اشتباكات في مخيم عين الحلوة

اندلعت عصر الخميس، اشتباكات في مخيم عين الحلوة وصفت بالعنيفة بين عناصر من "القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة" وبين أنصار السلفي المتشدد بلال بدر ومن معه من مجموعات أخرى، واستخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، وكشفت مصادر فلسطينية أن الاشتباكات اندلعت اثر قيام أنصار بلال بدر بإطلاق النار على مقر القوة الأمنية المشتركة في الشارع الفوقاني من المخيم، إضافة إلى دخولهم إلى قاعة سعيد اليوسف .

وأشارت المصادر إلى أن الاشتباكات أسفرت عن سقوط عدد من الجرحى بينهم جريح تابع إلى أنصار الله إضافة إلى نقل الجريح أبو علي طلال إلى خارج المخيم من أجل معالجته في مستشفيات مدينة صيدا لخطورة إصابته، كما أدّت الاشتباكات إلى حالة نزوح كثيفة من حي الطيرة والشارع الفوقاني وهروب الناس من الأحياء المجاورة لمنطقة الاشتباكات ومن جبل الحليب مع إقفال تام لكافة المحال التجارية في الشارع الفوقاني من دون معرفة الأسباب التي أدت إلى تلك الاشتباكات، ويترقب أهالي المخيم رد فعل القوة المشتركة من الهجوم على مقرها وعلى دخول انصار بدر إلى قاعة سعيد اليوسف.

واشتدت الاشتباكات بعض الشيء مع ساعات المساء الأولى، لتتحول مع حلول الليل إلى متقطعة، وبعد ذلك سيطر رصاص القنص على الشارع الفوقاني من المخيم، وكان محيط مخيم عين الحلوة قد شهد قبل يوم واحد من تلك الاشتباكات، توترًا شديدًا من قبل الجيش اللبناني اثر إطلاق النار من حي حطين على "مجبل معطي للباطون الجاهز"، وذلك أثناء قيام الجيش بأعمال بناء الجدار الإسمنتي في تلك المنطقة حيث تبين أن الرصاص استهدف "المجبل" و"الجدار" . 

واستنفر الجيش اللبناني وانتشر في مواقعه، وأبلغ الجميع بأنه لن يسمح تحت أي ظرف من الظروف بتعطيل أعماله أو باستهداف الجدار أو "مجبل الباطون"، ما أدى إلى تحرك سريع من لجان الأحياء ومن فعاليات حي حطين ولوبية واللجان الشعبية والفصائل الفلسطينية والقوه المشتركة والشباب المسلم حيث عقدت اجتماعات متلاحقة ركزت على منع تكرار مثل هذه الاعتداءات في المستقبل ومنع تفاقم ذيول الحادث وذلك بالتنسيق مع الجيش اللبناني.

وهاجم العرقوب، مع مسلّح آخر مقرّ القوّة الفلسطينية المشتركة في قاعة اليوسف داخل حيّ الطيري، وأطلق قنبلة يدوية ورشقات نارية قبل أن يتمكّن من الفرار، ما أدى إلى إصابة أحد عناصر القوة ويدعى روحي سلامة من حركة أنصار الله الفلسطينية. وعلى الفور تأزم الوضع الأمني في الحيّ وداخل المخيّم وخصوصاً الشارع الفوقاني ومفرق سوق الخضر، ترافق مع انتشار لمسلّحي التنظيمات وخصوصاً حركة فتح والعناصر الإسلاميين المتشددين. 

وأشارت المعلومات إلى أنّ قيادة القوّة المشتركة اتخذت فوراً قراراً بملاحقة العرقوب ومن كان برفقته، وهاجمت المكان الذي لجأ إليه في الطيري، وحصل تبادل لإطلاق النار والقنابل اليدوية وبعض القذائف الصاروخية.

 وأفيد بإصابة يوسف العرقوب ابن بلال العرقوب وإسماعيل أبو جاموس ومارّة كانت تحاول الهروب مع آخرين من داخل الطيري، فيما وجّهت نداءات للتبرّع بالدم لأحد الجرحى الذي نقل إلى مركز الراعي في صيدا بحالة حرجة جداً، وفيما تجري القيادات الفلسطينية اتصالات لتطويق الوضع ومنع تفاقمه، لا تزال حتى الآن أصوات الرصاص وبعض القذائف تسمع وتتجدد من حين إلى أخر داخل المخيّم، واتخذ الجيش اللبناني إجراءات أمنية مشدّدة على كافّة حواجزه ومواقعه في محيط عين الحلوة ومداخله.