلى معاناة وشقاء، زادها معاناة وشقاء، الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، وحالة الانقسام التي تعيشها الحالة الفلسطينية.

ودعت إلى وقف كل أشكال القمع للحراك الشعبي، واحترام الحق المشروع لأبناء الشعب الفلسطيني في التعبير عن معاناتهم والمطالبة بحقوقهم الاجتماعية والحياتية وحقهم في حياة تسودها الكرامة الوطنية، وختمت الجبهة بدعوة السلطة القائمة بإدارة شؤون القطاع، بالتعاون مع باقي القوى في الحالة الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني للتعاون المثمر للتخفيف من معاناة أهالي القطاع ومعالجة مشاكلهم الاجتماعية والاقتصادية والأمنية وتأكيد حريتهم الكاملة في التعبير عن رأيهم ومطالبهم المحقة ودن قمع أو مضايقات.