الشاشات الرقمية

غدت حياتنا مرتبطة بالشاشات الرقمية بشكل واسع جدًا ويومي؛ وسواء كان الهدف هو العمل أو جمع المعلومات أو التسلية والألعاب فقط٬ فإن منطقة العيون أصبحت تتحمل أعباء تسبب آثارًا تراكمية على أداء العين وملحقاتها مع الزمن.

د. محمد ياسر السلق أخصائي طب وجراحة العيون في مستشفى المركز الطبي الدولي في جدة يقول إن الشاشات أصبحت تؤثر تأثيرًا سلبيًا مباشرًا على العين، وتتمثل أهم مظاهر إرهاق العين في: الحرقة أو الحكة التالية لجلسات العمل والتركيز أو في الفترة المسائية في كثير من الحالات، إحساس بجفاف العيون، حدوث الدماع (زيادة إفراز الدمع)، تشتت الرؤية أو رؤية خيال للمرئيات، ثقل الجفون، صعوبة ضبط بؤرة الرؤية بتنقل النظر بين البعد والقرب، انزعاج من الأنوار بسبب حساسية القرنية، صداع محيط للعين وعند الحاجب.

ويضيف د. السلق أن هذه الأعراض لا تصنف على أنها خطيرة على المدى القريب، لكنها تؤدي لتقليل إنتاجية الفرد، كما أنها مزعجة ومجهدة للعين والمنطقة المحيطة بها وتؤدي في النهاية إلى التهاب سطح العين مع أو بدون التهاب حواف الأجفان، كما  تحصل تغيرات في بنية القرنية نفسها أحيانًا.

أما الخطوات الوقائية التي ينصح د. السلق باتباعها لمنح عينيك الراحة المطلوبة أثناء عملك أو إبحارك في الإنترنت، فتتمثل في: ضبط مسافة الشاشة على حوالي 45ـ 60 سنتيمترًا من الوجه، مع مراعاة أن تكون الشاشة أخفض بقليل من مستوى النظر، مراعاة أن حجم الخط في جهازك يلعب دورًا في راحة العين وسرعة الأداء، توزيع الإضاءة بشكل متوازن، مع جعل الأضواء غير مباشرة لتصبح أقل إزعاجًا للعين (تقليل الانعكاسات)، إبعاد تيارات الهواء الصادرة عن التكييف وخاصة القريبة منك لمنع جفاف العين، منح عينيك راحة لمدة 10 دقائق كل فترة 30 دقيقة من العمل، وذلك بتسريح النظر في الأشياء البعيدة.

ويضيف د. الــسـلـق مجـموعـة مـن النـصائح والخطوات العملية لتفادي آثار الشاشات، حيث يقول: كرر عملية الرمش بشكل إرادي، لأن التركيز يقلل الرمش بشكل تلقائي مما يسبب جفاف طبقة الدمع من العين بسرعة أكبر، اغمض عينيك لبضع لحظات وادعكهما دون شد زائد على منطقة الأجفان، تحرك بحيث تترك مكتبك وتسير بضع خطوات إن أمكن وذلك لتجديد دورة الدم في الجسم وإرخاء العضلات وهذا له تأثير على عضلات العين بشكل غير مباشر،

استخدم قطرات الدموع الصناعية بانتظام بحسب الجهد البصري الذي تقوم به وبالأخص للذين يستخدمون العدسات اللاصقة، فكما تحتاج السيارة للوقود في الرحلات كذلك رحلة العمل اليومية أمام الشاشة تحتاج لتزويد العين بالدموع المرطبة بشكل متكرر، وأخيرًا: جدد سنويًا قياسات نظارتك الطبية أو عدساتك اللاصقة لتكون أكثر ملاءمة للعمل على مسافة الشاشة المستخدمة