الغوريلا الجبلية

كشفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، تزايد أعداد غوريلا الجبال الأفريقية المهددة بالانقراض ليتجاوز الألف بعد جهود الحفاظ عليها، مما يجعلها القرد الكبير الوحيد المهدد بالانقراض في العالم الذي يتزايد عدده، وفقًا لإحصائيات جديدة.

ويقول الصندوق العالمي لحماية الحياة البرية "WWF"، إن أعداد الغوريلا الجبلية زادت من 480  إلى 604 في العام 2010 في منطقة "فيرونغا ماسيف" ، وهي منطقة جبلية تضم أجزاء من رواندا وأوغندا والكونغو.

ويكون ذلك جنبًا إلى جنب مع أحدث الإحصائيات التي نشرتها مواقع الغوريلا الأخرى كالحديقة الوطنية "بويندي ايمبنترابل" في أوغندا ، ليبلغ مجموع عددها 1004.

ويقول المسؤولون الأوغنديون إنهم يتوقعون زيادة في أعداد غوريلا حديقة بويندي عندما يتم نشر نتائج المسح الأخير المنفصل هناك.

وقال نائب رئيس منظمة "فاونا أند فلورا" الدولية للحفاظ على البيئة وسفير الصندوق العالمي للطبيعة في المملكة المتحدة، ديفيد أتينبورو "عندما زرت مواقع الغوريلا الجبلية للمرة الأولى في العام 1979 ، كان الوضع مريعًا. كان عدد هذه الحيوانات الرائعة صغيرًا جدًا  فمن المشجع الآن أن نرى كيف استطاعت الجهود التي بذلتها العديد من المنظمات المختلفة - الحكومية أو غير الحكومية - ان تؤتي ثمارها".

واضاف: "لم تختف تهديدات انقراض الغوريلا الجبلية بشكل كامل بالطبع، لذا يجب أن يكون التحدي الآن هو ضمان استمرار هذه الإنجازات في المستقبل".

وتعد حديقة "فيرونغا" واحدة من أهم مواقع الحفاظ على البيئة في العالم، وتغطي مساحة 7800 كيلومتر مربع (3 آلاف ميل) في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية مع الحدود مع أوغندا ورواندا، كما تغطي معظم بحيرة إدوارد ووادي نهر أشاشا وقد أنشئت في 1925 ، وتعد فيرونغا موطن للغوريلا الجبلية ، بالإضافة إلى غوريلا الأراضي المنخفضة الشرقية ، الشمبانزي ، حيوان الأكاب، الأسود، الفيلة وأفراس النهر.

وتعد الغوريلا الجبلية من الحيوانات التي تجذب السياح في المنطقة، ومع ذلك ، انخفض عدد الحيوانات بشكل حاد في القرن الماضي بسبب الصيد غير المشروع والمرض".

تقول مارثا روبنز ، عالمة حيوانات في معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية: "هذا يمثل واحدة من قصص النجاح النادرة في الحفاظ على الحيوانات المهددة بالانقراض، حيث  تضاعف عدد الغوريلا الجبلية في فيرونغا أكثر من الضعف خلال العقود الثلاثة الماضية ، على الرغم من التهديدات المكثفة للصيد غير المشروع وتدهور الموائل والصراعات الأهلية".

وتضيف "تمثل هذه الزيادة مثالًا على الجهود المتفانية التي بذلتها حكومات رواندا وأوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية للحفاظ على هذه القردة العليا المهددة بالانقراض بشكل كبير ، وعلى وجه الخصوص العمل الشاق لموظفي الحدائق على الأرض ، وهذه الزيادة تُظهر أيضًا أن الجهود الحثيثة للحفاظ على البيئة بما في ذلك السياحة والعمل البيطري والمشاريع المجتمعية يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي".

كان التعداد مزيجًا من العمل الميداني المكثف في عام 2015 و 2016 والتحليل الجيني التفصيلي وقطعت الفرق الميدانية أكثر من ألفي كيلو متر لتكتسح بكثافة مساحة 440 كيلومتراً مربعاً من بركان فيرونغا بحثاً عن ممرات ومواقع أعشاش الغوريلا.

وكان آخر إحصاء أجري في فيرونغا في عام 2010 ، عندما قدر عدد الغوريلا بما لا يقل عن 480 غوريلا.

ويمثل الرقم الحالي زيادة بنسبة 26 في المئة في عدد الغوريلا على مدى فترة ست سنوات ، وهو معدل زيادة سنوي قدره 3.8 في المئة.وتعزى هذه الزيادة إلى الطرق المحسنة المستخدمة في هذا التعداد الأخير وكذلك النمو الفعلي للحيوانات.

وكان إجراء التعداد جهدًا تعاونيًا كبيرًا  بين خدمات المتنزهات في البلدان الثلاثة التي تعيش فيها غوريلات الجبال ، وبالتحديد رواندا وأوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية والعديد من منظمات الحفظ غير الحكومية ومعهد ماكس بلانك لأنثروبولوجيا التطور في ليبزيغ، ألمانيا