فيلم "سارق النور"

انتهت المخرجة إيفا دواد من العمليات الفنية لفيلمها الروائي القصير "سارق النور"، عن نص من تأليفها، وبمشاركة طاقم تمثيلي وفني من إسبانيا، في تجربة هي الأولى من نوعها في مشوارها السينمائي على صعيد الشكل والمضمون.

ويقرأ الفيلم، ومدته عشرين دقيقة، إشكالية الحب حين يسرق جوهره، ويأخذنا نحو مسارب درامية، تكاد تبدو خيالية، ولكنها سرعان ما تكشف عن بعدها الواقعي، حين تحاصرنا بسؤال مبهم، عن أصحاب القلوب التي سُرق منها روح الحب التي يسكنها "الشغف"، ليخبأ في جرار متروكة في ركن مهمل من الذاكرة، لا شيء يميزها سوى رقم وصورة.

ويجتهد فيلم "سارق النور في الإجابة على تساؤلات عدّة، من بينها "كيف لقلب سلب منه جوهر روحه أن يكسر لعنة الألم، ويستعيد نوره، متفوقًا على الماورائيات، وهل من الممكن أن يشرق النور من الظلام؟.. هل نحن جميعًا ضحايا حب ما؟".

وأكّدت المخرجة إيفا داود، أنها "في الفيلم اختارت لحكايتها نماذجًا واقعية، لتعيد طرحها وفق رؤية فنية خاصة، تستمد خصوصيتها من عمق الشخصيات، جاعلة من ذلك العمق مدخلاً لفهم إشكالية أن يكون الحب بلا شغف، وأن يكون الشغف مادة بلا روح".

وعن عنوان الفيلم (سارق النور)، أوضحت أنّ "اختياره يرتبط بالفكرة الأساسية للفيلم، وهو سيترك بمضمونه الباب مشرعًا لمقارنات مع حالات أخرى، يسرق النور فيها، لم يذكرها الفيلم".

وعن استعانتها بفريق عمل إسباني، أبرزت إيفا داود أنّه "لا يوجد أمام السينما أي عوائق لتنتشر في كل العالم، وبالتالي لاشيء يمنعني من مزج الثقافة العربية والأوربية، وخوض تجربة جديدة بالتصوير في إسبانيا، التي يمتزج بها الشرق مع أوروبا.. ثم أنَّ السينما هي فن المخرج. بصمتي الخاصة هي التي تعطي الفيلم هويته، وتتحكم في الإيقاع العام".

ولفتت إلى أنه "على صعيد المضمون، الفيلم يطرح قضية إنسانية لا هوية محلية لها، وعلى مستوى السرد الحكائي يتراجع الكلام، لتكون الإيماءة هي اللغة السائدة عبر جسد الممثل، ووجهه، وما يقدم عبرهما من مشاعر وانفعالات".

يذكر أنَّ "سارق النور" هو الفيلم القصير السادس للمخرجة إيفا داود، بعد أفلامها "السندريلا الجديد"، و"في غيّابات من أحب"، و"عفريت النبع"، و"لو كنت معي"، و"ربيع مرّ من هنا".

وسبق أن حازت أفلامها على عدد من الجوائز، فيما ينتظر أن يشارك فيلمها الجديد في عدد من المهرجانات العالمية، في العام الجاري. ويشارك في الفيلم، المترجم إلى ثلاث لغات هي العربية والإنجليزية والفرنسية، نخبة من الممثلين، هم أنخييل دي ماغويل في دور أدهم، ماريا بيدروفيجو تؤدي سوليين ألوما إيسودير، ولانا، جوليا فورنير، سارة، وأليسيا لوبو في دور إيفا، ربيكا رولدان، وتشايمة مورو في دور الشيف.

والفيلم من إنتاج  شركة "32 للإنتاج السينمائي" بحرين، وشركة "كوربو فيلم" إسبانيا.