دروس مفيدة من حياة الرئيس التنفيذي لمنظمة "إنفيزبل تشلدرين"

أوضح الرئيس التنفيذي لمنظمة "إنفيزبل تشلدرين" بين كيسي أنه لم يكن يعتقد بأنه سيعمل لدى الجمعيات الخيرية في يوم ما، إلا أنه أصبح الرئيس التنفيذي لواحدة من هذه الجمعيات، في عمر الـ 24 عامًا. مضيفًا "تخرجت من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس مع شهادة البكالوريوس في الرياضيات التطبيقية وعملت في الاستثمار المصرفي، وفى عام 2005 تغيرت حياتي تماما عندما شاهدت فيلمًا وثائقيًا يدعى "الأطفال غير المرئيين"، وتناول الفيلم الأطفال في شمال أوغندا الذين يعملون خشية خطفهم وتحويلهم إلى جنود أطفال بواسطة أمير الحرب الأوغندى جوزيف كوني وجيشه المتمرد الذي يدعى جيش اللورد للمقاومة، وكان الفيلم بواسطة ثلاثة من أصدقائي الذين انتهوا للتو من دراسة صناعة الأفلام".
 
وتابع كيسي "تأثرت بالفيلم بشكل كبير، وتركت وظيفتي لمساعدة صانعي الفيلم لتحويله إلى منظمة Invisible Children وهي منظمة دولية غير حكومية تقوم بحملات للقبض على كوني، في البداية كنا نحدد أهداف كبيرة، وقمنا بتمرير مشروع قانون للكونغرس الأميركي الذي كلف الرئيس أوباما بدعم الجهود الإقليمية لوقف العنف، وتم نشر قوات أميركية خاصة لتعقب جيش اللورد للمقاومة وتم جمع 50 مليون دولار تقريبا، فعلنا كل هذا قبل عمل الحملة الـ 11 بعنوان كوني 2012".
 
وأردف "كان هدفنا الذي كان يعتبر طموحا حينها الحصول على 500 ألف مشاهدة للفيلم خلال عام 2012، لكننا حصلنا على 100 مليون مشاهدة خلال ستة أيام، إلا أننا واجهنا انهيار كاريزما المؤسس جيسون راسل في غضون 10 أيام فقط، لقد أصبحنا مثيرين للجدل، وأصبح قادة المدارس العامة لا يريدون التعاون معنا، وأدى هذا إلى قلة العروض التي كانت تستضيفها المدارس والجامعات وهو ما انعكس على جمع التبرعات لدينا، وانخفضت إيراداتنا بنسبة 81% من 2012 حتى 2013".
 
وأكمل " كان العامين المقبلين في غاية الصعوبة، حاولنا إعادة صياغة نموذجنا لجمع التبرعات ليشمل المزيد من المنح والهدايا التقليدية الرئيسية، لكننا حققنا نجاحا محدودا، وبحلول نهاية عام 2013 أدركنا أنه كان يجب القيام بالعديد من التغييرات، وبعد تناقص المنح قمنا بتخفيض موظفي الولايات المتحدة لدينا بنسبة 50%، ومع تخفيش عدد الموظفين كان علينا مضاعفة الإيرادات حتى نستطيع الاستمرار بشكل مستدام".
 
وبيّن كيسى " في النهاية كان أمامنا خيارا رئيسيا واحدا وهو توسيع نطاق مهمتنا ليشمل قضايا جديدة مع فرص تمويل أسهل، أو الاستمرار في التركيز على التزامات جيش اللورد للمقاومة على نطاق أصغر بكثير، ولكنني اخترت الخيار الثاني ويعني ذلك أن فريق الولايات المتحدة بما فيهم نفسي عليه التنازل عن وظيفته، وبتاريخ 17 ديسمبر/ كانون الأول 2014 أعلنا للعالم أننا سنغلق المنظمة لتحديد أولويات، عملنا في وسط أفريقيا وواشنطن DC، وبذلك كان علي أن أترك المنظمة كرئيس تنفيذي وجيسون كمؤسس لها وكذلك فريق عمل الولايات المتحدة وهم 20 شخصا في خلال عام، على أن يكمل خمسة من الموظفين في الدعوة لسياستنا في واشنطن DC مع العمل مع شركائنا في أفريقيا الوسطى على نطاق أصغر".
 
وأضاف "كان الأمر صعب بالنسبة لي، وكنت مستعدا للعمل وأنا أذرف الدمع، وكنت أقول لنفسي دوما أنني لا أريد أن أفعل ما أنا مقدم بالفعل عليه، وصلت المكتب صباح هذا اليوم، ولكن كل شيء كان جاهزا، الرسائل الإلكترونية، وتم صياغة نسخة الأنترنت، اجتمعنا معا كفريق واتصلنا بـ 2500 من الجهات المانحة لنا، أردنا إخبار الجميع بسبب هذا التغيير والذي كان بمثابة صدمة للكثيرين، وكان الجزء الأصعب ونحن نروي القصة الحقيقية".
 
وتابع كيسى " كان لدينا الجرأة لإعلان إنجاز المهمة، ومنذ حملتنا الضخمة في 2012 واستثماراتنا الضخمة مع شركائنا شدنا انخفاض نسبة القتل في جيش اللورد للمقاومة بنسبة 90%، مع انخفاض عملياتهم القتالية بشكل عام بنسبة 70%، وعادت آلاف من الناس إلى منازلهم بعد أن تركوها، يمكننا الاستشهاد بهذه الأرقام ومن ثم الاعلان عن انجاز المهمة وحزم أمتعتنا، ولكن نادرا ما تقول المنظمات غير الحكومية القصة الكاملة، ويجب علينا كمؤسسة ألا نتحدث عما لم يتم وفقا لخطتنا، وإذا نظرت إلى التقارير السنوية تجدنا نزعم الانتصار في كل وقت بغض النظر عن حقيقة ما يجري، والحقيقة أننا حاولنا إعادة صياغة النموذج الخاص بنا للحصول على تمويل لتجنب الإغلاق ولكن هذا لم يجدى".
 
وقال "ومن خلال هذه العملية نعلم السبب الذى يجعل بعض المنظمات غير الحكومية تتحدث عن هدفها ثم تنهى عملها، إنه أمر صعب في الواقع ويشعر بالفشل، في ظل عدم وجود حوافز أو دعم، ولذلك من الأفضل توديع فريق العمل بدلا من أن تطاردك قضايا مالية أخرى للحفاظ على سريان العمل، وعندما يصبح ذلك هو القرار الصحيح عليك التركيز على مهمتك الأساسية حتى وإن كان على نطاق أصغر، وأعتقد أن الأمنة عند الحاجة إلى تصحيح المسار تزيد من ثقة الجمهور في قطاع المنظمات غير الحكومية، وحصلنا بالفعل على ما يقرب من مليون دولار في شهرين بعد الإعلان عن مواصلة تمويل عملنا في وسط أفريقيا، وأعتقد أن ذلك يرجع إلى احترام الناس لصدقنا وإدراكهم أن هناك حاجة لعملنا".
 
وختم كيسي "حان الوقت لصناعتنا أن تدعم المساعي المركزة والفعالة لمشاكل محددة، مع الالتزام بالصدق حتى عندما لا تسير الأمور بشكل منضبط كما خططنا، وليس هناك عاقل يعتقد أن المنظمات يمكنها الفور طوال الوقت، ويب علينا أن نشعر بالارتياح للحديث عن هذه الحقيقة، وعندما تقترب منظمة ما من خط النهاية علينا دعمها مع الأخذ في الاعتبار أن الأوقات الأخيرة هي الجزء الأصعب".