علماء الآثار يُشرحون جمجمة بقرة

يكتشف علماء الآثار والحفريات العديد من الاكتشافات التي تحيرهم وكذلك تحير العامة، فحتى الآن لم يتمكن العلماء من معرفة سر تحنيط الجثث عند قدماء المصريين، أو حتى طريقة بناء الأهرمات، وتتواصل الاكتشافات حول العالم، حيث حيرت جمجمة بقرة تعود إلى العصر الحجري قبل 5400 عام، العلماء أثناء تشريحها، حيث تحتوي على فتحة كبيرة على الجانب الأيمن من الجبين، ويعتقد أن الإنسان من حفرها باستخدام أداة جراحية أثناء، ولكن ما يحير العلماء هل كانت الجراحة من أجل علاج البقرة أم للتدريب عليها ثم تطبيق عملية جراحة المخ على الإنسان.

تدربوا على البقر للتطبيق على الإنسان
وتشير إحدى النظريات إلى أن الناس في العصر الحجري كانوا يتدربون على البقر لتطبيقها على الإنسان، وأخرى تشير إلى أن جراحة الدماغ أجريت لإنقاذ الحيوان، في حين لا يستطيع الباحثون التأكد من السبب، وهو يعتقدون أن التفسير الأول هو الأكثر احتمالًا.

وعُثر على البقرة بجانب المئات من الهياكل العظمية الأخرى التي تشير إلى أن الناس في ذلك الوقت لم يهتموا كثيرًا بصحة الحيوانات.

عملية لتخفيف الآلام الدماغ
تشبه هذه العملية عملية حفر الجمجمة وهي أحد أشكال الجراحة البالغ عمرها 10 الآف سنة، وتشمل العملية حفرها أ تخريدها لتخفيف الألم والضغط بعد صدمة الرأس أو الصدمة العصبية، وكانت تستخدم أيضًا لإخراج الشياطيين من الجسم حين يظهر على الشخص سلوكًا غريبًا.

وكان الاعتقاد السائد أنه حين تفتح جزءً من الدماغ يخرج الألم من المريض من خلال تخفيف الضغط.

ربما تكون أول عملية بيطرية في التاريخ
وتكاد تكون جمجمة البقرة كاملة، ويبلغ عمرها ما بين 5 الآف و5400 عام، وكتشفت في موقع العصر الحجري الحديث في تشامب دوراند في فرنسا، وإذا كان إجراء العملية لإنقاذ الحيوان، فستكون هذه أول عملية بيطرية في التاريخ، ومع ذلك يعتقد الدكتور فرناندو روزي، المؤلف الرئيسي للدراسة من المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، أنه من المرجح أنهم كانوا يتدربون لتطبيق العملية على البشر، قائلا " هذا الموقع الأثري حيث حصلنا على الجمجمة يحتوي على عظام العديد من الأبقار، ولا أعتقد أنهم فكروا كثيرًا في الحالة الصحية لبقرة ة احدة فقط".

وأضاف " جاء تطوير عمليات الجمجمة في العصر الحجري الحديث، وهذا يعني أنهم استخدموا الحيوانات للتدريب قبل التطبيق على البشر".

ويبلغ طول الثقب حوالي  بوصتين ونصف، بنحو بوصتين في الطبقة الخارجية، ومن المثير للأهتمام أن الثقب تم صنعه في الفص الأمامي من الجانب الأيمن من الجبهة، وهي منطقة معرضة بشكل خاص للإصابة، كما أنه فوق المادة الرمادية التي تقل بالتقدم في العمر.

ويثق الباحثون أن الحفرة ليست نتيجة قتال أو ضربة، لأنها قوية جدا، وبها كسور وشقوق، ويقول الدكتور روزي " في الواقع، تتطلب جراحة الجمجمة مهارة يدوية كبيرة على دراية بتشريح الدماغ والأوعية الدموية وويمكن ممارسة ذلك على الحيوانات، فإذا مات دليل على أن العملية لم تنجح، والعكس".

واكتشف العلماء آثار الفخار وأدوات الصوان، وحتى الآن لم يتم اكتشاف الجماجم البشرية، وقد يسلط الاكتشاف الضوء على طبيعة استخدام الحيوانات في تلك الحقبة الزمنية، وكذلك العمليات الجراحية.