الرئيس اللبناني ميشال عون

حذّر الرئيس اللبناني من توطين الفلسطينيين في البلاد التي يقيمون فيها، مجدداً دعوته للعمل على عودة اللاجئين السوريين وعدم ربطها بالحل السياسي.

جاء كلام عون خلال استقباله، أمس، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية للروم الملكيين الكاثوليك البطريرك يوسف العبسي على رأس وفد في قصر بعبدا، حيث تم البحث أيضاً بما حصل أخيراً في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا، جنوب لبنان.

وقال عون «كافة الأمور تهمنا، سواء كانت صغيرة أم كبيرة. وبالنسبة إلى ما جرى في مخيم (المية ومية)، فلقد سارعنا بداية إلى التهدئة وتالياً إلى إيجاد حل.

 لكن الأحداث تتسارع اليوم من أجل حلول غير مقبولة منا وغير عادلة، حيث يسعى البعض إلى توطين الفلسطينيين حيث هم. وهذا الأمر إذا حصل سيكون بمثابة أكبر مجزرة للعدالة في العالم. 

واليوم نحن في تباين مع الأمم المتحدة، لأنها لا تشجع على إعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم إلا بعد أن يتساوى الحل السياسي مع الحل الأمني، على الرغم من أن الأمن استتب في سوريا، والحكم السوري يتصالح مع الذين حملوا السلاح ضده، في الوقت الذي نرى فيه أن معظم اللاجئين هم من الذين هربوا من السلاح ومن الحرب».

ودعا عون، العبسي، الذي حيّاه على موقفه بقضية اللاجئين، إلى السعي للعمل على حل لهذه العودة، وقال: «نحن نتطلع إلى أن تسعوا جميعاً، أينما كنتم، للتوصل إلى الحل القائم على عودة اللاجئين الآمنة والطوعية. لكن ربط الحل السياسي بالعودة، هو أمر خطير جداً.

 ونحن نستعيد دائماً مثلين سبق أن عايشناهما: منذ العام 1974 مع الأزمة القبرصية بين القبارصة الأتراك والقبارصة اليونانيين، حيث لجأ القبارصة اليونانيون إلى لبنان.

 ولكن مع استتباب الهدوء الأمني عاد الجميع إلى ممتلكاتهم ولم يبق منهم أحد هنا، على الرغم من أنه، بعد 44 سنة، لم يتم التوصل بعد إلى حل سياسي لقضيتهم. فكيف بالأحرى بالنسبة إلى الفلسطينيين الذين ينتظرون منذ 77 سنة الحل السياسي لقضيتهم، ولم يعد أي أحد منهم إلى بلاده؟ من هنا فإن التسويف في إعادة اللاجئين السوريين إلى سوريا مخيف، لا سيما أنهم يحاولون الانخراط في العمل بلبنان، وهذا أمر يمنحهم ترغيباً للبقاء حيث هم».