المطران عطا الله حنا

استقبل المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس الثلاثاء، وفدا كنسيا من بلاد اليونان ضم عددا من رؤساء ورهبان اديار الجبل المقدس وغيرها من الاديار العريقة في بلاد اليونان، وابتدأوا زيارة حج الى الأماكن المقدسة في فلسطين.

واستهل الوفد زيارته للقدس بلقاء المطران الذي استقبل الوفد في كنيسة القيامة، وابتدأت الزيارة بالصلاة والدعاء امام القبر المقدس، وقاموا بجولة داخل الكنيسة شملت اهم المواقع الدينية الموجودة فيها.

واستمع الوفد الى كلمة المطران الترحيبية الذي اعرب عن سعادته باستقبال الوفد الكنسي الرفيع الاتي الينا من الجبل المقدس، وغيرها من الاديار الارثوذكسية في بلاد اليونان.

وقال المطران "أننا نعرب عن تضامننا مع ضحايا الحرائق المندلعة في بلاد اليونان ونصلي الى الله في هذا المكان المقدس من اجل ان تتوقف هذه الكارثة التي أدت الى مقتل العشرات والى كثير من الخسائر المادية".

وتابع "وفي الوقت الذي فيه نلحظ ان الحرائق تلتهم الأخضر واليابس في اليونان نرى في فلسطين ان حرائق العنصرية والقمع والظلم الممارسة بحق الشعب  انما تسعى لتهميش حضورنا واضعاف وجودنا والنيل من مكانتنا في هذه الأرض المقدسة، وهناك شعب رازح في ظل الاحتلال وهذا الشعب يحق له ان يعيش بحرية وكرامة بعيدا عن الاستعمار والقمع والعنصرية والاستبداد والظلم".

واضاف "اننا نطالب الكنيسة الارثوذكسية في اليونان وفي سائر ارجاء العالم بأن تولي اهتماما حقيقيا بالقضية فلا يجوز الصمت امام ما يرتكب بحق فلسطين وشعبها من انتهاكات يومية لحقوق الانسان".

وتابع "وان تضامنكم مع فلسطين الأرض المقدسة هو تضامن مع المسيحية في مهدها وإننا نحثكم وندعوكم الى ان تكونوا دوما الى جانب شعبنا فالقضية هي اعدل قضية عرفها التاريخ الإنساني الحديث والتضامن مع الشعب المظلوم، انما هو واجب أخلاقي وانساني وروحي بالدرجة الأولى، اما الحضور المسيحي في فلسطين فهو مستهدف ومستباح كما هو حال كل أبناء شعبنا فالاحتلال في قمعه وعنصريته وظلمه لا يستثنى أحدا على الاطلاق".

وأضاف "كلنا مستهدفون وكلنا مضطهدون ويراد لنا ان نتحول الى عابري سبيل في وطننا، واوقافنا المسيحية مستهدفة ومستباحة واستهدافها هو استهداف للحضور المسيحي العريق في هذه الأرض المقدسة كما تُستهدف اوقافنا المسيحية بالطرق المعهودة والغير والمعهودة نلحظ استهدافا غير مسبوق للمقدسات والاوقاف الإسلامية في القدس، وهناك استهداف خطير للفلسطينيين المقدسيين بشكل خاص وللفلسطينيين في هذه الأرض المقدسة بشكل عام".
وان زيارتكم هي زيارة روحية بهدف الصلاة والتأمل والعبادة في الأماكن المقدسة ومع هذا البعد الروحي الذي لزيارتكم نتمنى منكم أيضا ان تلتفتوا الى الشعب وان تلتفتوا بنوع خاص الى القدس المصلوبةوالمعذبة التي تسير في طريق جلجلتها على رجاء قيامة ملؤها الحرية والانعتاق من الاحتلال والظلم والقمع والعنصرية.
واوضح انه من اخطر ظاهرة موجودة في العالم هي الماسونية الشريرة وانتم تعلمون جيدا ما هي وما أهدافها الخطيرة، وان الاحتلال يهدف أيضا الى اضعاف وتهميش الحضور المسيحي، ونعتقد أن استهداف المسيحيين في اوقافهم وحضورهم انما هو استهداف لكل الشعب بكافة مكوناته، مضيفا "ان قوى الشر الموجودة في عالمنا لن تتمكن من النيل من ارادتنا وصمودنا وثباتنا وتمسكنا بقيمنا الايمانية وانتماءنا العريق لهذه الأرض المقدسة".

وأضاف "اذكروا فلسطين في صلواتكم واذكروا القدس في ادعيتكم فنحن لا نثق الا بالله تعالى اما سياسيي هذا العصر فلهم مصالحهم واجنداتهم ونحن لا نثق بهم وبكلماتهم، وثقتنا هي فقط بالله الذي نعبده ونسجد له فهو نصير المظلومين والفقراء والمعذبين والمهمشين في العالم ونحن على يقين بأن الله تعالى قادر على كل شيء وما لا يفعله السياسيون قد يفعله الله في الوقت المناسب وفي الطريقة المناسبة".

واضاف "نحن على يقين بأنه لا يضيع حق وراءه مطالب ولن يتمكن احد من شطب وجودنا وإلغاء حقوقنا، وفلسطين موجودة شاء من شاء وابى من ابى ومن لا يرى فلسطين وشعبها انما قد فقد البصر والبصيرة ويعاني من غشاوة في بصره وفي ضميره وانعدام للقيم الإنسانية والأخلاقية، والفلسطينيون أصحاب قضية عادلة. ونحن نتمنى من كافة أحرار العالم وفي مقدمتهم أولئك المؤمنين بقيم الانجيل لكي يكونوا دعاة حق وعدل ونصرة للشعب".

ووضع المطران الوفد في صورة ما يحدث في مدينة القدس وما تتعرض له اوقافنا المسيحية، متحدثا عن القضية بشكل عام وعن الأوضاع المضطربة في هذا المشرق العربي الذي يعذب بفعل الحروب والعنف وسياسات الغرب الظالمة التي تستهدف الشعوب.
وأجاب المطران على عدد من الأسئلة والاستفسارات، مقدما بعض التذكارات والايقونات كبركة من القبر المقدس.