تأثير الحرمان من النوم على الجسم

أجرى مركز دراسات النوم في لندن، دراسات علمية للكشف عن تأثير عادات النوم الحديثة والحرمان منه على المخ والجسم، بمشاركة مراسلة صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، سارة شامبلر.

وتطلبت الدراسة البريطانية أن تنام، سارة، لمدة 4 ساعات في أول يوم، ثم تنام بشكل طبيعي لمدة ثماني إلى تسع ساعات لمدة 3 أيام، ثم تعود لتقليص ساعات النوم الطبيعية بنسبة الربع لتصل إلى ست ساعات لمدة خمس ليالي متتالية.

وأثرت هذه الفترة على "سارة" بطريقة مرعبة، إذ بدأت تظهر حلقات داكنة تحت العين، وأصبحت البشرة باهتة والمسام واسعة، فضلًا عن ظهور بقع داكنة على الذقن. وبدت أكبر من عمرها الحقيقي 46 عام، والأسوأ من ذلك أنَّها أصبحت تغضب وتنسى بسهولة، وتشعر بالجوع الدائم.

وأجرى المركز البحثي البريطاني دراسة بشأن أنماط النوم، شملت 11 ألف شخص، وكشفت أن نصفهم تقريبًا يحصلون على ست ساعات فقط أو أقل من النوم كل ليلة.

وتابع الباحثون تحليل الآثار المترتبة على الأداء الإدراكي، إذ كشفوا عن وجود صلة بين قلة النوم وانخفاض القدرة العقلية والبدنية. وأيدت الدراسات الأخرى هذه النتيجة التي كشفت عن أن قلة النوم تتسبب في انخفاض يصل إلى 60% في القدرة على حل المشاكل، و40 % في قوة الذاكرة.

وخلصت الدراسة إلى أنَّ قلة النوم يؤثر على المدى الطويل على الجلد. وأكد مؤسس مركز دراسات النوم البحثي، غي ميدوز، أنَّ هناك صلة كبيرة بين الالتزام بعادات نوم سليمة، وبين المظهر الشبابي، مضيفًا أن النوم جيدًا يكافح الشيخوخة.

وأضافت أخصائية تجميل الجلد البريطانية، أنيتا ستورنهام: تسفر قلة النوم عن مظهر جلدي شاحب، كما تزداد خطوط البشرة والتجاعيد سوءًا، وتبدو العيون منتفخة ونظهر الدوائر السوداء.

وتابعت: عندما لا يحصل الشخص على قسط كاف من النوم، يفرز الجسم مستويات عالية من هرمون الكورتيزول، الذي يحطم الكولاجين والإيلاستين في البشرة، وهي ألياف البروتين التي تبقي البشرة ناعمة وتعطي الجلد مرونته.

وتعتبر "سارة" مثل الآلاف من النساء اللائي انشغلن في صخب الحياة اليومية المليئة بالعمل والأطفال والعلاقات الاجتماعية، ولذلك فلا عجب أن متوسط ساعات النوم قد انخفض في السنوات الأخيرة.

وبالرغم من توصية الأطباء بالنوم لمدة ثماني أو تسع ساعات يومية، إلا أنَّ عدد البريطانيين الذين يغفون لمدة خمس أو ست ساعات يومية ارتفع لمقدار الثلث.

ولم تكن "سارة" تدرك أن تقليص النوم بمقدار ساعة أو ساعتين يوميًا، قد يسفر عن هذا التأثير المدمر على كل شيء، سواء على التركيز، أو على الذاكرة والصبر وحتى لون البشرة.

وأشار الباحث من مركز دراسات النوم في لندن، إيراشيد إبراهيم، إلى أنَّ الضرر الصحي الذي قد يلحق بالجسم، يشبه العطب الذي يصيب السيارة عند المرور يوميًا على حفرة في الطريق، إذ تزداد أعطال السيارة يومًا يوم بعد يوم، وكذلك هو الحال مع الجسم البشري عندما يتم حرمانه من النوم.

وقضت "سارة"، وهي أم لثلاثة أطفال، سنوات عديدة وهي تعتمد على النوم لمدة ست ساعات، وذلك عند إنجابها لطفلها الأول، حتى تستطيع المواءمة بين العمل وتربية أطفالها.

 

وعندما كبر أطفالها، وأصبح طفلها البكر يبلغ من العمر 9 أعوام، وشقيقيه يبلغان 7 أعوام، عادت إلى ساعات النوم الطبيعية التي تبلغ سبع إلى ثماني ساعات.