بورصة "وول ستريت"

سلّطت صحيفة "واشنطن بوست" الضوء على هبوط مؤشرات الأسهم الأميركية، مع تنامي شكوك المستثمرين؛ بشأن الهدنة الأميركية الصينية. واعتبرت الصحيفة، أن هذا الأسبوع يُعد بمثابة جرس إنذار لبورصة "وول ستريت"، حيث برز شيء لم يحدث خلال عقد من الزمن، وهو هبوط منحنى عوائد السندات الأميركية، التي تعتبر أحد مؤشرات التنبؤ بالركود الاقتصادي الذي قد تواجهه الولايات المتحدة، مع تشكك المستثمرين في فرص حدوث انفراجة في محادثات التجارة بين واشنطن وبكين، حيث فقد  مؤشر "داو جونز" نحو 800 نقطة.

لكن هذا لا يعني أن الركود سيحدث غداً أو حتى في عام 2019.

وأوضحت الصحيفة أن ما يقرب من 70 في المئة من الأسهم في الولايات المتحدة مدعومة من الانفاق الاستهلاكي، وطالما أن المستهلكين يواصلون دفع أموالهم، فإن الاقتصاد سيواصل نموه.

وقال فينسنت هيني وجون جوردون وكريس سوان، الاقتصاديون في شركة "UBS" في مذكرة مشتركة، إن "منحنى عوائد السندات انخفض بشكل واضح كعلامة على أن المستثمرين يتوقعون أن النمو في المستقبل سيكون أضعف." وأضافوا: "ينظر البعض إلى منحنى العائد المقلوب على أنه علامة تحذير مبكر لركود اقتصادي آتٍ".

كما أشار الاقتصاديون الثلاثة في شركة UBS ، الى أن ذلك "يعد بمثابة إنذار مبكر ، وقد يستغرق الأمر سنوات لكي نلاحظ الركود على أرض الواقع" . وقالوا: "لنأخذ بعين الاعتبار أن عائد السندات لأجل ثلاث سنوات قد ارتفع إلى ما فوق الخمس سنوات في أغسطس/آب 2005 ، ولكن الركود الكبير لم يبدأ حتى ديسمبر/كانون الأول 2007.

ووفقًا لما ذكره العديد من المحللين في "وول ستريت" ، فإن منحنى العائد المقلوب هذا الأسبوع ليس سببًا للذعر ، ولكنه علامة أخرى على أن النمو الاقتصادي من المتوقع  أن يتباطأ في وقت ما من العام المقبل ، بل وأكثر من ذلك في عام 2020. وأشارت صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن "مقدار تباطؤ الاقتصاد وسرعته يتوقفان على المستهلك الأميركي".

ويأتي تراجع "وول ستريت" مع هبوط عائد سندات الخزانة الأميركية أدنى مستوى 3%، ما أدى إلى تراجع فارق عائد الديون طويلة الآجل وقصيرة الآجل الى أدنى مستوى منذ 2007 الأمر الذي يعكس المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي.

ويترقب المستثمرون معرفة تطورات أكثر بشأن الهدنة التجارية لمدة 90 يوماً بين أكبر اقتصادين في العالم، وسط شكوك حيال مدى إمكانية التوصل لاتفاق نهائي قبل انتهاء الهدنة.

وعند نهاية التعاملات، هبط "داو جونز" الصناعي بنسبة 3.1% إلى 25027.07 نقطة ليفقد 799.3 نقطة ليسجل أسوأ أداء يومي من جلسة 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. كما انخفض "ستاندر آند بورز" بنحو 3.2% إلى 2700.08 نقطة، فيما تراجع "ناسداك" بنسبة 3.8%إلى 7158.4 نقطة.

وبحلول الساعة 9:05 مساءً بتوقيت غرينتش، يوم الثلاثاء، هبط مؤشر الدولار الرئيسي الذي يقيس أداء العملة أمام 6 عملات رئيسية هامشياً بنحو 0.07% إلى 96.971.