وكيل وزارة الصحة الدكتور يوسف أبو الريش

كشف وكيل وزارة الصحة الدكتور يوسف أبو الريش، أنَّ مرض الكآبة هو المرض الأكثر انتشارا على مستوى العالم حيث يصيب 26% من النساء و12 % من الرجال، مشيرا إلى أنه وحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية سيكون هذا المرض في عام 2020 هو الأكثر تأثيرًا وسببا في منع الناس من الإنتاج، لافتا إلى أن الانتحار أيضًا هو السبب الثاني على مستوى العالم بعد حوادث الطرق.

وشدد أبو الريش، خلال احتفال الوزارة باليوم العالمي للصحة النفسية، الثلاثاء، على أن "قطاع غزة هو الأكثر تعرضا لهذه الأمراض نظرا لأن كل الظروف مهيأة لتضاعف النسبة لكن الله حبا أهل غزة لاحتواء الضغوط النفسية و الأزمات من خلال الشركاء من منظمة الصحة العالمية ومؤسسة النورواك وغيرها من شركاء المجتمع الدولي الذين عملوا جاهدين لاحتواء الأزمات من خلال مشاريع تخص الصحة النفسية سواء تطويرية أو تدريبية أو إنشائية".

وتمنى وكيل الوزارة بأن يتم افتتاح مركز التأهيل الذي وضعت له المخططات على مساحة 20 دونما وينتظر التمويل من خلال الشركاء الفاعلين، وشكر كل من ساهم في دفع العجلة اتجاه الارتقاء في خدمات و مؤسسات الصحة النفسية من مجتمع دولي ومحلي.

وأعرب مدير مكتب منظمة الصحة العالمية في فلسطين الدكتور محمود ضاهر عن سعادته بهذا الاحتفال المميز والعالمي في منظمة الصحة العالمية وفي فلسطين وغزة تحديدا، موضحًا أنه منذ العام 2000 تم إصدار قرار دولي في الصحة العالمية للجمعية المجتمعية في جنيف للبدء في العمل الذي يهدف إلى التحول في المنظومة الصحية العاملة في الصحة النفسية حيث كان هناك عمل حثيث للتحول إلى ذلك.

وأشار ضاهر إلى مشاريع عدة لتطوير الصحة النفسية بإنشاء مراكز صحية مجتمعية في قطاع غزة والضفة وصلت إلى 6 مراكز بالإضافة إلى مركز التأهيل الطبي النفسي وكذلك هناك مشاريع تدريبية للكوادر العاملة من خلال الجامعة الإسلامية وجامعة النجاح .

وأضاف أنَّ "الصحة النفسية لها مكانة كبيرة في منظمة الصحة العالمية و خاصة في فلسطين لخصوصية قطاع غزة و ما تعرض له من خسائر مادية و أكثرها نفسية مما اضطر إلى جلب استثمارات لتقليل انتكاسات الحالة المعقدة التي يعيشها القطاع".

من جانبه، أكد مدير عام الإدارة العامة للصحة النفسية الدكتور يحيى خضر، أهمية الصحة النفسية لأنها تعنى بجميع الفئات العمرية و مختلف المستويات الثقافية و الاجتماعية و الثقافية، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني تعرض للضغوطات النفسية الكبيرة وبخاصة ما تعرض له من حروب وويلات و صعوبة الظروف الاقتصادية مما أسهم في زيادة عدد الأمراض النفسية و البعض منها يجهل بالمرض النفسي و الذي يجعلهم يتوجهون إلى المشعوذين خوفًا من التوجه للطبيب النفسي، مما يحرمه من فرصة العلاج و الوصول للخدمة النفسية.

و أكد خضر خلال كلمته على ضرورة استثمار الموارد في دعم الصحة النفسية و تضافر الجهود للمساهمة في مكافحة المرض النفسي و دمج المريض في المجتمع و ضبط سلوكه و جعله فردا منتجا و لكي يؤمن للمرضى خدمة نفسية أفضل تجعله يتمتع بالكرامة و روح التحدي لمجابهة المرض و الإحساس بالمسؤولية تجاه أنفسهم أسرهم و مجتمعاتهم.

وبمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية أفاد بأن هذا العام تميز عن سابقه بالنشاطات التي تكللت بالنجاح من خلال افتتاح معرض للمشغولات اليدوية و المشاتل الزراعية و التي كانت من صنع أيادي نزلاء و مراجعي الصحة النفسية بالإضافة الى انجاز خمسين نشاطا توعيا بالتعاون مع الجامعات و الجمعيات وأخرى.

ولفت إلى زيادة الدعم لمركز الرعاية النهارية و التأهيل النفسي الذي تم افتتاحه العام الماضي ويعمل بعيادتين بواقع عشرين مريضا أصبح الآن يتعامل مع 120 مريضا حيث بلغ عدد المترددين خلال الشهر الماضي أكثر من 370 مريضا .

واستعرض د. خضر عدة انجازات من خلال إعادة ترتيب الأوضاع المهنية في مراكز الصحة النفسية ونقل عيادة خانيونس وإعادة توزيع الكادر البشري بما يخدم مصلحة العمل والتنسيق مع المؤسسات الدولية و الأهلية، لافتا إلى انه جار إعادة الرؤية للطب النفسي لتعزيز مكانته في النظام الصحي عامة و وزارة الصحة خاصة، مشيرا إلى أنه وفي بداية العام سيتم البدء في الدبلوم الإكلينيكي للطب النفسي بالتعاون مع مؤسسة نورواك والجامعة الإسلامية.